إعداد : خالد راشد المطيري تصوير : علي أحمد الشهراني على بُعد خطوات من جامع قباء شيّد معرض "المدينة مأرز الإيمان" الذي يطلع على محتوياته ما يقارب من 35 ألف شخص شهريًا، إذ يعد مقصداً ثقافياً وسياحياً لزائري مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويشتمل على أركان متعددة تحوي لوحات ورسومات تتناول تاريخ المدينةالمنورة منذ هجرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام إليها مهاجراً من مكةالمكرمة, ومراحل تطورها على امتداد العصور حتى العهد السعودي. ورصدت وكالة الأنباء السعودية خلال جولتها داخل المعرض توافد مجموعة من الزائرين إلى المعرض لمشاهدة ما يحتويه من معروضات تاريخية قيّمة جمعت من مصادر موثوقة, وتشكّل رصداً زاخراً لتاريخ طيبة الطيبة وفضلها, فبينما نتجوّل داخل المعرض بدا أحد الباحثين المتخصصين منشغلاً في الحديث إلى مجموعة من الزوّار الذين وقفوا إلى جانب إحدى اللوحات داخل المعرض ليقدم لهم شرحاً مفصّلاً عن الأحوال الاجتماعية التي كانت سائدة في المدينةالمنورة قبل الهجرة النبوية, وما كانت عليه بعد الهجرة من مؤاخاة بين أهلها والمهاجرين إليها, وما شهدته من مراحل متعددة لبناء مجتمع مسلم يتعايش فيما بينه على الألفة والمحبة والإخاء. وأوضح المشرف على المعرض منصور الغفاري أن المعرض الذي تم افتتاحه قبل أربعة أعوام بالتزامن مع تدشين فعاليات المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م هدف إلى توعية الزوار بتفاصيل مهمة عن فضل ومكانة المدينةالمنورة الدينية والتاريخية, وتقديم الصورة المثالية لمجتمع المدينة في العهد النبوي, وتأكيد إعلاء قدر النبي صلى الله عليه وسلم في العالم ونصرته, والتوثيق العلمي لمعالم وأحداث السيرة العطرة وعهد النبي صلى الله عليه وسلم إضافة إلى بيان آداب الزيارة والسكنى في المدينةالمنورة, وإبراز جوانبها الحضارية. وبيّن أن المعرض يشمل 15 قسمًا, يضم كل منها عدداً من اللوحات, وتشمل قسم "مأرز الإيمان" الذي يعدّ بمثابة قسم ترحيبي يبيّن للزائر مكانة المدينةالمنورة ومنزلتها بوصفها مأرز الإيمان, ثم ينتقل الزائر إلى قسم " المدينةالمنورة المهاجر" وبه لوحة تبيّن خريطة المدينة في زمن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتحيط بها الحرار من جهاتها الثلاث, ويظهر فيها بناء المدينة من الناحية الجغرافية والسكانية, ولوحة دونت بها أسماء المدينةالمنورة, ولوحة ثالثة تبيّن مكانة أهل بيعتي العقبة الأولى والثانية, وأسماؤهم وأعدادهم وقبائلهم وفضلهم. وأضاف الغفاري أن المعرض يتضمن قسماً يتناول "فضل أهل المدينة" إذ يبيّن مكانة أهل المدينة ومنزلتهم عبر التاريخ, ومنهم أهل الصفّة, وأهل الأنصار, وفيهم بنى الرسول عليه الصلاة والسلام المجتمع الأول, فيما يتطرق قسم "مواطن نزول الوحي" إلى المكانة الإيمانية لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبارها أكثر الأماكن التي شهدت نزول جبريل عليه الصلاة والسلام, ويتضمن القسم خريطة تبيّن مواطن نزول الوحي بمكةالمكرمة, والمدينةالمنورة, ودراسة تبيّن أحوال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام عند نزول الوحي عليه. وبيّن أن المعرض يحوي قسماً يظهر جانباً من الدور الحضاري للمدينة المنورة خلال عهد الخلفاء الراشدين وفضلهم رضي الله عنهم, والفتوحات التي حصلت في العهد النبوي وعهدهم, والمنجزات الحضارية والإدارية والعمرانية خلال في تلك الحقبة, وكلك قسم يحمل عنوان "المدينة منطلق الدعوة ونشر الإسلام" حيث يبرز الدور الدعوي والسياسي للمدينة المنورة, وبدء انتشار الدعوة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام, كما يحوي القسم لوحة تتضمن أسماء السفراء الذين شرّفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بحمل الأمانة للأمم. // يتبع // 14:45ت م
