دشن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، بحضور معالي وزير الزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، المرحلة الثانية من منتزه عنيزة الوطني ضمن فعاليات اللقاء الثاني للمهتمين بالغطاء النباتي في المملكة المقام في عنيزة. كما دشن سموه ومعالي وزير الزراعة المعرض المصاحب للملتقى، ثم أُقيم حفل خطابي. وأوضح معالي وزير الزراعة أن رعاية سمو أمير منطقة القصيم لهذا اللقاء تأتي من حرصه على المحافظة على الغطاء النباتي في المنطقة؛ إذ تعد منطقة القصيم من المناطق الرائدة في هذا المجال. مبيناً معاليه أن هذا اللقاء يُعد الثاني بعد نجاح اللقاء الأول الذي عقد في محافظة الغاط، وخلص ب 18 توصية لوقف التدهور وإعادة التأهيل والتنمية والبحث والتدريب؛ إذ يشكل الغطاء النباتي أحد الموارد الرئيسية بالمملكة، وقد لعب دوماً دوراً مركزياً اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً بالنسبة لسكانها. وتتميز هذه الكنوز الطبيعية بتنوع كبير نتيجة للموقع الجغرافي المتميز للمملكة، ولتعدد بيئاتها، واتساع مساحتها. كما تتميز بقدرة هائلة على تحمل الظروف الطبيعية القاسية من جفاف وحرارة وملوحة وغير ذلك، بحكم تفاعلها مع هذه الظروف عبر العصور. وأشار المهندس الفضلي إلى ما تعانيه المراعي والغابات بجميع أنواعها، التي تسهم في توافر العشب للماشية، والخشب، والهواء النقي، والمنتزهات، وغير ذلك. وتتمثل المعاناة في التدهور وتدني الإنتاجية وتقلص التنوع الحيوي وتدهور التربة والتصحر. مرجعاً ذلك لأسباب عدة، من أهمها الرعي الجائر وقطع الأشجار والاحتطاب والتوسع الحضري والتنزه العشوائي وانخفاض مستوى الوعي البيئي لدى المربي والمتنزه والمواطن بشكل عام. وأفاد معاليه بأن الدولة بذلت جهوداً مهمة لوقف هذا التدهور، ولإعادة تأهيل الغطاء النباتي، وتنميته، وتحقيق إدارته المستدامة. ومن هذه الجهود اعتماد التشريعات والسياسات والخطط الضرورية، ومنها نظام المراعي والغابات ولوائحه التنفيذية، وإعداد استراتيجية الغابات والخطة الوطنية لمكافحة التصحر والخطة الوطنية للمراعي (قيد الاعتماد). كما تبذل جهوداً لأجل تحقيق الإدارة والتنمية المستدامة لهذا الغطاء النباتي والتوسع في التشجير وتحسين المراعي، وغير ذلك. وطالب المهندس الفضلي بتضافر جميع الجهود الجادة من قِبل كل المهتمين أفراداً ومؤسسات، حكومية وغير حكومية وقطاعاً خاصاً وجمعيات، للمحافظة على هذا الكنز الطبيعي وغطائنا النباتي وتنميته المستدامة. وتطلع معالي وزير الزراعة للاستفادة من تجربة محافظة عنيزة في مجال المحافظة على الغضا، وإنشاء شبكة تشكل منبراً لتبادل المعلومات والآراء، وتنسيق العمل الخاص بالغطاء النباتي، تجمع بين كل المهتمين بهذا المورد المهم، وتعزز التعاون بينهم وبين وزارة الزراعة، وزيادة تعزيز الشراكة بين وزارة الزراعة وجميع المهتمين والمستفيدين من الغطاء النباتي من أجل المحافظة عليه، وتحقيق إدارته وتنميته المستدامة، وإيجاد الآلية المناسبة والفعالة لتعزيز دور المهتمين بالغطاء النباتي الطبيعي في مجالات الحماية وتطبيق النظام والإدارة المستدامة والتشجير. يُذكر أن اللقاء يتكون من ندوة وورش عمل ومعرض، تقدم فيها الجهات المشاركة مساهمتها في جهود الحفاظ على الغطاء النباتي وتنميته وزيارة ميدانية لكل من المنتزه الوطني والمشتل بعنيزة ومواقع الغطاء النباتي. إلى ذلك أشاد الأمير فيصل بن مشعل بمشاركة الدفاع المدني بمحافظة عنيزة بالملتقى الثاني للمهتمين بالمحافظة على الغطاء النباتي، مؤكداً سموه أن هذه المشاركات والأعمال تستحق التقدير؛ إذ إنها تساهم بشكل مباشر في تقديم المزيد من الأدوار التوعوية والتثقيفية لأفراد المجتمع للمحافظة على سلامتهم في كل مكان. كما أثنى - حفظه الله - على معرض الدفاع المدني في الملتقى، واطلع سموه الكريم على محتويات وأركان المعرض. وكانت إدارة الدفاع المدني بعنيزة قد شاركت بمعارض توعوية في مهرجان الغضا، اشتملت على برامج وأنشطة توعوية وتدريب على كيفية التعامل السليم مع وسائل السلامة والإنقاذ، قُدمت للزوار بمختلف فئاتهم العمرية. كما تشارك الإدارة أيضاً في فعاليات الملتقى الثاني للمهتمين بالمحافظة على الغطاء النباتي بالمملكة، الذي تستضيفه مديرية الزراعة بعنيزة لمدة 8 أيام.