أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة في مكافحة التصحر ، على الرغم من قسوة الظروف المناخية التي تشهدها المملكة ، وأن ما يحدث في بلادنا من قصور في الوعي والثقافة البيئية مؤشر غير حضاري ، لافتاً إلى أن ارتفاع نسبة الوعي بأهمية العناية بالبيئة مقياس أساسي لتحضر المجتمعات الدولية وتقدمها ، وأن الواجب علينا جميعاً رفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة على البيئة . وأشار سموه إلى أن القيادة الحكيمة أيدها الله تسعى إلى نشر التوعية البيئية ومكافحة التصحر وإعادة التوازن البيئي للصحاري ، عبر وزارة البيئة والمياه والزراعة ، وتأكيد المسؤولية المجتمعية في الحفاظ على بيئات المناطق البرية من خلال الإسهام في إقامة الحملات الوطنية في مجال التشجير ، وإنشاء المحميات الطبيعية ، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة ، والحد من التعرية ، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع حماية الغطاء النباتي الطبيعي مع الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة في الري. وأرجع سمو الأمير فيصل بن مشعل مشكلة التصحر وتدهور الأراضي نتيجة لقلة الوعي والتوعية في المحافظة على البيئة ، والاستخدام الجائر للموارد الطبيعية التي هي مشكلة مثيرة للقلق ، خاصة في ظل استمرار التحديات الطبيعية والضغوط البشرية التي يترتب عليها تداعيات بيئية واقتصادية واجتماعية ، بالإضافة إلى العوامل المناخية السائدة ودورها الكبير في تفاقمها ، مؤكداً سموه أن على مؤسساتنا التعليمية تعميق الوعي البيئي لدى الطلاب والطالبات لما لهم من أثر في المجتمع ، من خلال إقامة برامج توعوية تستهدفهم باعتبارهم جيل المستقبل ، وعندما يكونون على وعي بالمشكلات البيئية من حولهم فسيسهمون مستقبلاً في مكافحتها وعلاج الظواهر التي تسبب الخلل البيئي ، مشيراً سموه إلى أن على الأسرة دور في تبني مهمة نشر الوعي البيئي ، وترسيخ القيم والمفاهيم وتجسيدها في هدف حماية البيئة. وقال سمو أمير القصيم: بدأنا مؤخراً بمبادرات مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لمكافحة تدهور الأراضي والتصحر والحد من آثاره البيئية والاقتصادية والاجتماعية ، كما أن لدينا الكثير من المحميات أو المنتجعات بالمنطقة (سفاري) والذي يأتي على رأسها وادي السهل تواكباً مع رؤية المملكة 2030. جاء ذلك في كلمة لسمو أمير منطقة القصيم خلال الجلسة الأسبوعية لسموه مع المواطنين أمس الاثنين بقصر التوحيد بمدينة بريدة ، بحضور صاحب السمو الأمير متعب بن فيصل الفرحان ، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ، وأصحاب المعالي والفضيلة ، ووكلاء الإمارة ، ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة ، وأهالي المنطقة ، حيث قدمت خلال الجلسة ورقة عمل "يداً بيد ضد التصحر" ، قدمها الدكتور محمد بن شايع الشايع ، من كلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود ،مؤكداً أن التصحر من المشاكل البيئية التي تؤثر في البشرية ومستقبلها ، وأن السلوك السلبي وقل الوعي والتوعية بأهمية المحافظة على البيئة من أسباب التصحر ، لافتاً إلى أن استعادة الغطاء النباتي عبر تكاتف جميع المؤسسات الحكومية وبدعم من الشراكة المجتمعية تساهم في الحد من التصحر. واستعرض الدكتور الشايع عوامل تدهور الغطاء النباتي وتدمير البيئة ، ومنافع الحدائق والمتنزهات والتشجير للصحة والبيئة ، مؤكداً أن العنصر الأكثر تأثيراً في نجاح الرسالة التثقيفية والتوعوية سلوك المواطن ، الذي هو مستقبل الرسالة التثقيفية ومحور ارتكاز عملية الاتصال ، مبيناً أن على الجهات المسؤولة بالزراعة الابتعاد عن الأشجار الدخيلة التي تشكل تهديداً للبيئة ، وتعتني بزراعة أشجار بيئة المنطقة نفسها ، داعياً أن تكون سياسة رؤية المملكة 2030 العودة لطبيعتنا وبيئتنا المحلية خالية من التصحر. وفي نهاية الجلسة ، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول أهمية التوعية للمحافظة على البيئة ومكافحة التصحر ، والتصدي للعوامل المسببة لتدهور الأراضي وتوسع التصحر وتبعاته السلبية على صحة الإنسان ونمط معيشته.