تراجع أسعار النفط إلى 73.62 دولارًا للبرميل    "الأرصاد"استمرار هطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    محافظ بيش يطلق برنامج "انتماء ونماء" الدعوي بالتزامن مع اليوم الوطني ال94    الأمم المتحدة تؤكد أنها نفذت خطط الاستجابة الإنسانية ل 245 مليون شخص    الأخدود يتعادل سلبياً مع القادسية في دوري روشن للمحترفين    محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    محافظ الزلفي يلتقي مدير إدارة كهرباء منطقة الرياض    أبها تستضيف منافسات المجموعة الرابعة لتصفيات كأس آسيا تحت 20 عاماً    «الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف    «المجنون» و«الحكومة» .. مين قدها    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    هدف متأخر من خيمينيز يمنح أتليتيكو مدريد على لايبزيغ    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    مصادرة صوت المدرجات    النصر وسكّة التائهين!    قراءة في الخطاب الملكي    ماكرون: الحرب في لبنان «ليست حتمية».. وفرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين    قصيدة بعصيدة    شرطة الرياض: القبض على مواطن لمساسه بالقيم الإسلامية    حروب بلا ضربة قاضية!    دراسات على تأثير غطاء الوجه على صحة الإناث..!    سوق المجلس التراثي بشقراء يواصل استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني 94    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    التزامات المقاولين    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    ديفيد رايا ينقذ أرسنال من الخسارة أمام أتلانتا    أمانة الطائف تكمل استعداداتها للإحتفاء باليوم الوطني 94    جازان: إحباط تهريب (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    الاستثمار الإنساني    سَقَوْهُ حبًّا فألبسهم عزًّا    هيئة الأفلام تطلق النسخة الثانية من "منتدى الأفلام السعودي" أكتوبر المقبل    نائب أمير جازان يطلق البرنامج الدعوي "انتماء ونماء" المصاحب لليوم الوطني ال 94    محافظ الأحساء: الخطاب الملكي يحمل حرصا شديدا على حماية هويتنا وقيمنا    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    الكويت ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارًا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    فريق بحثي سعودي يطور تكنولوجيا تكشف الأمراض بمستشعرات دقيقة    أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالبرد وتؤدي لجريان السيول على 5 مناطق    المواطن عماد رؤية 2030    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    تعزيز التحول الرقمي وتجربة المسافرين في مطارات دول "التعاون"    الأمير سعود بن مشعل يشهد اجتماع الوكلاء المساعدين للحقوق    إلى جنَّات الخلود أيُّها الوالد العطوف الحنون    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 7,922 رجل أمن من مدن التدريب بمناطق المملكة    وفد من الخطوط السعودية يطمئن على صحة غانم    المهندس الغامدي مديرا للصيانة في "الصحة"    سلامة المرضى    كلام للبيع    كسر الخواطر    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي, المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم إن من القواعد الأصيلة التي ينبغي فهمها ومراعاتها والمبادئ الأساسية التي يحتاج العبد أن يكون على ذُكر منها، أن ما كان لله يبقى وما كان لغيره يفنى فكل شيء كان لله فحقيق بالقبول وله النماء والبقاء، وما عدا ذلك فهو ذاهب وزائل لا محالة, ولنا في قصة ابني آدم عبرةٌ وعظة قال تعالى: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) فلما كان هابيلُ متقيا لله مقرِّبًا قربانه لله ومخلصًا له فيه تقبله الله منه، ولم يَتقبل من قابيل الذي لم يكن تقيا.
وأضاف قائلاً : ولما دعا المؤمنون ذوو الألباب ربهم بما وصف من أدعيتهم التي دعوه بها عقّب الله على ذلك بقوله : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ولَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ), فلا يُضيع عملَ عاملٍ لديه، بل يوفي كل عامل عمله، وسيجازي المؤمنين خير الجزاء على ما عملوا وأبلوا في الله وفي سبيله.
