اتجهت وزارة التعليم إلى خيار التوأمة بين مدارس الحد الجنوبي حيث نفذتها في خمس إدارات تعليمية هي: إدارة تعليم نجران، جازان، ظهران الجنوب، سراة عبيدة، صبيا، لتأمين بيئة آمنة للطلاب والطالبات في تلك المدارس. ويعد مشروع "توأمة المدارس" أحد أبرز التدابير والخطوات الإجرائية التي اعتمدتها وزارة التعليم لاستقرار الحالة التعليمية في مدارس الحد الجنوبي، حيث أسهم المشروع في انتقال طلاب المدارس التي تقع في النطاق الأحمر ليواصلوا تعليمهم في مدارس النطاق الأخضر وسط إجراءات نقل احترازية وآمنة بشكل يومي إلى مدارس التوأمة والاستضافة في ظروف مناخية وجغرافية متباينة بهدف توفير تعليم مباشر للطلاب والطالبات ليتلقوا خلالها العلوم والمعارف والمهارات . ونجحت الطرق التي انتهجتها الوزارة في التدريس بهذه المدارس، وتقديم جزء من الدراسة في تلك المدارس من خلال وسائط، ووسائل إلكترونية باستخدام الإنترنت، وجزء آخر عن طريق النقل التلفازي بواسطة 12 قناة تبث دروسا تعليمية مباشرة، وتخدم الطلاب في الحد الجنوبي بشكل أكبر . واشتملت خططها التنفيذية في ذلك على خيارات متعددة في تقديم العملية التعليمية، مع المحافظة على حقوق الطالب الأساسية في الحصول على التعليم بالاتصال المباشر بمعلميه من خلال مشروع التوأمة بين المدارس . وتعقد التعليم بشكل مستمر العديد من الورش واللقاءات مع الإدارات المعنية بتطبيق المشروع، لمناقشة ووضع الخطط والاقتراحات التعليمية والفنية، والعمل على تمكين إدارات التعليم للتعامل مع الأزمة فنيا وماليا، وتطوير آليات عمل المدارس، والنقل التعليمي في مدارس التوأمة، ومعالجة الفاقد التعليمي في حالتي الرسوب والتسرب، وتحسين علاقة المدرسة بالمنزل من ناحية التوعية والتثقيف، وتحقيق النمو النفسي والانفعالي، وتحسين الخدمات المساندة للعملية التعليمية . وكان وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى قد ثمن اللفتة الكريمة من قبل سمو ولي العهد حفظه الله في الثناء على الجهود والنجاحات التي تقدمها مدارس التوأمة. «إننا إذ نشكر معاليكم ومنسوبي وزارة التعليم على ما بذلتموه من جهود وما حققتموه من نجاحات في تقديم الخدمات التعليمية لطلاب وطالبات مدارس الحد الجنوبي لنسأل الله للجميع التوفيق والسداد», مؤكدًا معاليه أن ما قدمته الوزارة يأتي امتدادًا لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- من اهتمام بكل ما من شأنه رقي ورفاهية المواطن في مناطق ومحافظات المملكة، والحرص منه - أيده الله - على تسهيل الخدمات المساندة بشكل فاعل . وتعمل المدارس على ثلاث فترات في اليوم، والآن قد قلِّصت إلى فترتين وبعضها فترة واحدة، وذلك وَفْق خطط وبرامج تم العمل عليها مع إدارات التعليم المعنية، للحفاظ على سلامة ما يقارب 120 ألف طالب وطالبة في مدارس أغلقت نتيجة الترتيبات الأمنية في الحد الجنوبي، وجميعهم يتلقون تعليمهم الآن في مدارس التوأمة . وحقق طلاب وطالبات مدارس الحد الجنوبي نتائج مشرفة في تحصيلهم العلمي ومشاركاتهم في الأنشطة والمسابقات المحلية والدولية، ما يؤكد نجاح الخطوات والإجراءات التنظيمية التي اتخذتها وزارة التعليم في سبيل رفع جودة التعليم، وتحسين فاعليته وتنظيماته، وتوفير البدائل التعليمية والإلكترونية مع المحافظة على سلامة طلابنا وطالباتنا ومنسوبي التعليم . وعملت وزارة التعليم على رصد وتوثيق قصص هذا النوع من التعليم وطريقة إدارته الناجحة، التي تحققت للتعليم في الحد الجنوبي خلال العام الدراسي 1438/1439ه، والتي أخذت في الاعتبار المحافظة على سلامة منسوبي التعليم، وحفظ حقوق الطلبة في الحصول على التعليم في ظل هذه الأزمة، والتقيد بتوجيهات اللجان الأمنية في مناطق ومحافظات الحد الجنوبي، كما اتجهت إلى توثيق وعرض تجربتها في خيار التوأمة بين مدارس الحد الجنوبي دوليا، مدعمة بخطتها التي نفذتها خمس إدارات تعليمية لتأمين بيئة آمنة للطلاب والطالبات في تلك المدارس .