شارك معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الأستاذ فيصل بن معمر، في فعاليات منتدى كاو السويسري السنوي حول:(نحو عالم يسوده السلام الشامل)، إلى جانب ممثلين عن مركز العدل وبناء السلام؛ وشبكة العمل الدولية للمجتمع المدني. وهدف المنتدى إلى بناء مهارات الحوار والاتصال للأشخاص والمجموعات والمنظمات، وبناء عالم يسوده العدل والسلام والعيش المشترك، بمشاركة مسؤولي في المنظمات الدولية والحكومية والأهلية؛ ووكالات الأممالمتحدة للمعونة الإنمائية؛ جنبًا إلى جنب مع القيادات والأكاديميين والطلاب. وركز المنتدى على تطوير الأدوات والوسائل المناسبة لبناء السلام والعيش المشترك في المجتمعات المتنوعة، ومناقشة أفضل السبل لمساعدة المجموعات الدينية المتنوعة في ترسيخ العيش المشترك تحت مظلة المواطنة المشتركة، وكيفية الموائمة بين الانتماءات الدينية والعرقية بما يحقق التعايش والاندماج تحت مظلة المواطنة المشتركة . وناقش المشاركون بالمنتدى العيش المشترك وكيفية التعامل مع العائدين عن التطرّف طواعية إلى مجتمعاتهم، ودراسة سبل العناية باحتياجات ضحايا التطرف العنيف وكيفية استعادة المجتمعات التي عانت من التطرف العنيف، ويشمل التدريب على الحوار وأدوات تحقيق العيش المشترك مع عرض دراسات واقعية من جميع أنحاء العالم. واستضاف المنتدى، في جلسته الافتتاحية، معالي الأمين العام للمركز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن معمر، كمتحدث رئيس في بورقة عمل بعنوان: (الحوار وإعادة الإنسانية للآخر: بين تعزيز التعايش أو بناء جدران من الخوف)، أكَّد خلالها أن السَّلام يأتي عبر الالتزام باتِّباع قيمنا المشتركة، المتجذِّرة في معتقداتنا الدينية، والمتجذِّرة في حقوق الإنسان العالمية، مشيرًا إلى ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:"يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضًا بروح الإخاء". وقال بن معمر: "نحن نعلم أن الحروب و الصراعات تدفع الناس إلى الهروب من منازلهم وأهلهم وأوطانهم، مشيراً إلى أن في كل ثانيتين يصبح أحد البشر لاجئًا". وطرح معاليه تساؤلاً عن كيفية بناء سلام شامل لهم ولأبنائهم؟ لافتًا الانتباه إلى أن الكثير من المهاجرين، أضطروا إلى الهروب وترك عائلاتهم ومنازلهم وقُراهم وبلداتهم بأكملها بعد أن دمرتها الحرب، وأصبحوا لاجئين قسرًا ليس باختيارهم، مشيرًا إلى معاناتهم المتواصلة، وشعورهم المستمر بالخطر والخوف وعدم الاطمئنان للوصول إلى الأمان والبدء في العيش كلاجئين في بلدان جديدة تختلف ثقافاتها وتقاليدها اختلافًا تامًا عن عاداتهم و تقاليدهم. واستعرض معاليه جزءًا من معاناة بعض اللاجئين في أوروبا، والمتمثّلة في تصنيف أحياء المهاجرين بالغيتو– أو منطقة/حي فقيرة ومنعزلة يتواجد فيها أقلية دينية أو عرقية؛ مستشهداً ببعض القوانين والإجراءات الإقصائية تجاه بعض النازحين واللاجئين؛ بسبب أجواء عدم الثقة والخوف والجهل، مرددًا على مسامع الحضور، مقولة ابن رشد المعروفة: «الجهل يقود الى الخوف، والخوف يقود الى الكراهية، والكراهية تقود إلى العنف؛ هذه هي المعادلة». وعاد معالي الأمين العام للمركز العالمي للحوار، للتساؤل مرة أخرى، حول ما إذا كان التطرّف في السنوات الأخيرة، الذي وفَّره عدم الاستقرار الإقليمي وعدم توافر قيادة قوية في دول بعض المجتمعات المضطربة؛ ما جعلها أرضًا خصبة للمتطرفين المجرمين للتلاعب بالدين؛ ما خلَّف صراعات دامية ومدمرة ناجمة عن ذلك نزوح وهروب مئات الآلاف الذين لا وسيلة لضمان الأمن لعائلاتهم، سوى اللجوء والسعي إلى حياة أفضل مسألة بقاء الإنسان؛ فما السبب لجعلهم ضحايا لشكل من أشكال التطرف السياسي في بعض المجتمعات مشيرًا إلى أن اللاجئين ، قد عانوا من العقاب المزدوج الآن بسبب استبعادهم وتوصيفهم بصور نمطية، وباتوا يتقلَّبون بين نار التطرف والإرهاب باسم السياسة، ولظى القوانين الجائرة الموجهة تجاه بعض المجموعات العرقية والدينية. // يتبع // 19:02ت م 0082
