أكد معالي المستشار في الديوان الملكي ،الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري، أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حقق فتحاً سياسياً، وعزز الحزم والعزم في علاقات المملكة الدولية، باستشراف اقتصادي متفرد بالاعتماد على النفس، والشراكة في البناء بين العام والخاص . وقال الدكتور السماري في كلمة له بمناسبة الذكرى الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في البلاد: " لقد سعى - حفظه الله - كذلك إلى التخلص من لزمة البترول التي سرقت الشخصية السعودية إلى صورة مشوهة لدى الغير وقد تكون أيضًا رمته في مسار الاتكالية الباردة، واستبدال استئثار البترول بأغلب الاقتصاد المحلي بمقومات وقنوات اقتصادية حديثة أظهرتها أدوات استشعار المستقبل لمقومات الحياة المقبلة، وتنامي جدوى الفرص البديلة، مع تعزيز الهوية السعودية الوطنية عبر مبادرات ومشروعات أطلقتها مؤسسات الدولة وأجهزتها ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى القفزة النوعية بإنشاء المشروعات العصرية التي تتواكب مع الواقع العالمي بتحولاته الإلكترونية التي أصبحت الخيار الأفضل للتواصل بين الأجيال الواحدة والمجتمعات المختلفة، فكانت مشروعات: نيوم، والقدية، و هيئة تطوير الدرعية والعلا، روافد قوية لتقديم المعرفة السعودية للعالم بما تتضمنه من التاريخ والتراث والسياحة والرياضة بمميزاتها الخاصة ومبادئها العامة، وتنشيط الكوادر الشبابية بصفتها الذراع الأقوى والفكر المستقبلي للوطن. وأضاف معالي المستشار في الديوان الملكي ،الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز "شهد قصر الحكم بالعاصمة الرياض ومقرات إمارات المناطق في المملكة قبل أربع سنوات أكبر وأوسع مبايعة لملك للبلاد فاقت كل مشاهد الديمقراطية هنا وهناك، حين هبّ الشعب السعودي بعفوية وحب ومن كل المناطق إلى قصر الحكم لمبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملكًا للمملكة العربية السعودية، مترجمين محورين مهمين: الأول؛ أن البيعة للحاكم نهج إسلامي أصيل درج عليه الشعب السعودي منذ عهد الدولة السعودية الأولى، وبالتالي هو أصل في نظام الحكم السعودي سواء قبل كتابته أو بعد ذلك. الثاني؛ أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - حفظه الله - يحظى بمحبة كبيرة لدى الشعب فعلى مدى خمسين عامًا قضاها - حفظه الله- أميرًا لمنطقة الرياض كان الواجهة الشعبية للحكم السعودي، والأقرب لتحسس احتياجات الشعب السعودي الوفي، كونه حفظه الله مآل كثير من أفراده في حل مشاكلهم، واستقبال آرائهم بتقدير، ومناقشة اقتراحاتهم بأفق واسع، ودعم أفكارهم التنموية بروح وطنية، لما وجدوا فيه من حكمة في التعامل، والمعرفة الدقيقة بالأنساب، والفراسة الفطرية، واحترام الوقت والمواطن، والذاكرة المميزة التي تسهل على المواطن إيصال رسالته، ولما رأى فيه أشقاؤه وإخوانه الملوك - رحمهم الله - من حب جم من العامة والخاصة له حفظه الله ، وإدراكه العميق والسابر لثقافاتهم، ووعيه بالمتغيرات الاجتماعية والثقافية للمجتمع فكان لهم - رحمهم الله - مستشارًا ورئيسًا لمجلس الأسرة المالكة، وداعماً للتاريخ الوطني ولمؤسساته وفعالياته بصفته لُب الهوية الوطنية. وتابع الدكتور السماري قائلاً: "انتقل الحكم بسلاسة معهودة على مر تاريخ الدولة السعودية الحديثة، وأخذ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود البيعة من كل فئات المجتمع حاكمًا يُخلَص له السمع، وتقدّم له الطاعة، وتجب عليهم الشورى إذا طلبوا لها وفي مشهد عظيم للبيعة حدث سبع مرات في عهد الدولة السعودية الحديثة منذ البيعة للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - بعد استرداد الرياض في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالعاصمة الرياض، حين أذِن له والده الإمام عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله - بتولي الحكم لمعرفته بإخلاصه الكبير، وحبه للوطن وتصوره لمستقبله، وتضحياته من أجل استرداده من النسيان، فما زلنا نعيش في أفياء هذه البيعة الأولى المباركة، وننعم بأمانها ونتنعم من خيرها، ونفخر باستمرارها بنفس الكيفية مع تزايد في المشاعر المتبادلة في كل مرة جديدة. واستطرد يقول :" نعم.. سبع بيعات إسلامية المبدأ، سعودية التطبيق حدثت في عهد المملكة العربية السعودية، كان مبعثها تقديم الملك لسمات حكمه المقبل إلى الشعب، وتقديم المواطنين الولاء في السراء والضراء، والوفاء في السلم والحرب للملك، وخدمة الإسلام والمسلمين والمشاعر المقدسة، وتأكيد استمرار الوحدة الوطنية تحت القيم والركائز التي يرفرف بها العلم السعودي وأولها التوحيد ومبادئه العظيمة ومنها تعزيز العلاقات البشرية العادلة في العلاقة بين الملك والشعب، والتعاهد على وحدة الوطن وأمنه وعمارته. واختتم الدكتور السماري بقوله:" وبالرغم من تولي خادم الحرمين الشريفين أعباء إدارة شؤون البلاد بملفاتها المختلفة ودورها المؤثر في الحدث الدولي إلا أنه - حفظه الله - تلطف ولم يتخل عن رئاسة مجلس إدارة الدارة ومتابعة مسيرتها وعطاءاتها العلمية والوطنية بالتوجيه والرعاية، فقفزت بفضل ذلك إلى تحقيق طموحاتها، وتنوعت مساراتها وتجوّدت، وأصبحت "بيتًا للجميع" كما أراد لها - أيده الله-، كما جددت دارة الملك عبدالعزيز من إستراتيجيتها بدعم مفردات الهوية الوطنية وتعزيزها وعصرنة هذه الركائز باهتمام ومتابعة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، وزير الدفاع، نائب رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز – حفظه الله- لتكون هذه المنتجات الجديدة تطويرًا للدارة تتوافق عناصره ومنتجاته مع متطلبات رؤية السعودية 2030 .