شهدت فعاليات قرية عسير المشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 32 , العديد من الفعاليات والعروض التراثية التي أسهمت في التعريف بالتراث الذي تشتهر به المنطقة. ولفتت قرية عسير انتباه الآلاف من الزوار الذين حرصوا على زيارة القرية والتعرف على أسرار وسحر العادات والتقاليد التي لايزال أبناء المنطقة صغاراً وكباراً يستحضرونها في جميع محافلهم ويتمسكون بتطبيقها على الواقع ، كما يحرصون على تعليم أبنائهم وتربيتهم عليها جيلاً بعد جيل، ليبقى سحر وتميز عسير ساطعاً بين مناطق المملكة ، التي استطاعت أن تجمع بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، الأمر الذي يعكسه الإقبال الكبير من الزوار على القرية في الجنادرية. وأبحر زوار جناح عسير في رحلة مع الزمان عادت بهم مئات السنوات الماضية مع معايشتهم للعادات واستحضارهم التقاليد العسيرية الأصيلة حيث مكّنت الفعاليات زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة من معايشة حياة الأجداد عبر زيارتهم لمعرض سيدتين مضى بهم الزمان في توارث صناعة الخوص التي لا زالوا يحتفظون بتلك الحرفة منذ أكثر من 100 عام لينقلوا مشاهدات من الحياة البسيطة والبيوت القديمة والمهارات والحرف اليدوية الدارجة . أم أحمد و أم فايز استطاعتا أن تأخذان الزوار إلى رحلة عبر الزمان ليعودا بزوار القرية إلى ماضٍ غني بالحرف اليدوية ذات الطابع التراثي القديم من خلال ما يقدمانه في ركنهن الخاص بصناعة الخوص، تلك الحرفة التي تعد من أشهر الصناعات المشهورة وتعتمد في مكوناتها على سعف النخيل والجريد ، حيث كان للمرأة الحظ الأوفر منها من خلال قيامها بتجميع الخوص ونشره في الشمس لتغيير لونه ثمّ تجميعه في قطعة من القماش بعد تنظيفه من الأتربة. وأوضحتا أن صبغ الخوص بألوان متعددة يحقق التنوع والظهور بالمنظر الجميل، كما تتعدد منتجاته بحيث تناسب أغراض الفرش وتغطية الأرضيات، بالإضافة إلى سجادة الصلاة وهي تتميز ببعض النقوش الهندسية كما يصنع من الخوص أسرّة الأطفال الرضع وكذلك السلال والأقفاص وبعض أنواع الحبال. وتشكل صناعة الخوص إحدى الصناعات التقليدية في عسير التي ترتبط بالحياة البسيطة، وغير المتكلفة والمناسبة للبيئة قديماً، وقد عاشت صناعة الخوص عقوداً مع أبناء عسير وتطورت مع تطور حياتهم ومجتمعاتهم .