ثقافي / أمين عام المركز العالمي للحوار بين أتباع الأديان يشارك في منتدى "كاو" السويسري / إضافة أولى واخيرة وأوضح معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أن شواهد التاريخ، دائما ما كانت تؤكِّد على المواطنة المشتركة التي من شأنها حماية كرامة الإنسان. وفور سماح القوانين للآخرين بتجاهل الكرامة الإنسانية؛ تصبح سلامة وأمن الجميع في خطر محدق؛ مشيرًا إلى أن التاريخ علَّمنا أيضًا أن التعليم هو جوهر المساعدة في ضمان السلام في مجتمعاتنا؛ ويبني الفهم المتسامح "للآخر" ويخلق الظروف لسلام شامل، أداته التحويلية (الحوار)، الذي يمكنه دعم هذا التعليم، بوصفه أقوى أداة تساعدنا في إنشاء إطار مرجعي مشترك حول القيم الإنسانية المشتركة. وتابع معاليه قائلاً: "على أثر هذه الإجراءات غير المتسامحة؛ أتصور أننا نشهد بناء جدران من الخوف، وعندما يبدأ الخوف في إغماض وجهة نظرنا واحترام حقوق الآخرين؛ فإننا نخسر الإنسانية"، مستعرضاً في هذا السياق جهود المركز العالمي للحوار، في بناء السلام وتعزيز التعايش في ظل المواطنة المشتركة، ومشيرًا إلى دعم المركز لعدد من منصات الحوار والتعاون بين أتباع الأديان في أوروبا ونيجيريا وميانمار وجمهورية أفريقيا الوسطى، التي تعمل لدعم القيادات الدينية والمؤسسات الدينية المحلية في مواجهة استغلال الدين؛ لتبرير العنف والكراهية والتهميش؛ مشيرًا إلى أن المركز لديه خبراء في كلٍّ من هذه المناطق والبلدان، وما تعلَّمناه في كل حالة؛ أن ظروف هذا العنف تبدأ بسوء التعليم والجهل والاستبعاد والفقر المادي والروحاني: الشعور باليأس والعزلة؛ لافتًا أن التعليم والشمولية والالتزام بالمساواة في المواطنة هي المفتاح لإنهاء هذه الدائرات من العنف. ولفت بن معمر الانتباه إلى جهود المركز العالمي للحوار فيما يتعلق بأنشأ أول شبكة من أكثر من 18 كلية إسلامية/مسيحية، وكيف أصبحت الآن نشطة في الحوار بين أتباع الأديان كوحدة أساسية في برامجها؛ مشيرًا إلى مبادرته النوعية الدولية التي عمل على تفعيلها عام 2015م بالاشتراك مع مكتب الأممالمتحدة؛ لمنع الإبادة الجماعية واتحاد الكنائس العالمي لتطوير وإطلاق خطة عمل عالمية تفعل دور المؤسسات والقيادات الدينية في مواجهة خطاب الكراهية أو التحريض إلى العنف والإبادة الجماعية ومساندة صانعي السياسات، منوهًا برعاية المركز في فبراير من هذا العام، وبالاشتراك مع (23) قيادة دينية، لإطلاق أول منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات المسلمة والمسيحية في المنطقة العربية لتوحيد الجهود في مواجهة العنف والتطرف، مؤكدًا على أهمية هذه المنصة التي تعد الأولى في تاريخ العلاقات الإسلامية والمسيحية في العالم العربي. وقال معاليه: يجب أن ندرك أن أكثر من خمسة مليارات شخص لديهم هوية دينية، ومع ذلك، فإن قيمهم المشتركة لا تلعب دورًا في أي حل للتحديات العالمية، يجب أن تكون القيم الدينية مثل الرحمة والتعاطف والعمل، مشيرًا إلى أن استراتيجية المركز العالمي للحوار الأساسية في هي أن الدين جزء من الحل ، وليس جزءًا من المشكلة. وأكَّد الأمين العام للمركز العالمي للحوار أن المركز، يعد أول مركز حواري عالمي يجمع بين صانعي السياسات (الدول المؤسسة)؛ و(القيادات الدينية المتنوعة: مسلمين ومسيحيين ويهود وهندوس، وبوذين في مجلس إدارته وفي مجلس استشاري مكون من 100 عضو من أديان وثقافات متنوعة)، وقال: لقد بدأ صانعو السياسات الآن بتقدير الدور الأساسي الذي يمكن لقيادات المجتمع الديني أن يلعبوه في معالجة العديد من القضايا ذات الدوافع الدينية والعرقية التي تؤثر على عالمنا، من خلال جعل الحوار بين أتباع الأديان جزءًا لا يتجزأ من عملية إيجاد الحلول، يمكننا العمل من أجل ضمان مستقبل متسامح وشامل، يحافظ على إنسانيتنا المشتركة. وفي ختام كلمته الرئيسة، دعا بن معمر إلى تكثيف العمل على الأصعدة كافة، سيما مع المؤسسات القائمة في المجتمعات المحلية؛ لإطلاق برامج حوارية عملية وتطبيقية، للخروج بها من دائرة التوصيات والبيانات النظرية؛ والتركيز على جذب الأغلبية الصامتة المعتدلة، وتأهليهم ليصبحوا هم الذين يواجهون التطرف ويحمون مجتمعاتهم. يُذكر أن المنظمة السويسرية CAUX ، منظمة غير حكومية ذات مركز استشاري خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، ومركز تشاركي في مجلس أوروبا في ستراسبورغ. وهي شبكة عالمية ملتزمة ببناء النزاهة والثقة عبر العالم، وتضم أشخاصاً من ثقافات وأمم ومعتقدات وخلفيات متنوعة ملتزمة بمساعدة المجتمعات على تطوير أداء الأفراد والعلاقات فيما بينهم.