اختتم البرنامج الثقافي لسوق عكاظ الذي أقيم بإشراف جامعة الطائف بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أمس, ندواته الثقافية والأمسيات الشعرية. وقدمت ندوة "المسرح من النص إلى العرض" وأدارها المخرج مساعد الزهراني، بمشاركة الإعلامي عبدالهادي القرني عبر ورقة بعنوان "مفهوم السينوغرافيا وجمالية العرض المسرحي"، حيث تحدث خلالها عن العرض المسرحي، وتعريف السينوغرافيا، وعناصرها, معرفاً العرض المسرحي بأنه فن تجسيد الفكرة المكتوبة إلى كائن حي على خشبة المسرح، يستشعره الجمهور بحاستي السمع والبصر، وعرّف "السينوغرافيا" بأنها "فن تنسيق وهندسة الفضاء المسرحي والتحكم في شكله، من أجل تحقيق أهداف العرض المسرحي واستكمال عناصر المتعة لدى المتلقي، وهي تؤكد الحدث المسرحي المعروض أيضاً على الخشبة". بدوره قدم أستاذ الأدب والنقد بجامعة جازان الدكتور محمد حبيبي، ورقة بعنوان "المسرح الجامعي من النص إلى العرض"، سلط فيها الضوء على المعوقات التي تواجه المسرح الجامعي في المملكة، وتحدث عن حراكه العام، شارحا معايشته لتجربة مسرح جامعة جازان، وما قدمه هذا المسرح من عروض مسرحية, كما سلط الضوء على بعض إشكاليات المسرح الجامعي، أهمها عدم وجود عمل مؤسسي وإدارة تشكل النشاط المسرحي حالياً، وأن العمل المسرحي الجامعي عمره الزمني قصير، فهو ورشة عمل مؤقتة بدراسة الطلاب، وتنتهي بتخرجهم لتبحث عن غيرهم. واستعرض بعد ذلك السيناريست والمخرج حسين الفيفي، مواصفات المخرج المسرحي ودوره في تحويل النص من كلام مكتوب إلى كيان حي، من خلال ورقته بعنوان: "الإخراج المسرحي، أدوات الإبداع ومسؤولية العرض". وعرّف الفيفي المخرج المسرحي بأنه الشخص الذي يبني وحدة العرض ويحافظ على دقتها وجمالياتها، ويقوم بانتقاء الأفضل من عناصر العرض وصهرها جميعها في بوتقة واحدة, مضيفا "ينبغي أن يتمتع المخرج المسرحي بقدرات أعظم من قدرات الممثل ليستطيع أن يشرح له العناصر الفنية للعرض، كما أن من صفاته الإلمام بمراحل العمل ونوعية الجمهور واهتماماتهم، وروح القيادة التي تمكنه من احتواء الإحباطات الفردية أو الجماعية". بعد ذلك، أقيمت ندوة "صناعة السياحة ومستقبل التنمية"، بإدارة الدكتور علي آل زايد، وفيها قدم نائب رئيس الهيئة العامة السياحة للاستثمار والمناطق الدكتور حمد السماعيل، ورقة عمل بعنوان: "استثمارات صناعة السياحة والتراث الوطني", متناولاً أهم جهود الهيئة في هذا المجال، وبدأ عرضه بالحديث عن المكانة الاقتصادية للسياحة عالميا، ومؤشرات الوضع الراهن للسياحة الوطنية، ومبادرات هيئة السياحة والنهج الإداري المتبع فيها، الذي ساعد على نمو وازدهار الاستثمارات السياحية, كما استعرض الإنجازات المتوقع تحقيقها في مجال الاستثمار بالتراث الوطني بحلول 2020، ومنها: افتتاح 8 متاحف، وتهيئة 80 موقع أثري، وترميم 18 بلدة تراثية، وتسجيل 6 مواقع تراثية باليونسكو. // يتبع // 19:03ت م 0158
