اختيرت سويسرا لاستضافة النسخة الخامسة من كأس العالم عام 1954 خلال الفترة من 16 يونيو إلى 7 يوليو بمشاركة 16 منتخباً 12 من أوروبا و2 من أميركا الجنوبية ومنتخب واحد من أميركا الشمالية وواحد من آسيا . وحظيت بطولة كأس العالم FIFA بذاك الوقت بأول تغطية تلفزيونية عالمية في تاريخها ، إلا أن دول أوروبا الشرقية لم تتمكن من المشاهدة لأنها لم تكن مجهزة بأنظمة ملائمة لاستقبال البث المباشر ، وكان ذلك أمراً مؤسفًا بالنسبة للاتحاد السوفييتي ، الذي كان أحد المنتخبات المشاركة للمرة الأولى في العرس الكروي إلى جانب ويلز ومنتخب أيرلندا الشمالية الذي تأهل إلى النهائيات على حساب إيطاليا ، كما تواجدت منتخبات ويلز وأيرلندا الشمالية ووجود إنجلترا واسكتلندا ، فإن جميع ممثلي الكرة البريطانية تواجدوا في النهائيات للمرة الأولى والوحيدة حتى الآن . وتضاءلت آمال الإنجليز بإحراز اللقب بفقدان عدد من اللاعبين الأساسيين في حادثة طائرة ميونيخ في فبراير من ذلك العام وعلى الرغم من تعادلهم السلبي مع البرازيل، وهو التعادل السلبي الأول في تاريخ النهائيات، فإن المنتخب الإنجليزي خسر المباراة الفاصلة أمام الاتحاد السوفييتي لتحديد هوية المتأهل منهما إلى ربع النهائي، بعدما تعادل المنتخبان بنفس الرصيد من النقاط . وكان المنتخب المجري الذي لم يخسر منذ أربع سنوات في 31 مباراة على التوالي وهزم إنجلترا 6- 3 في ملعب ويمبلي بلندن قبل سنة مرشحاً فوق العادة لإحراز اللقب وقد بدأ ذلك واضحاً من عروضه القوية في الدور الأول بقيادة لاعبيه هيدجيكوتي وكوتشيش وبوشكاش . وحققت المجر الفرق في الدور الأول حيث تغلبت على ألمانيا 8 3 وعلى كوريا الجنوبية 9- صفر، وعلى تركيا 7- صفر ، حيث سجل المنتخب المجري 24 هدفاً في 3 مباريات بمعدل 8 أهداف في المباراة الواحدة. وواصل المنتخب المجري عروضه القوية في البطولة وتجاوز المنتخب البرازيلي 4 2 في الدور ربع النهائي وبنفس النتيجة تخطى الأوروغواي في نصف النهائي . وكانت ألمانيا تشارك للمرة الأولى بعد غياب دام 10 سنوات علماً بأنها الاتحاد الدولي منعها من المشاركة في البطولة السابقة في البرازيل وبالتالي كان وصولها للمباراة النهائية إنجازاً لتواجه المجر على اللقب الذي كانت جميع الترشيحات تصب لصالحه . وكان الشك يحوم حول مشاركة النجم المجري بوشكاش الذي أصيب في ربع النهائي ، لكن المدرب غوستاف أشركه منذ البداية ليتمكن من افتتاح النتيجة بعد مرور 6 دقائق فقط، قبل أن يضاعف زميله تشيبور النتيجة بهدف ثاني بعد ثلاث دقائق ، لكن الألمان كان لهم رأي آخر إذ تمكن مورلوك من تقليص الفارق في الدقيقة 11 وأضاف ران الثاني في الدقيقة 18 وقبل 6 دقائق على نهاية المباراة عاد ران وسجل الهدف الثالث لبلاده لتنتهي المباراة بفوز ألمانيا 3 2 وتحقيقها للقب العالمي للمرة الأولى . وسجل في البطولة 140 هدفاً في 26 مباراة، وهي أعلى نسبة تسجل في النهائيات حتى الآن ، وتوج المجري ساندور كوتشيش هدافاً للبطولة برصيد 11 هدفا .