دعا المشاركون في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي انطلقت فعالياته بالقاهرة اليوم لنصرة المقدسيين ودعم الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال مؤكدين رفضهم القاطع لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة. وأعربوا في كلماتهم خلال الجلسات الافتتاحية عن أملهم أن يُشكل المؤتمر نقلة نوعية للتضامن العربي والإسلامي للخروج بمواقف وتوصيات تدعم صمود المرابطين في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقدم رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم خلال كلمته الشكر لمشيخة الأزهر بشأن الفعالية التي جاءت في وقتها لنصرة القدس، مؤكداً على أهمية المؤتمر الذي يعقد بحضور القامات الدينية والفكرية وما تحمله من تأثير عميق وجمهور عريض. وقال إن مدينة القدس صاحبة خصوصية فهي مدينة كل الناس والأجناس، مدينة المساجد والكنائس والمعابد، ومهبط للأديان والرسالات، مشددًا على ضرورة التعرف على مكانة القدس وتاريخها المقدس حتى نستطيع أن ننصر القدس. وأوضح رئيس مجلس الأمة الكويتي أن عدونا يريد شيئًا واحدًا هو أن يهزم صاحب القضية وهو الشعب الفلسطيني وبعدها ييأس العرب ويتركوا القضية وهو أمر جد خطير، مطالبًا بنصرة المقدسيين ودعم الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال فهو القضية الرئيسة لنصرة القضية الفلسطينية. من جانبه دعا بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، في كلمة مماثلة شعوب العالم لدراسة وضع القدس التي يرتبط بها ملايين المسلمين والمسيحيين بمشاعر وتاريخ طويل، مع التركيز على الوضع الإنساني والمأسوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني المناضل من أجل حقوقه المشروعة. وقال أنه " على الضمير الإنساني وكل شعوب العالم أن ينظر للزوايا الإنسانية للفلسطينيين لإقرار السلام الشامل والعادل الذي يمنح حق تقرير المصير وإعلان فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية مع التأكيد على حق كل الشعوب في العيش بحرية وسلام". وأكد البابا تواضروس الثاني أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس يتنافى مع متطلبات العيش المشترك والمصير الواحد، ويؤسس لتهويد القدس ويطمس الطبيعة التعددية للمدينة المقدسة. بدوره أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي استمرار جهود البرلمان العربي في دعم كفاح الشعب الفلسطيني في جميع المحافل وعلى كافة المستويات، موضحاً أن البرلمان العربي شكل لجنة خاصة باسم فلسطين، ووضع ثلاث خِطط عمل للتصدي لسياسة القوة القائمة بالاحتلال، وفضح ما تقوم به من جرائم وانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني. وقال السلمي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن الخطة الأولى تركز على التصدي لقرار الإدارة الأمريكية المرفوض بالاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، منوها بأنه تم مخاطبة برلمانات العالم وتم تشكيل وفود برلمانية من أعضاء البرلمان العربي لزيارة البرلمانات الإقليمية والدولية. ولفت إلى أن خطة العمل الثانية تتعلق بمنع عقد القمة الإسرائيلية الإفريقية التي كان مقررا عقدها بدولة توجو في شهر أكتوبر الماضي، حيث تم الاتصال ببرلمان عموم إفريقيا وكافة البرلمانات الإفريقية، مع إرسال مبعوثين لبعض البرلمانات الإفريقية المؤثرة، وكُللت جهود البرلمان العربي مع جهود الدول والمؤسسات العربية والإسلامية الأخرى بالنجاح، بأن أُجلت هذه القمة لأجلٍ غير مسمى. وأوضح أن خطة العمل الثالثة تركز على التصدي لترشح القوة القائمة بالاحتلال للحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن لعامي 2019-2020م، لما لهذا الترشح من تداعيات خطيرة على مصداقية الأممالمتحدة، بمنح قوة محتلة وتضطهد شعباً بأكمله منذ أكثر من سبعين عاماً، مقعداً في مجلس الأمن الدولي. وأعرب "السلمي" عن أمله بأن يُشكل هذا المؤتمر نقلة نوعية للتضامن العربي والإسلامي للخروج بمواقف وتوصيات تدعم صمود المرابطين في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتضع حداً للانتهاكات والجرائم المستمرة بحقه، وتمكينه من انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة في بناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.