اختتم معرض ( الفيصل..شاهد وشهيد) أمس في المتحف الوطني بمدينة أستانة عاصمة جمهورية كازاخستان فعالياته ، بتنظيم من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية،كأول معرض عربي يقام في كازاخستان وأيضاً في بلدان رابطة الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي سابقاً، وأول محطة خارجية لمعرض "الفيصل: شاهد وشهيد". وبلغ عدد زوار المعرض، الذي تناول جانب كبير من حياة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ونشاطاته وعرض المقتنيات التاريخية النادرة والمواد الشخصية للملك الراحل، أكثر من 10 آلاف زائر، حيث شهد طوال فترة إقامته التي امتدت لمدة شهر تقريبا إقبالاً كبيراً من الجمهور من أبناء الشعب الكازاخي والجاليات العربية والإسلامية والغربية الموجودة في كازاخستان؛ ما دفع المسؤولين في كازاخستان إلى المطالبة بتمديد فترة إقامة المعرض . وأتاح المعرض لزواره العودة إلى تاريخ المملكة في فترة حكم الملك فيصل (1964-1975م)، والتي كانت بداية تنفيذ الإصلاحات التي طرحت جميع المجالات في حياة المجتمع السعودي، ووثق مسيرة الفيصل الحافلة بالمواقف التاريخية والمبادرات المؤثّرة على مستوى الوطن والمنطقة والعالم . كما عرض الكثير من المعلومات الموثقة بالصور المختلفة عن رحلات الراحل، ومواقفه السياسية من القضايا العالمية والإقليمية والمحلية، والأفلام الوثائقية ذات القيمة التاريخية التي تستمد أهميتها من تلك الفترة التي عاشها الملك الراحل قائداً قوياً ومظفراً لهذه البلاد في عالم يموج بالاضطرابات العالمية . ويسعى معرض (الفيصل: شاهد وشهيد) إلى التعريف بشخصية الملك فيصل بوصفه نموذجاً للقائد التاريخي، الذي يذكر الجميع مواقفه وخطبه ومبادراته التي أثّرت في العالم خلال مدة حكمه. واشتمل على أهم مقتنيات الملك الفيصل الخاصة، وصور لأبرز مراحل حياته منذ الولادة حتى الاستشهاد، إضافةً إلى عددٍ من المخطوطات والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي توثّق تاريخ الفيصل وما اسداه من خدماتٍ للأمتين العربية والإسلامية على مدى أكثر من نصف قرن، وكذلك مجموعة من خطبه الشهيرة، وعدد من الوثائق المكتوبة والمرئية والصوتية التي تبرز مواقفه إزاء القضايا المحلية والإقليمية والدولية . ويحتوي المعرض أيضاً على عدد من القطع الأثرية من التاريخ الإسلامي التي يضمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تشمل قطعةً من كسوة الكعبة المشرفة، وقطعاً تاريخية تغّطي المدة من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الهجري، تتوّزع على: أدوات منزلية، آلات قتال وحرب، مكّونات صناعة الكتاب وفنونه، آلات طبية، ومسكوكات، وكذلك جهاز راديو يعدّ من أوائل الأجهزة المستخدمة في المملكة . وعلى هامش إقامة معرض (الفيصل: شاهد وشهيد)، وقع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مذكرة تفاهم مع جامعة «ل. ن. جوميليوف الأوروآسيوية الوطنية» بكازاخستان لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي في مجال الثقافة والتراث وزيادة فعالية التبادل العلمي. فيما تم خلال مراسم الافتتاح تقديم كتاب "الفيصل... شاهد وشهيد" الذي ترجم إلى اللغة الكازاخية والروسية .