بدأت في العاصمة التونسية اليوم ، أعمال مؤتمر التكامل الاقتصادي العربي " التكامل الاقتصادي العربي : الانجازات والآفاق " ، بمشاركة أكثر من 40 مسؤولاً وخبيراً وحضور نحو 150 شخصية مهتمه بالشأن الاقتصادي والتنموي العربي . وأوضح الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية رئيس مركز تونس عبداللطيف عبيد في كلمة بهذه المناسبة أن الوطن العربي يشهد حالياً تحدّيات سياسية واقتصادية واجتماعيّة مهمّة تقتضي من دوله إحداث تغييرات هيكلية خاصة على الصعيد الاقتصادي. وأشار إلى أنه في مقدّمة هذه التحديات تباطؤ النموّ الاقتصادي بالنظر إلى تسارع الأزمات الاقتصادية والمالية العالمية ، وتذبذب أسعار الموارد الطبيعية ، وقلّة الوظائف نتيجة تخصص الدول العربية في القطاعات الاستخراجية والإنتاجية التقليدية ، إلى جانب عجز السياسات الاجتماعية عن التصدي لتبعات الهشاشة الاقتصادية. وأكد عبيد أن هذه الأحداث قادت إلى ضرورة إحياء النقاش حول نوعية الإصلاح الاقتصادي والمالي المطلوب ضمن مراجعة عميقة لنماذج التنمية القائمة اليوم في الدول العربية سواء منها الدول الغنيّة أو الدول ذات الدّخل المتوسط والضعيف. من جانبه بين وزير الاستثمار والتعاون الدولي التونسي زياد العذاري أنه من أهم العناصر التي ينبغي أخذها في الحسبان التحديات الاقتصادية الجديدة التي تواجه الدول العربية بالنظر إلى ترتيبات الاقتصاد العالمي الجديدة ، وتعاظم دور المنافسة بين الدول ، وتغليب الجانب المالي على الجانب الإنتاجي ، وتعميق التخصّص في الخدمات والصناعات عالية المعرفة واحتكارها من قبل بعض الشركات والدول . وأكد أنّ الوقوف عند تجربة التكامل الاقتصادي العربي والنظر في سبل إحيائها يمثّلان اليوم عنصراً أساسياً في المنوال التنموي الجديد، مشيراً إلى أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار سعي جامعة الدول العربية والمعهد العربي للتخطيط إلى استخلاص الدّروس المستفادة من تجربة التّكامل الاقتصادي العربي ومقارنتها ببعض تجارب التكامل الإقليمي الأخرى الناجحة ، والخروج بمجموعة من التوصيات والمقترحات ، ومحاولة وضع خارطة طريق لتصويب مسار هذا التكامل على النحو المنشود . بدوره استعرض مدير عام الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي عبداللطيف الحمد أعمال الصندوق طوال السنوات الماضية ، مؤكداً أن الصندوق سيستمر في خدمة العمل العربي المشترك وسيواصل الاسهام في تخفيف الفقر وتمويل المشروعات التعليمية والصحية والاجتماعية. ويبحث المؤتمر الذي ينظمه مركز الجامعة العربية بتونس والمعهد العربي للتخطيط بالكويت على مدى يومين ، عدداً من المحاور من بينها تقييم تجربة التكامل الاقتصادي العربي واتفاقياته ، والتكامل الاقتصادي العربي : المنطلقات والغايات في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة والمقبلة ، ومستقبل التكامل الاقتصادي العربي من منظور المؤسسات التمويلية الدولية ، إلى جانب موضوعات إعادة الإعمار في الدول العربية المتضررة ومتطلبات العمل العربي والدولي المشترك ، وسياسات وأدوات التكامل الاقتصادي العربي المستقبلية السياسية الاستثمارية العربية الموحدة في المجالات الإنتاجية الأساسية ، والإطار القانوني والتشريعي لتحفيز الاستثمار العربي البيني .