تقرير / 35 ألف زائر يطلعون شهريًا على معرض "المدينة مأرز الإيمان" / إضافة أولى واخيرة ولفت النظر إلى أنه جرى تسليط الضوء على الدور العلمي للمدينة المنورة عبر العصور بوصفها مركزاً علميًا, من خلال وجود المكتبات الوقفية العامة بالمدينةالمنورة التي تزخر بآلاف المخطوطات والكتب العلمية النادرة, وكذلك وجود مجمع الملك فهد للعناية بالقرآن الكريم وطباعته ونشره إذ يعدّ المجمع الوحيد في العالم الذي يعتني بالقرآن وترجمته ودراسته ونشره. وأفاد أن المعرض يحوي أقساماً أخرى تتحدث عن بركة المدينةالمنورة وفضلها وحرمتها, ونشأتها, وهويتها وأصالتها العمرانية وما شهدته من مراحل تطوّر شاخصة خلال العهد السعودي الزاهر وازدهارها وتطور الناحية العمرانية فيها, كما خصّص قسم لاستعراض الناحية الاقتصادية لطيبة الطيبة وأثر الزراعة الاقتصادي في المدينةالمنورة قديماً وحديثاً, وأثر التجارة في المدينةالمنورة بوصفها مقصداً للزائرين وطريقاً للعابرين ما جعلها مركزاً لتبادل السلع. ويبرز في المعرض قسم خاص عن المسجد النبوي الشريف يضم رؤية كاملة متدرجة عبر العصور لكل مراحل بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال التصوّر التقريبي للمسجد عند تأسيسه, وبعد تحويل القبلة, وسلسلة لوحات متعددة بالمراحل التي مرّ بها المسجد في توسعاته عبر العصور, مع بيان تفضيلي لأبعاد كل توسعة من التوسعات منذ التوسعة النبوية التي أحدثها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر إلى التوسعات المتلاحقة التي تمت في العهد السعودي الحاضر. ولم يغفل المعرض مستقبل المدينةالمنورة, حيث يقدّم تصوراً لما ستشهده المرحلة المستقبلية للمدينة المنورة بدءًا بمراحل التوسعة الكبرى للمسجد النبوي في عهد خام الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وكذلك القفزة العمرانية والحضارية في طيبة الطيبة على مختلف الأصعدة, وتحولها إلى مدينة ذكية, بما في ذلك النهضة التي ستشهدها قطاع المواصلات. وبين الغفاري أن المعرض يحوي صالة مغلقة للعرض المرئي تستوعب نحو 50 زائراً يشاهدون فيها أفلاماً وثائقية تحكي جوانب من تاريخ طيبة الطيبة منذ عهد النبوة, مبينًا أن العرض روعي فيه أن يكون شاملاً ويقدّم في مدة وجيزة, وذلك من خلال خمسة برامج عرض تقدّم بست لغات تشمل (العربية, والإنجليزية, والأوردو, والفرنسية, والإندونيسية, والتركية) بحيث تتراوح مدة عرض البرنامج بين 27 دقيقة, فيما يصل المدة الإجمالية لكافة البرامج إلى ساعة وعشر دقائق تشمل خمسة عروض مرئية تتناول مقتطفات شاملة عن تاريخ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ماضياً وحاضراً. والتقت "واس" خلال جولتها في المعرض بعدد من الزائرين أثناء تجولهم بين أركان المعرض ومحتويته, حيث عبّر الزائر زروق عبدالله من وادي سويف بالجزائر عن إعجابه بجهود القائمين على المعرض والطريقة المثلى والمشوّقة لعرض تاريخ مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام, مشيراً إلى أنه اكتسب كماً من المعلومات الثقافية التي لم يكن يعرفها. ويقول الزائر سراوي أحمد من الجزائر أن زيارة المعرض منحته تصوراً شاملاً للمدينة المنورة التي شعّ منها نور الرسالة المحمدية الخالدة, مبيناً أنه حرص على توثيق ما شاهده ليستعيد هذا الكمّ من المعلومات القيّمة التي يحويها المعرض. وأبدى محمد حامد من العراق بإعجابه الشديد بما شاهده من مقتنيات ومعروضات داخل معرض " المدينة مأرز الإيمان" لافتاً النظر إلى أن المعرض يقدّم نبذة عن تاريخ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تحويه من إرث نبوي وآثار وتاريخ عريق يفخر به كل مسلم.