شهدت منطقة المدينةالمنورة خلال الأيام الماضية هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة، سال على إثرها وادي العقيق الذي بدأت هيئة تطوير منطقة المدينةالمنورة مؤخراً بتنفيذ مشروع التأهيل البيئي بالمنطقة التي تمتد على مساحة 15 كيلومتراً من منطقة ميقات ذي الحليفة جنوباً إلى جسر طريق الجرف شمالاً بالقرب من المنطقة الزراعية لتشمل عمليات التطوير والتأهيل لضفاف الوادي والمناطق المجاورة له في مناطقه المتعددة في كلاً من منطقة قصر عُروة وتقاطع طريق السلام وميدان الجامعة الإسلامية وصولاً إلى المناطق الزراعية بالجرف. وكانت هيئة تطوير المنطقة قد بدأت بتنفيذ مشروع التأهيل وتطوير المناطق المحيطة به ضمن أعمال المرحلة الأولى بدعم وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس هيئة تطوير المنطقة وذلك ضمن مخرجات المخطط الشامل للمدينة المنورة بهدف تحقيق التوازن بين البيئة العمرانية والموارد الطبيعية بالمدينةالمنورة . وتسعى الهيئة من خلال المشروع إلى إعادة تأهيل وتطوير الوادي بوصفه أحد الموارد البيئية والسياحية في المنطقة ويحمل الأبعاد العمرانية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتاريخ المدينةالمنورة ليشمل تنفيذ الخطة التطويرية التي تتضمن تحسين وتطوير المحيط العمراني للوادي وتكوين المنشآت المائية في خطوة لاستعادة الهوية التاريخية للوادي فضلاً عن إنشاء الحدائق والمنتزهات على ضفاف الوادي التي ستحتضن الفعاليات الاجتماعية والثقافية والأنشطة الرياضية التي تعتزم الهيئة تنفيذها مستقبلاً على ضفاف ومحيط الوادي عقب انتهاء كافة مراحل المشروع ، بالإضافة إلى استحداث عدد من المسارات والمناطق المخصصة للمُشاة التي تشمل الخدمات العامة المتكاملة مما يجعل هذه المنطقة متنفساً طبيعياً لأهالي المدينةالمنورة وزوارها وتوفير المزيد من الفرص الوظيفية والاستثمارية الجديدة بالمدينةالمنورة . وكانت الهيئة قد شرعت في وضع الإستراتيجية الشاملة لتأهيل الوادي ضمن نطاقه الإقليمي بالإضافة إلى وضع المخططات الرئيسية التي تنظم عمليات التطوير والتأهيل والمشروعات التنفيذية التي تشمل تنسيق وتهيئة عدد من المواقع على امتداد الوادي في حدود نطاق الطريق الدائري الثالث إلى جانب وضع موجهات إرشادية للحفاظ البيئي وتعزيز درجات الحماية من مخاطر السيول ضمن خطة التأهيل البيئي والتطوير الحضري للمشروعات التنموية والعمرانية الواقعة حول حوض الوادي . يُذكر أن وادي العقيق يُعد من أشهر أودية المدينةالمنورة التي تتجمع فيه مياه الأمطار على مسافة تبعد عن المدينة حوالي 100 كيلومتر جنوبًا ويصل إلى مشارف المدينةالمنورة في حدود جبل عير ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى ويسيل الوادي لعدة أشهر خصوصاً في السنوات التي تكثر فيها مياه الأمطار وما يميز وادي العقيق المزارع الخصبة التي تقع على جانبيه وتمتد إلى شمال المدينةالمنورة .