وأردف يقول : وعلى الضد من ذلك فمن لم تكن له نية صالحة وكان عمله لغير الله، بل كان يريد بعمله وسعيه ونيته الدنيا لم ينفعه ذلك قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) وهكذا كل ما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم وفي التنزيل (فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض), وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ) : إنّ أَوّلَ النّاسِ يُقْضَىَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتّىَ اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلّمَ العِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنّكَ تَعَلّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِىءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ وَسّعَ الله عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إلاّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ، ثُمّ أُلْقِيَ فِي النّار, فهم عملوا في الظاهر أعمالاً صالحة لكن لما فقدوا الإخلاص ولم يقصدوا بها وجه الله وطلبوا محمدة الناس عليها ضل سعيهم وخاب رجاؤهم.
وأوضح فضيلته أن هذا المبدأ العظيم ما كان لله يبقى وما كان لغيره يفنى ينتظم صورا متعددة فمن ذلك العبادات إذ يجب أن يكون العمل لله ويُبتغى به وجهُه فعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قال اللّه تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشُّركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركَه) لافتاً النظر إلى أن الله سبحانه وتعالى ضرب مثلا للمرائي بأعماله الذي ينفق النفقة رئاء الناس، لا ابتغاء مرضاة الله، فكانت النتيجة أن حبطت أعماله وذهب ثواب نفقته، وورد على الله يوم القيامة بلا حسنات.
وأكد أن الإخلاص شرط قبول الأعمال، وأيضًا مَن أخلص طاعاته لوجه اللهِ، طالبا منه الأجرَ والثَّواب لا لطلب سمعة ورياء فإنه يَكمُلُ إيمانُه حيث صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ، فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ) "مَن أعطَى للهِ " أي أنفق من زكاة ونفقة وكفارة وصَدَقة وهدية لا يريد بها إلا وجهَ اللهِ عز وجل، "ومنَع لله " أي: وأمسك وامتنع عن إنفاق ماله في غيرِ ما أمَر به اللهُ عزَ وجل، وكان إمساكُه طلبا لرضا اللهِ وليس منعا لهوى في نفْسِه مع الشح والبخل، "وأحب لله وأبغض للهِ" أي: أحب وأبغض بما يقرِب مِن طاعة اللهِ، فيُخرِج حظَّ النفس من الحب والكره للغير، إلا بما يُرضي اللهَ عزَ وجل، "وأنكح لله" أي: كان زواجه وتزويجه لأبنائه وبناته أومَن يلي أمرهم وفْقَ ما أوصى به رسول الله صلى الله علَيه وسلم متقربًا بذلك إلى اللهِ تعالى؛ "فقد استكمل إيمانَه" أي: من جَعَل حياتَه كلَّها لله كان جَزاؤُه أنه كَمُل إيمانه.
// يتبع //
15:31ت م
0056
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى
وأشار إلى أن المؤمن مع إخلاصه عمله لله فإنه يسعى جاهدا لأَنْ يخلف أثرا حسنا يبقى نفعه بعد موته، وأن لا يترك أثرا سيئا يلحقه إثمه بعد مفارقته الحياة، قال عز من قائل ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ماقدموا وآثارهم ), قال السعدي رحمه الله: "﴿ وَآثَارَهُمْ ﴾ وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عَمِلَ خيراً، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو مَحَلاًّ من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر " فكم من أناس كتب الله لهم القبول وخلد ذكرهم وبقيت آثارهم وكم من أناس بادوا وهلكوا وصاروا أحاديثَ وعبرةً للمعتبرين وأن الملاحظ أن الذين رفع الله ذكرهم، وبقي ثناء الناس عليهم بعد مماتهم، هم أهل الإخلاص والزهد في الشهرة والذكر.
