أناخت رحلة قوافل الشتاء والصيف ركابها في قرية نجران التراثية التي تشارك مناطق المملكة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، لتحاكي أنماط الحياة في المنطقة ومحافظاتها ومراكزها وهجرها . وجلبت قرية نجران التراثية آثارها التاريخية الضاربة في أعماق التاريخ وأهمها " آثار الأخدود " و " آبار حمى" ، كما ترسم الطابع النجراني في بناء المنازل وتميزها عن غيرها من مناطق المملكة ، بالإضافة إلى المشاركة بالفرق الشعبية التي تنقل الموروث الشعبي كل يوم أمام زوارها . وتستضيف قرية نجران كل يوم في " بيت الشعر" الشعراء والأدباء والمثقفين والرواة لإلقاء القصائد الشعرية والقصص والروايات والتغني في الوطن والإنتماء له بمختلف الفنون التي تشتهر بها المنطقة ، إلى جانب عرض الأنشطة الثقافية والتراثية التي تبرز ما تحتويه المنطقة من موروث ثقافي واجتماعي متنوع أمام زوار القرية طوال أيام المهرجان بمشاركة الفرق الشعبية التي تصطف على مسرح القرية الذي تم إنشاؤه ليواكب تطلعات القائمين على المهرجان وقرية نجران التراثية الذي يستهوي الحضور بالفنون الشعبية والألوان الفلكلورية المقدمة ومنها الزامل، والرزفة ، والمثلوثة ، ولون المرافع والطبول . وأكد رئيس وفد منطقة نجرانبالجنادرية محمد بن مهدي بن غشام أن القرية تضم بين جنباتها البيوت الأثرية الضاربة في أعماق التاريخ ومنها " الدرب" الذي يتكون من سبعة أدوار ، يخصص الدور الأرضي منه للأعلاف والماشية والدور الأول حتى السادس للسكن والدور الأخير للطبخ ، وهو من أقدم المباني الأثرية بالمنطقة وبعضها يعود ل 200 عام ، و" المقدم" المكون من دورين ويسكنه شيخ القبيلة مع أحد أبنائه ويعد بمثابة الضيافة ، و" المشولق " وهو عبارة عن ثلاثة أجزاء ويسكنه أكثر من أسرة ويعد من المباني الطينية الحديثة . وأضاف بن غشام أن القرية فتحت المجال لمشاركة 16 حرفة يدوية و10 من الأسر المنتجة والحرفيات الذين يعملون على إنتاج الصناعات التقليدية التي تحاكي المورث النجراني الثقافي والتاريخي، إلى جانب استعراض المقتنيات التراثية القديمة النجرانية كالملابس والحلي والأسلحة وأدوات الزراعة والأدوات المنزلية والمصنوعات الجلدية والفخارية التي كانت تشتهر بها منطقة نجران ومنها صياغة الفضة، والحدادة، والخرازة، والحياكة، وفتل الحبال، وصناعة الخصف، ورباب الدلال ، وصقل الجنابي والسيوف، وصناعة الطبول، ونجارة الصحاف، وخياطة الملابس الرجالية والنسائية , عبر أجنحة خاصة بهم، مضيفاً أن القرية تطلع زوارها عن كثب على الأساليب التي يستخدمها المزارع النجراني لإنتاج القمح الذي تشتهر به المنطقة ، حيث خصص لكل حرفي محل خاص لعرض إنتاجه في القرية وبيع بعضه على الزوار ، كما تضم القرية مطعماً شعبياً لتقديم المأكولات التي تشتهر بها المنطقة منها أشهرها الوفد والمرق والحميسة والرقش مع المحض والرقش مع المرق والبر والسمن والعسل ، إضافة إلى عرض إنتاج نجران للحمضيات بمشاركة مركز أبحاث وتطوير البستنة بمنطقة نجران لتعريف الزائر بهذه الحمضيات وكيفية زراعتها وانتاجها . ولفت رئيس وفد منطقة نجرانبالجنادرية النظر إلى تميز القرية بتخصيص ركن للصور والنقوش التي تحكي قصة الأخدود بمنطقة آبار حمى إلى جانب تخصيص موقع آخر بالقرية لمشاركة جامعة نجران الذي تعرض خلاله مراحل تطورها منذ تأسيسها وإبراز دورها التعليمي والبحثي بالمنطقة .