ثقافي / "سوق عكاظ" يختتم برنامجه الثقافي بندوات تحاكي المستقبل وتستعرض التجارب الثقافية/ إضافة أولى واخيرة كما عرض عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة الدكتور خالد طاهر، من خلال ورقته: "مبادرة السعودية وجهة المسلمين"، أهداف المبادرة ومرتكزاتها، والتحديات التي تواجه المؤسسات والجمعيات والشركات السياحية, وقال: "تسعى المملكة من خلال مبادرة السعودية وجهة المسلمين إلى أن تكون وجهة المسلمين السياحية الأولى، من خلال إثراء رحلات المعتمرين والزوار لبلاد الحرمين الشريفين بمنتجات سياحية ذات قيمة عالية". بينما سلطت مسؤولة التوطين في مشروع جبل عمر سارة قاسم، الضوء على قضية التوطين في قطاعات الدولة عامة وقطاع السياحة خاصة، مؤكدة أهمية استغلال العنصر البشري السعودي كثروة قومية, مفيدة أن التوطين عملية إحلال نوعي وكمي للعمالة الأجنبية وتحويلها لكفاءات محلية، مؤكدة ضرورة توفير التدريب والتأهيل والتوعية بأهمية هذا البرنامج. ونوهت إلى استهداف مشروع جبل عمر توطين جميع شركاته بنسبة سعودة 100 في المئة بحلول العام 2021، مشيرة إلى أن الوظائف السياحية لا تقتصر على الفنادق، بل تتسع لتشمل كل الخدمات المقدمة للسياح من لحظة نزولهم بمطارات المملكة وحتى رحيله، مؤكدة أن التوطين في مجال السياحة ليس بالمهمة المستحيلة . كما قدمت ندوة تطرقت للفنون التشكيلية وتطوير المجتمع، أدارها الدكتور سامي الثبيتي، وقدم خلالها أستاذ الآثار المساعد بجامعة الملك خالد الدكتور علي الشهراني، ورقة بحثية بعنوان: "فن القَط الممارسة الفنية الشعبية"، عرض فيها طُرز العمارة التقليدية بعسير، وما يميزها من زخارف شعبية وارتباطها بفن القَط, معرفا "فن القط" بأنه فن زخرفة الحيّز المكاني للعمارة الداخلية بمنطقة عسير، ويبدأ هذا الفن بعد الانتهاء من البناء وتقوم به المرأة وتسمى "قطاطة"، كما تحدث عن أشهر الفنانات القطاطات في منطقة عسير، وتناول نماذج من أعمالهن. ثم تحدثت الفنانة التشكيلية الدكتورة منال الرويشد، في ورقة بحثية بعنوان: "الفن التشكيلي ودوره في نمو ثقافة المجتمع" عن العلاقة الثلاثية بين المجتمع، والثقافة، والفن التشكيلي، واصفة الفن التشكيلي بأنه "رسالة عالمية لا تحتاج لوصف ولا كلمات", مبينة أن الفن التشكيلي شكل من أشكال الثقافة، يقدم صورة لما مر به المجتمع من تغيرات، وهو أحد روافد الإنتاج البشري المستمد من التراث والموروث الحضاري، لافتة إلى أن الفن التشكيلي كان في الماضي معزولاً عن المجتمع ومقصوراً على الطبقة الراقية بوصفه نوعاً من الرفاهية، ثم أصبح حاضراً في الشوارع وعلى الجدران وداخل الأحياء وفوق أسطح المباني. وقدم الباحث عبدالله الحبي، ورقة بحثية تناولت "الحس الجمالي المجتمعي بين الثقافة والاقتصاد في ظل 2030"، تعرض فيها لتعريف الجمال ومصادر الحس بالجمال عند الإنسان, مؤكدا أن ممارسة الفنون التشكيلية تسهم في تنمية القدرات الابتكارية والمهارات الإبداعية والحس الجمالي، مما ينعكس على الفرد والمجتمع، ويسهم في تعزيز التنمية المستدامة، وزيادة التطور الجمالي والإبداع الصناعي. فيما عرض النحات صديق واصل, رؤيته عن العلاقة بين الفنان التشكيلي والمجتمع ودور المجتمع في فن هذا الفنان، محددا الجوانب التي توضح دور الفنان التشكيلي في المجتمع، واختتم حديثه باستعراض الجهود التي تقدمها الدولة لتشجيع واكتشاف المواهب الشابة، ودعم الفن التشكيلي.