وأكد الشيخ غزاوي أن أهل الإخلاص والصدق من هذه الأمة من أهل السنة والجماعة هم من أعلى الله شأنهم وأبقى ذكرهم بين الناس كالأئمة الأربعة، أبي حنيفة ومالكٍ والشافعي وأحمد وابن المبارك والبخاري ومسلم وابن تيمية وابن القيم وغيرِهم كثير، رحمهم الله.
وبين أن من بركة العمل لله أن يبقى نفع ما يعمله المرء ويظهر أثر ذلك في واقع الناس، ولكم أن تتأملوا في تلك الآثار المباركة لدعوة الأنبياء التي قصد بها وجه الله وأثمرت ثمارا يانعة وكذلك دعوة الأئمة المصلحين والهداة المهتدين من بعدهم وكم تفيأ الناس ظلالها وارتووا من معينها العذب .
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام : إن من سنن الله الماضِية مُكافأة صَانعي المعروف وفاعلي الخير إلى الخلق بأفضلَ مما صنعوا، ومن إكرام الله لهم أن يبقى نفع أعمال البر التي عملوها في حياتهم وأثرها الحميد بعد مماتهم, فالخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه اشترى بئر رومة فجعلها وقفًا عامًا للناس كافة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده من العصور، ومن بركة هذا الوقف أنه ما زالت عين البئر قائمة حتى اليوم، وهو من أشهر المعالم الوقفية التي بقيت عبر العصور الإسلامية وكذلك زُبيدة زوجة هارون الرشيد رحمها الله لمّا أدركت أثناء حجّها ما يعانيه الحجاج جرّاء حصولهم على الماء من تعب وإرهاق ومشقة، أمرت بإجراء عين سميت باسمها "عين زبيدة" وهي عين عذبة الماء غزيرة وهي إحدى روائع أوقاف المسلمين وكانت إلى عهد قريب تصل سقياها بيوتَ أهل مكة ولما ألف الإمام مالك رحمه الله موطأه قيل له ما الفائدة في تصنيفك؟ فقال: " ما كان لله بقي " ما أعظمها من كلمة ! حق لها أن تكتب بماء الذهب فقد ذاعت وشاعت وصارت مثلا يتناقله الناس، وكذلك بقي كتابه العظيم (الموطأ) وتلقته الأمة بالقبول في مشارق الأرض ومغاربها ونفع الله بما فيه من العلم نفعا عظيما وكم بارك الله في مصنفات العلماء السابقين فنفع بها في عصرهم وحتى العصر الحاضر فنجد كتبهم قد لقيت رواجاً وقبولاً وانتشاراً عجيبا وأكب عليها طلاب العلم قراءة وفهما وشرحا واختصارا.
وأضاف فضيلته أن من صور تلك القاعدة الجليلة العلاقات والصلات يقول الله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) قال ابن كثير رحمه الله "أي كل صداقة وصحابة لغير اللّه، فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان للّه عزَّ وجلَّ، فإنه دائم بدوامه " وقال ابن القيم رحمه الله : " وهذا أَمر معلوم بالاعتبار والاستقراء أَن كل من أَحب شيئاً دون الله لغير الله فإِن مضرته أَكثر من منفعته وعذابه أَعظم من نعيمه " , مشيرًا إلى أن من صور تلك القاعدة أيضا البذل والإنفاق فالمؤمنون ينفقون أموالهم ابتغاء وجه الله تعالى.
وأكد أن بذل الصدقات وإخراجَها خالصة لوجه الله تعالى تؤدي بالإنسان إلى الخير الذي لا خير بعده، ألا وهو القرب من الله تعالى, لافتا الانتباه إلى أن الكفار يُنفِقون أموالهم للصد عن اتباع طريق الحق وحرب المؤمنين وتدبير المكائد للمسلمين، وهذه الأموال تذهب وتضيع هباءً ولا تأتي بثمرة، وسيخيب رجاء المبطلين، ويجنون الحسرة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ , وهذا هو الفرق بين من ينفق ماله لله وابتغاء مرضاته وأولئك الرجال الذين ملئت حياتهم بمواقف التَّضْحية والفداء والبذل والعطاء، من أجل نصرة دين الله، ونذروا أنفسهم لله، وبين من ينفق ماله طاعة للشيطان ليصد عن سبيل الله ويسعى في إطفاء نور الله.
