استقطبت ورش العمل الفنية المقامة ضمن المعرض الثاني لفنون الطفل تحت شعار "بيئتنا بألواننا الجميلة" ونظمته وكالة وزارة الثقافة والاعلام للشؤون الثقافية بالتعاون مع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)،في مركز الملك فهد الثقافي آلاف الأطفال في رابع أيام المعرض على التوالي والتي يقدمها نخبة من المدربين المعتمدين بوزارة التعليم . واستهدفت الورش الأطفال من (6 الى 15) سنة وأولياء الأمور وهدفت إلى الارتقاء بالمستوى الفني لدى الأطفال وتنمية قدراتهم وملكاتهم الإبداعية، وإكسابهم المهارات اليدوية المختلفة، وتعليمهم كيفية الحفاظ على البيئة في تدوير بعض الخامات من خلال أفكار مبتكرة، وتنشئة جيل جديد من المبدعين والفنانين الصغار . ووجّهت المدربة فوزية الخميس في ورشتها (الطيور من بيئتنا) نصائح عامة للأطفال عن أهمية الطيور ودورها في التوازن البيئي وإيجابياتها وسلبياتها وأنواعها ومسمياتها وأماكن تواجدها وعن طرق تربية الطيور وكيفية تغذيتها في المنزل والعناية بها وبعض الأمراض التي تسببها تربية الطيور، مستعرضة لصور قامت بالتقاطها لثمانين نوع من الطيور في مختلف مناطق المملكة . وأشارت الخميس إلى أن المملكة تزخر بأنواع كثيرة من الطيور بما يقارب 470 نوع، منوهة بجهود ودور الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والتي من ثمراتها وجود المحميات الطبيعية في مختلف مناطق المملكة . وأكد المدرب مجاهد عبدالمنعم في ورشته (تحليل رسوم الأطفال)، التي استهدفت أولياء الأمور والمعلمين أن الرسم هو صمّام الأمان للطفل فهو وسيلة التعبير عن ذاته، ومشاعره، وطموحاته، وأحلامه الحالية والمستقبلية وليس مجرد نشاط يمارسه، كما يعبر من خلاله عن الأمور التي يحبها والأمور التي يكرهها، فكل رسمة وخربشة يرسمها لها مدلول في علم النفس، ثم أجاب على بعض الأسئلة والاستفسارات المطروحة ودلالات وخصائص الرسومات المعروضة في المعرض بحسب العمر الزمني لمعرفة أنماط سلوك الطفل والمشاكل التي يعاني منها وطرق علاجها . وأوضح المدرب عيسى التميمي في ورشة (رسام كاركاتير) أن فن الكاركاتير فن ساخر وناقد يتطلب من صاحبه الكثير من الحرفة والجرأة سواءً كان إيجابياً او سلبياً، وأنه اعتمد في ورشته على تقديم مبادئ تقنية بسيطة تتجسد في استخدام الأشكال الهندسية من مثلثات ودوائر ومربعات، مع إضافة بعض اللمسات النهائية، ليصل الطفل إلى الشكل الذي يريد تصويره، ضمن ما يتيحه فن الكاريكاتير من إمكانيات وتنوعات بالأشكال، مؤكدا أن الطفل متى استطاع أن يرسم الأشكال الهندسية بدون استخدام الأدوات المساعدة فإنه قادر على انجاز رسوم جميلة ومتقنة، مشيرا إلى تطور فن الكاريكاتير مع تطور المجتمعات باستخدام تقنية البعد الثالث فأصبح أقرب للواقعية . وحرص الخطاط عبدالرحمن العنزي في ورشة (الخط العربي) على تبسيط الحروف للأطفال بشكل متقطع في البداية وإتقانها ويليه كتابة الحروف بشكل متصل، وسلط الضوء على معرفة المسكة الصحيحة للقلم، مؤكدا أن الأطفال منذ سن الخامسة قادرين على مسك القلم بالشكل الصحيح والكتابة بخط جميل باستخدام طريقة التنقيط . يذكر أن المعرض الثاني لفنون الطفل يختتم غدا ويأتي في إطار سعي وزارة الثقافة والإعلام إلى توجيه اهتمامها بالأطفال بما يدفع باتجاه تطوير ذائقتهم اللغوية والفنية، ضمن إطار يجمع بين التعليم والإبداع ومختلف أشكال التعبير الفني .