شهدت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العالمي للإفتاء الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، مناقشة سُبل التصدي للفتاوى الشاذة خاصة التي تمس حياة المواطنين، وأهمية الرجوع لمرجعيات دينية رسمية للتعامل مع القضايا الاجتماعية من منظور شرعي، بالإضافة إلى بحث الآثار السلبية للفتاوى الشاذة على أمن واستقرار المجتمعات ودور المؤسسات الدينية في مواجهة تلك الفتاوى . وأشار المشاركون في جلسة اليوم التي عُقدت برئاسة رئيس ديوان الوقف السني بالعراق الدكتور عبد اللطيف الهميم، ومشاركة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محيي الدين عفيفي، إلى أهمية دور الأزهر والمؤسسات الدينية المصرية في نشر صحيح الدين والتصدي للفتاوى المتطرفة ، مطالبين بتفعيل التعاون بين مصر ومختلف المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي لتنسيق جهود التصدي للفتاوى الشاذة . وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في كلمته أمام الجلسة، أهمية دور الفتوى في نشر الوعي المجتمعي، وحث الناس على الابتعاد عن الغلو والتطرف، وبيان حقيقة المقاصد الشرعية، مما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الشامل . وأوضح عفيفي أن الجرائم التي يرتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية تتناقض مع قدسية الحياة التي أقرها القرآن الكريم، والإسلام بعقيدته السمحة التي جاءت لإشاعة الرحمة والأمن والسلام، مشددًا على دور الفتوى في التصدي للفساد والإفساد والتخريب . ودعا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إلى تكييف الفتاوى لتتفق مع واقع الناس وأحوالهم ومعيشتهم لأن الشريعة جاءت لرعاية مصالح الناس، محذرًا مما أصاب العالم من انتشار موجات التكفير والإرهاب واستباحة الدماء، مما يلقي بالمسؤولية الكبيرة على المفتيين ودُور الفتوى في مواجهة هذا البلاء والتخريب الذي بات يهدد أمن واستقرار المجتمعات . بدوره، طالب عضو المجلس العلمي المغربي لأوروبا الدكتور مرزوق أولاد عبدالله، بضرورة التعاون بين الأزهر والمؤسسات الدينية في مصر وكافة المؤسسات الدينية في العالم للتصدي للفتاوى الشاذة التي تضر باستقرار المجتمعات الإسلامية، داعيًا إلى الاهتمام بالفتاوى الخاصة بالجاليات الإسلامية في الدول الأوروبية .