وقال الشيخ غزاوي : إن الله جل جلاله هو الحي القيوم الدائم الباقي والخلق جميعا ميتون فانون، وماعند الله من الأجر والثواب يبقى، والآخرة هي الحياة الدائمة الكاملة التي لا تفنى وأهلها لا يموتون فمن عمل لها وسعى لها سعيها كان من الفائزين المفلحين، والدنيا زائلة وأهلها زائلون، فكل ما كان للدنيا يزول ويفنى، هذا من الحقائق التي ينبغي ألا تغيب عنا وأن ترسخ في القلوب، نعم ما كان لله يبقى ، فالإنسان الذي يعمل لله سيبقى عمله، وسيبقى أثره وسيبقى ذكره، قال الله جل ذكره ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ).
وشدد فضيلته على أن أحق مَن ينبغي له أن يتأمل هذه القاعدة الربانية هم العلماء والدعاة إلى الله، فعليهم أن يكونوا على يقين أن ما كان لله يبقى، وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل" , وقال : إذا كان ذلك كذلك فعلينا أن نجاهد أنفسنا على الإخلاص والعمل لوجهه سبحانه فإنه سبيل بقاء العمل والنجاةِ والفوزِ يوم القيامة عن علي رضي الله عنه قال: "أَلاَ وَ إِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ مهَلٍ مِنْ وَرَائِهِا أَجَلٌ يحثه عجل فَمَنْ أخلص لله عمله فِي أَيَّامِ مهلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ أحسن عَمَلَه وَنال أملَه, ومن قصّرَ عن ذلك فقد خسرَ عملَه وضرَّهُ أملُه"، وقال ابن حزم رحمه الله : إنما ينبغي أن يرغب الإنسان العاقل في الاستكثار من الفضائل وأعمال البر التي يستحق من هي فيه الذكرَ الجميلَ والثناءَ الحسن والمدحَ وحميدَ الصفة فهي التي تقربه من بارئه تعالى وتجعله مذكورا عنده عز وجل؛ الذكرَ الذي ينفعه ويحصل على بقاء فائدته ولا يبيد أبد الأبد.
// يتبع //
15:31ت م
0057
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة ثانية واخيرة
وفي المدينة المنورة, تحدّث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم عن فضل يوم الجمعة, وما خصّه الله لعباده فيه من فضائل وأعمال, والثواب العظيم لمن اغتنم هذا اليوم طاعة لله عزّ وجل.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم : يوم الجمعة يوم مبارك, اختاره الله وذكره في كتابه, وسمّيت سورة باسمه دون غيره من الأيام, لا مثل له في أيام الأسبوع فهو أشرفها وأكرمها, قال عليه الصلاة والسلام : "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة" رواه مسلم, وأقسم الله به في كتابه فقال تعالى " وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ" قال ابن عباس رضي الله عنهما : (الشاهد يوم الجمعة, والمشهود يوم عرفة).
وبيّن فضيلته أن في الجمعة أمر كوني عظيم, ففيه أتمّ الله خلق السماوات والأرض, إذ قال تعالى : " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ", وفي يوم الجمعة شرّف الله لآدم وذريته حدثٌ لا ينسى, قال عليه الصلاة والسلام "فيه - أي يوم الجمعة - خلق آدم, وفيه أدخل الجنة, وفيه أخرج منها" رواه مسلم.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن لفضل هذا اليوم على غيره من الأيام, أكمل الله فيه الدين, وأنزل قوله :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " فهو يوم شرفت به هذه الأمة, فهدانا الله له وأضل عنه غيرنا, ولاختصاص هذه الأمة به حُسدت عليه حين هداها الله إليه, قال عليه الصلاة والسلام :"وإنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها" رواه أحمد.
