قام ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية من المثقفين والأدباء ومديري الجامعات وأعضاء المجالس النيابية ورؤساء المراكز الإسلامية والمفتيين، اليوم، بزيارة مقر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الرياض. وقدم مساعد المشرف العام على المركز للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي، عرضًا مرئيًا تناول خلاله أعمال المركز وجهوده الإنسانية والإغاثية في مختلف دول العالم المحتاجة، مؤكدًا الإسهامات البارزة للمملكة العربية السعودية في ميدان العمل الإنساني والإغاثي من الخمسينات الميلادية التي شهد به العالم أجمع مشيراً إلى أن المملكة ساعدت المنكوبين في العالم وأنقذت ملايين البشر من جراء الصراعات والأزمات التي حلت بهم دون النظر إلى أي اعتبار لدين أو عرق أو لون، مبينًا أن حجم المساعدات الخارجية للمملكة بين عامي 1996 – 2018م بلغت 84.7 مليار دولار أمريكي شملت 79 دولة في العالم. وأوضح الدكتور الغامدي أن التوجيهات الكريمة صدرت من لدن خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 13 مايو 2015 م ليكون الذراع الإنساني للمملكة في الخارج ضمن مبادئ ترتكز على تقديم المساعدات الإنسانية بحياد ودون تمييز وبأعلى مستوى من الاحترافية مبيناً أن مركز الملك سلمان للإغاثة نفذ منذ إنشائه 492 مشروعًا في 42 دولة بقيمة مليار و979 مليونًا و808 ألف دولار أمريكي كما نفذ المركز 206 ممشروعاً للمرأة بقيمة 341 مليونًا و481 ألف دولار أمريكي، و171 مشروعًا للطفل بقيمة 504 ملايين و962 ألف دولار أمريكي. وأفاد الدكتور عقيل الغامدي أن المملكة تحتضن 561.911 ألف زائر ( لاجئ ) يمني و283.449 زائر ( لاجئ ) سوري و249.669 ألف زائر ( لاجئ ) مينماري، ما يعادل 5.36 % من مواطني المملكة العربية السعودية، وهي بذلك تحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث عدد المهاجرين. وأبان أنه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - استطاع المركز أن ينشئ أول منصة شفافة في المنطقة؛ هي "منصة المساعدات السعودية" لتكون مرجعا دقيقًا وموثوقًا يقدم المعلومات ويرشد الباحثين ورجال الإعلام والصحافة عن مساهمات المملكة الخارجية التي يجري بناؤها على ثلاث مراحل؛ الأولى توثيق المساعدات من عام 2007 م وحتى الآن، الثانية توثيق المساعدات من عام 1996 م وحتى الآن، والثالثة من عام 1975 م وحتى الآن. وأشار المشرف العام على المركز للتخطيط والتطوير إلى أن المنصة مرت بثلاث خطوات؛ الأولى إدخال البيانات؛ والثانية عمليات التحقق من هذه المعلومات؛ والثالثة توثيقها دوليًا باسم المملكة، والجهات الداعمة هي 14 جهة؛ فيما الدول المستفيدة 79 دولة؛ وهناك منصة التطوع الإلكترونية وهي من المنصات المهمة والتي سيتم تدشينها بعد أسبوعين من الآن بإذن الله. وأوضح الغامدي أن إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن منذ عام 2015 م وحتى الآن التي بلغت 11.19 مليار دولار أمريكي، منها مليار و130 مليونًا و186 ألف دولار أمريكي مساعدات قدمت إلى الزائرين اليمنيين، ومليارين و950 مليون دولار إجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة لليمن، ومليارين و275 مليونًا و718 ألف دولار أمريكي إجمالي المساعدات الحكومية الثنائية، و3 مليارات دولار إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي اليمني، فضلاً عن مليار و659 مليونًا و271 ألف دولار أمريكي قدمت