نوه عميد كلية الهندسة المشرف العام على الإدارة العامة للمباني بجامعة الباحة الدكتور خالد بن عبدالله الخزاعي بالخطى المتسارعة التي تسير بها المملكة نحو مستقبل مبهر بإذن الله تعالى, وليس أدلّ من ذلك سوى "مشروع الطاقة الشمسية" الوارد ضمن خطة الطاقة الشمسية والذي يعدّ أيقونة رؤية الخير 2030, فالمتتبع الجيّد لمسار تحقيق الرؤية يرى وبكل وضوح "السعودية الجديدة" بحلّتها الزاهية ومكانتها المستحقة بين الأمم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وعضيده ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله. وأكد الدكتور الخزاعي بحكم اختصاصه في مجال الطاقة المتجددة، حجم التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة والنفط على وجه الخصوص, فهاجس نضوب النفط قد بدأ يلوح بالأفق وتحديداً مع توجه العالم بأسره نحو التمدن وتغير نمط المعيشة وكذلك الزيادة المضطردة في الاستهلاك العالمي للنفط، أصبح لزاماً على العالم التفكير جدياً في بدائل مستدامة، وأصبح على منتجو النفط التوجه نحو خلق فرص استثمارية جديدة وإلّا سيجدون أنفسهم خارج المنظومة قريباً وقريباً جداً. وأشار عميد كلية الهندسة أن المملكة التي تعتبر أكبر مُصَدِّر للنفط تستهلك محلياً ثلث إنتاجها اليومي حالياً، وهذه النسبة ستزيد بالطبع طردياً مع النمو السكاني حيث كان من المتوقع أن تستهلك المملكة كل انتاج نفطها في السوق المحلية بحلول عام 2030 ناهيك عن توقعات نضوبه عالمياً عام 2050 وبالتالي فسيتأثر الدخل القومي للبلاد جراء اعتمادها شبه الكلي على النفط, حيث أتى مشروع الطاقة الشمسية ليكون حلاً ناجعاً ليس للمملكة فحسب بل هو رسالة اطمئنان للعالم أجمع بأن المملكة وبقيادتها الرشيدة تتبوأ مركز الريادة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة, فبفضل موقعها الجغرافي في نطاق الحزام الشمسي العالمي والذي يقع بين 35 درجة شمالاً و35 درجة جنوباً ، تعدّ المملكة من أعلى دول العالم في معدلات الإشعاع الشمسي، وبالتالي فما أن يرى هذا المشروع النور فإنه من المتوقع أن يحقق اكتفاءاً ذاتياً للمملكة في مجال الطاقة المستدامة بل وسيتعداه إلى تحقيق عوائد مجزية بإذن الله بعد تصدير الفائض منه. يذكر أن ما يزيد من فرص نجاح هذا المشروع العملاق هو التطور العالمي السريع في مجال تصنيع الألواح الشمسية المستخدمة في هذا النظام، حيث انخفضت تكلفة إنشاءه نحو 90٪ خلال العقدين الماضيين، بالإضافة إلى توافر مساحات شاسعة وامتلاكها ثروات من المواد الأولية المستخدمة في هذه الصناعة كالسليكا عالية النقاوة والنحاس وغيرهما مما يزيد من قدرة المملكة على مواصلة الإنتاج بتكلفة هي الأقل عالمياً، وإيذاناً بانطلاقة عملاقة نحو أفق رحب واقتصادٍ مستدام بأيدٍ وطنية كفوءة مؤهلة تسير بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة.