زار عدد من المرشدين السياحيين المشاركين في المنتدى السادس للمرشدين السياحيين الذي أقيم في منطقة تبوك يوم الخميس الماضي ، ونظمته الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين بالتزامن مع اليوم العالمي للمرشدين، مركز "الديسة" السياحي الذي يُعد المنزلة الأولى لقاصدي الحجاز قديماً بعد مدينة تبوك حسب ما ذكره ابن المفسر إبراهيم بن شجاع الدمشقي في كتاب ألفه سنة 623 ه . ووقف المرشدون على أبرز مسارات " الديسة" التي تضم طبيعة ساحرة وآثار قديمة تشهد على حضارة عاشت في وادي الديسة الخصيب ، إضافة إلى ما جاورها من وديان وعيون. وتقع الديسة في وادي داما المشهور بروعته وطبيعته المكونة من الرمال الحجرية التي تغطيها الأجراف العميقة والسهول الرملية ، كما تتمتع بطقس شبه معتدل صيفاً ودافئ في الشتاء وترتفع عن سطح البحر بحوالي 400 متر ، مما أهلها لتصبح منطقة زراعية تنتج أفضل الخضروات والفواكه ومنها المانجو ذات الجودة العالية ، والفراولة ، ومنتوج النبق. وهذه المزايا غير المتناهية للوادي البديع قد ازدانت بإعلان صندوق الاستثمارات العامة مؤخرا عن مشروع تطويره ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان ، والهادف إلى الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية للوادي ، واستثمار مقوماته السياحية من مناخ معتدل وتضاريس جبلية مميزة وعيون متدفقة على مدار العام لتصبح أحد أهم مناطق الجذب السياحي في المملكة. وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز البروفسور البرازيلي إدواردو ميلكي أحد الضيوف المشاركين أن مركز الديسة السياحي يُعد من المواقع النادرة والفريدة وأنها تقوم على مرتكزات سياحية لا مثيل لها عالمياً ، وأنها ستسهم بلا شك في خلق قيمة مضافة لسياحة مستدامة ، مؤكدًا وجوب تعظيم الاستفادة من الأصول المستغلة في المملكة برؤية طموحة تتمثل في 2030م. من جانبه أشار مدير مركز جامع الشيخ زايد الكبير الدكتور يوسف العبيدلي أحد المتحدثين في المنتدى إلى أن منطقة تبوك هي وجهة سياحية تقترب لأن تكون رئيسة ، خصوصًا مع الخطة المعلنة لهذا القطاع الحيوي المهم ، منوهًا بدور المنتدى السادس للمرشدين السياحيين الذي عقد في تبوك لما يمثله قطاع السياحة فيها. وأكد أن المرشد السياحي خير من يمثل البلد ، وابن البلد هو القادر على نقل الصورة والثقافة ، وهو المحرك الرئيس لتشجيع الزائر على إعادة الزيارة إلى المنطقة التي تحظى باهتمام بالغ من قبل القيادة الحكيمة لهذا الوطن الشامخ , مؤكدًا في ذات الوقت أن تبوك تمتلك مقومات النجاح في القطاعين السياحي والاقتصادي. عقب ذلك أضاف رئيس مجلس إدارة جمعية المرشدين السياحيين سطام البلوي أن زيارة المرشدين السياحيين لمثل هذه الأماكن سيجعلهم يتعرفون على كنوز المملكة السياحية. ولفت الانتباه إلى أن مركز الديسة كباقي المواقع السياحية في المملكة له من نصيب الحراك التنموي الشامل والكامل , إلى جانب التعريف أهم المسارات السياحية في المملكة ، والإسهام في تهيئة البيئة الملائمة لتنمية وتطوير خدمات الإرشاد السياحي ، وتحسين وتعزيز كفاية المرشدين السياحيين من خلال وضع وتطوير معايير ثابتة لضمان جودة الخدمات ، والمشاركة في تحديد مفاهيم الأعراف والمصطلحات السياحية في المجالات المختلفة.