من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة. وبين أن المركز نفذ 301 مشروعًا في اليمن بالشراكة مع 80 شريكًا من الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، توزعت ما بين مشروعات الأمن الغذائي والصحة، والتعافي المبكر، ودعم وتنسيق العلميات الإنسانية، والمياه والإصحاح البيئي والنظافة، والإيواء والمواد غير الغذائية، والحماية، والتعليم، والخدمات اللوجيستية، والتغذية، والاتصالات في حالات الطوارئ. وعرج الدكتور عقيل الغامدي على استجابة المركز لنداء منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لمكافحة تفشي وباء الكوليرا، كما ذكر المشاريع التي خصصها المركز للمرأة في اليمن منذ عام 2015 م وحتى الآن التي بلغت 132 مشروعًا بقيمة 281 مليونًا و457 ألف دولار أمريكي، فيما بلغ عدد المشاريع المخصصة للطفل في اليمن 136 مشروعًا بقيمة 469 مليونًا و867 ألف دولار. وأبرز المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" الذي يتولاه أكثر من 400 متخصص لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام عبر 32 فريقًا للعمل داخل الأراضي اليمنية خلال مرحلة الإعداد، و5 فرق متخصصة للتدخل السريع وتفكيك العبوات الناسفة، يستفيد منه 9 ملايين مستفيد بقيمة 40 مليون دولار أمريكي في محافظاتمأرب وعدن وتعز وصنعاء، فضلاً عن تركيب 605 أطراف صناعية ل 601 شخص في مأرب لتأهيل المتضررين من الألغام، و تدريب 6 فرق من الكوادر اليمنية في مجال تقنيات صناعة الأطراف. وأشار الدكتور الغامدي إلى تنفيذ المركز لبرنامج نوعي لإعادة وتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيات الحوثي وجعلتهم دروعًا بشرية، حيث أن المركز ينفذ حاليًا برنامجًا لتأهيل 2000 طفل وقدم لهم الرعاية ودمجهم في المجتمع من خلال تقديم دورات وبرامج اجتماعية ونفسية وثقافية ورياضية، إضافة إلى تقديم برامج توعوية لأسر الأطفال عن المخاطر النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال المجندون. وتناول الغامدي في هذا الخصوص إنشاء مراكز للأطراف الصناعية في مأرب وعدن ومستشفيات المملكة بالحد الجنوبي لتركيب أطراف جديدة للذين فقدوا أطرافهم إثر تعرضهم لانفجارات الألغام العشوائية التي زرعها الحوثيون في المناطق الآهلة بالسكان. وعدد الدكتور الغامدي الانتهاكات تجاه العمل الإنساني في اليمن حيث صادرت المليشيا الحوثية ونهبت سفن المساعدات والقوافل الإغاثية وشاحنات المساعدات، واستخدمت أسلحة مضادة للطائرات في المواقع المدنية وجندت الأطفال، فيما هاجمت أراضي المملكة بالصواريخ الباليستية وآلاف قذائف الهاون والمدفعية والكاتيوشا مما أوقع عددًا من الشهداء المدنيين والجرحى وإلحاق أضرار بالمدارس والمستشفيات والمساجد مع نزوح أكثر من 20 ألف مواطن سعودي. كما قدم الدكتور عقيل الغامدي نبذة عن البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم السيامية، وكيف باتت المملكة ناجحة ومتميزة في هذا التخصص، مبينًا أن برنامج فصل التوائم قد وصل إلى هذا المستوى المميز عالميًا بفضل الله ثم الدعم المستمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - للقطاع الصحي، الذي شمل تأهيل الكوادر الطبية، وتأسيس المرافق الصحية، وتزويدها بأحدث التقنيات، حيث بلغ عدد الحالات في برنامج فصل التوائم 47 حالة فصل ناجحة، من 21 دولة في العالم عبر ثلاثة قارات، وآخرها عملية فصل التوأم التنزاني "أنيشيا وملينيز التي أجريت قبل يومين وتكللت بالنجاح ولله الحمد.