وبين أن في الجمعة رفع الدرجات, وتكفير السيئات, قال عليه الصلاة والسلام :"الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة, كفارة لما بينهن, ما لم تغش الكبائر" رواه مسلم, وفيه ينعم الله على عباده بفتح أبواب فضله, فلا يرد لهم في زمن منه دعوة, قال عليه الصلاة والسلام : "وإن في الجمعة لساعة, لا يوافقها مسلم, يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه" رواه مسلم , وقال عليه الصلاة والسلام : "فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر" رواه ابو داوود .
وأشار فضيلته إلى أن قيام الساعة أمر مهول يحدث في يوم عظيم, قال عليه الصلاة والسلام :"ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة" رواه مسلم, وفيه يصبح كل ما على الأرض خائفاً يخشى أن تقوم الساعة سوى ابن آدم, قال صلى الله عليه وسلم : "ما على الأرض من دابة إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة - أي مستمعة - حتى تطلع الشمس, شفقاً من الساعة إلا ابن آدم" رواه النسائي.
وعدّد الشيخ القاسم فضائل يوم الجمعة, وأنها ممدودة للمؤمنين في الجنة, وأعظم النعيم لهم فيها رؤية ربهم, وفي كل جمعة يتجلى لهم الله تعالى, وهذا هو يوم المزيد, قال تعالى :" لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ".
وقال : الجمعة يوم عظيم اختص بعبادات ليس في غيرها من الأيام, فمن هديه صلى الله عليه وسلم أن يقرآ في صلاة الفجر (آلم تنزيل) من سورة السجدة, و(هل أتى على الإنسان حين من الدهر .. ) متفق عليه, وقال شيخ الإسلام رحمه الله :"إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها".
وبيّن فضيلته أن يوم الجمعة يومُ جمال وزينة, فالاغتسال فيه والطيب والسواك له مزيّةُ على غيره, قال صلى الله عليه وسلم :"غسل يوم الجمعة على كل محتلمٍ, وسواكٌ, ويمس من الطيب ما قدر عليه" متفق عليه وكذلك التجمّل بالثياب من تمام الزينة في هذا اليوم.
وأكد أن السعي إلى الجمعة ثوابه مضاعف, كما يستحب التبكير إلى الجمعة لاختصاص التبكير إليها بما لا يختصّ به غيرها, كما أن الملائكة لها شأن عظيم يوم الجمعة على أبواب المساجد, وتحبّ الذكر وتنصت له, وفي هذا اليوم يجتمع المسلمون في مظهر من مظاهر ائتلافهم, فينصتون لمن يذكّرهم بالله ويقربهم منه, وكذلك خطبة الجمعة لها شأن عظيم, ينصت لها الملائكة والمسلمون, ويحرم اشتغال المستمع إليها حتى بلمس الحصى, كما نهى المستمعين إليها بالانشغال بالفعل نهاهم أيضاً عن الحديث ولو بكلمة.
وقال فضيلته إن في خطبة الجمعة توجيهات ومواعظ وتعريف بالله ورسوله, ودين الإسلام أوجب البدار إليها, فمن اشتغل بزينة الدنيا من بيع ونحوه فاته خير كثير, فمن ترك الجمعة تهاوناً طبع الله على قلبه وكان من الغافلين, مشيراً إلى أن للجمعة خصائص على سائر الأيام, وهو منحة من الله لهذه الأمة, وميدان فسيح للتنافس في الأعمال الصالحة, وقال : على المسلم أن يعظمه ويعتزّ به, وأن يتفرّغ فيه للعبادة, ويصون نفسه من كل خطأ وإثم, وإن كان الذنب قبيحاً في كل زمان ومكان ففي هذا اليوم أشدّ إثماً, ومن اغتنم هذا اليوم وفق بفضل الله سائر جمعته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.