أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية الدور الذي يضطلع به الاتحاد البرلماني العربي في تحقيق الاصطفاف العربي أمام التحديات والأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي ،مشيرا إلى أن المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي المنعقد حاليا بالقاهرة يأتي في وقت تتطلع فيه الشعوب العربية لتجسيد الرغبة في تعزيز التعاون والتضامن من أجل مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي، وتمثيل الإرادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي. وشدد الرئيس السيسي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال على أهمية تحقيق السلام في المنطقة، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، منوها بالدور الذي تقوم به بلاده لتحقيق المصالحة الفلسطينية ، مشيداً بالجهود التي يبذلها البرلمانات العربية لمواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي في مختلف مجالاته من أجل تمثيل الإرادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي وقضاياه، ومن أجل التواصل مع ممثلي السلطة التنفيذية في البلدان العربية من خلال رئيس الاتحاد ورؤساء البرلمانات العربية لتعزيز التضامن العربي،ومن أجل تعميق ثقافة حقوق الإنسان ونشر مفاهيم الديمقراطية النيابية. وقال إن المخرج الوحيد الذي من الممكن أن يخرج منطقتنا العربية ما تعانيه من أزمات، هو التمسك بالدولة الوطنية التي تقوم على مباديء المواطنة وسيادة القانون والوحدة الوطنية بعيدا عن الطائفية والقبلية ،مبينا أن الأزمة السورية "لا حل لها إلا من خلال الحل السياسي الذي يتفق عليه كل أطياف المجتمع، والقائم على وحدة الدولة والقضاء على الإرهاب، والطريق لتحقيق ذلك هو المفاوضات التي تقودها الأممالمتحدة، ولا حل للأزمة الليبية إلا بالتسوية السلمية ونبذ الفرقة والصراعات، والأمر نفسه ينطبق على اليمن، وكلها أمور تؤكد أن الطريق إلى تجاوز مثل هذه الأزمات هو إقامة الدولة الوطنية القادرة والعادلة". وأضاف الرئيس السيسي "إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الوطن العربي لا تقل خطرا عن التحديات السياسية والأمنية، وهو ما يفرض على الجميع تركيز الجهود لترسيخ وتعميق مفهوم التنمية المستدامة والإدارة الرشيدة وتمكين الشباب ودعم المرأة مع إعطاء الأولوية لإحياء مشروعات التعاون والتكامل الاقتصادي العربي ،لافتا إلى أن الحاجة باتت ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتفعيل التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية وزيادة حجمه وحسن استغلال الموارد التي تمتلكها دولنا بما يحقق المنفعة المشتركة ويدعم التنمية الشاملة". ويواصل المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربى أعماله بمقر مجلس النواب المصري وسيشهد نقل رئاسة الاتحاد من المملكة المغربية إلى مصر، وتعيين نائب لرئيس المؤتمر وأمين سره من قبل رئيس الاتحاد وفقا للنظام الداخلي للاتحاد البرلماني العربي، قبل إقرار جدول الأعمال، وتقرير الرئيس، وتقرير الأمين العام، ومناقشة تقرير الدورتين 22 و 23 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي للمصادقة عليهما. وستعقد الجلسة الختامية للمؤتمر بالقاعة في وقت لاحق مساء اليوم حيث يتم الاستماع إلى تقارير وتوصيات اللجان من مقرر كل لجنة، ويتم منح الفائزين جائزة التميز البرلماني العربي لكافة الفئات، ثم يتم انتقال الرئاسة وتكريم الرئاسة السابقة للاتحاد ممثلة في شخص رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، قبل إقرار البيان الختامي والقرارت الصادرة عن المؤتمر.