اختتم المنتدى الاستراتيجي بين جمهورية أذربيجان ومجلس التعاون الخليجي أمس فعالياته التي عقدت ليومين في العاصمة الأذربيجانية باكو بتنظيم من الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليجي العربية ووزارة الاقتصاد الأذربيجانية. وأعرب معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني الشكر والتقدير لحكومة جمهورية أذربيجان لاستضافتها هذا المنتدى ، لافتا النظر إلى أن المنتدى يؤكد الرغبة الصادقة في النهوض بمستوى العلاقات الخليجية الأذربيجانية إلى المستوى الذي يحقق تطلعات قادة دول مجلس التعاون والرئيس الأذربيجاني إلى المزيد من التعاون الشامل في مختلف المجالات . وأشاد بالنقلة النوعية التي حققها الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وأذربيجان في تطور العلاقات بين الجانبين منذ توقيع مذكرة التفاهم بين الأمانة العامة لمجلس التعاون ووزارة الخارجية بجمهورية أذربيجان في 12 يونيو 2013 في مدينة باكو، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الخليجية - الأذربيجانية ودعمها وتطويرها في مختلف المجالات. وأكد الدكتور الزياني أن انعقاد هذا المنتدى خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة ، وزيادة استثمارات رجال الأعمال في العديد من المجالات، وتشجيع السياحة بين الجانبين وإزالة العوائق لزيادة التبادل السياحي ورفع حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وأذربيجان ، وتوسيع آفاق علاقاتها الخارجية ، وتعزيز علاقات الشراكات الاستراتيجية الدولية، وتفعيل اتفاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني مع الدول الصديقة ، مشيراً إلى تأسيس هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية رفيعة المستوى بتوجيه من قادة دول مجلس التعاون لضمان تكامل تلك الرؤى الاقتصادية وترابطها تحقيقاً لوحدة اقتصادية خليجية في حلول عام 2025. وأشاد الأمين العام لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية عبدالعزيز العجيل بتضافر الجهود لتنمية التعاون المستمر بين جمهورية أذربيجان ودول مجلس التعاون الخليجي ، مشيرا إلى أن عام 2013 شهد بناء علاقات اقتصادية وتجارية تربط بين الجانبين ، من خلال مذكرة تفاهم وقعت لتخدم الإطار المؤسسي لهذا التعاون ، مما أسهم في تعزيز حجم التبادل التجاري فيما بينهما ، حيث نمت قيمته من نحو 81 مليون دولار أميركي عام 2014، لتصل إلى ما يزيد على 86 مليون دولار عام 2016، وبمعدل نمو سنوي مركب بلغ نحو 3.2 % خلال هذه الفترة، حيث ازدادت قيمة صادرات دول المجلس إلى أذربيجان بما يزيد عن خمسة أضعاف قيمة وارداتها من أذربيجان عام 2016، وقد بلغ حجم الصادرات الخليجية نحو 74 مليون دولار، مقابل نحو 13 مليون دولار من الواردات الأذربيجانية. من جهته أكد وزير الاقتصاد في أذربيجان شاهن مصطفايف أهمية المقترحات التي قدمها اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي في الورقة التي قدمها الأمين العام للاتحاد عبدالرحيم نقي بخصوص تنمية العلاقات مبدياً موافقته عليها جاء اهمها الاستفادة من البيئة الاستثمارية الجاذبة في أذربيجان والتي تتيح له البيئة الاستثمارية المناسبة ، إلى جانب الفرص الاستثمارية الواعدة ، خاصة في المجالات السياحية والزراعية والغذائية والصناعية ، لاسيما وان سوق أذربيجان يعتبر من الاسواق الواعدة يمكن الاستفادة منه للمنتجات الخليجية ورفع معدلات الصادرات الخليجية لأذربيجان وإعادة توزيعها وتسويقها إلى الدول المحيطة التي تتمتع بقوة شرائية بأسواق كبيرة ، وكذلك تنظيم معرض خليجي في عام 2018م بالعاصمة باكو ويكون الهدف منه ترويج المنتجات الخليجية وإقامة علاقات أوثق ما بين اذربيجان ودول مجلس التعاون الخليجي ، مبديا ترحيبه بتخصيص بوابة خاصة للمستثمرين الخليجيين يمكنهم من خلالها تسهيل تسجيل الشركات التجارية الخليجية، إلى جانب إقامة الخطوط الملاحية بين أذربيجان ودول مجلس التعاون الخليجي. وسيتم دراسة مقترح تخصيص بعض الأراضي الزراعية من أجل إقامة مشاريع زراعية يستفيد منها الشعب الأذربيجاني في توفير أعمال جديدة أمام المواطن الأذربيجاني الصدى الإيجابي وكذلك تخفيض الرسوم الجمركية على الصادرات الخليجية التي قد تصل في بعضها إلى 200% حيث أن ذلك يعتبر أحد المعوقات في تطوير التجارة، وكذلك تسهيل إجراءات فتح الاعتمادات المالية، مما يدعو إلى أهمية إعداد تأسيس بعض البنوك والمؤسسات التمويلية الخليجية الأذربيجانية من أجل تمويل الصناعات الخليجية والأذربيجانية . وتضمنت محاور وفعاليات المنتدى عدة عروض مرئية استهدفت رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري ، وخلق فرص استثمارية بين الجانبين الأذري والخليجي ، كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين مؤسسة التصدير والاستثمار في اذر بيجان وكل من مجلس التعاون الخليجي والغرفة التجارية الصناعية في ينبع ، ومعهد المواصفات والمقاييس في أذر بيجان وهيئة المواصفات والمقاييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.