أقيم في العاصمة الأسبانية مدريد المؤتمر الدولي حول ضحايا العنف العرقي والديني في الشرق الأوسط، بمشاركة عدد كبير من ممثلي الدول ومنظمات الأممالمتحدة والمنظمات الحكومية والأهلية التي تعمل في الشرق الأوسط وعدد من الأفراد والمؤسسات الدينية. كما شارك معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر في جلسات المؤتمر الذي احتضنه قصر البارود الملكي. وتحدث جلالة الملك فيليب السادس ملك مملكة أسبانيا، عن أهمية اللقاء وأهمية حماية مكونات المجتمع على أساس المواطنة المشتركة من خلال تعزيز العلاقة بين الأفراد والمؤسسات وصانعي القرار السياسي. وأكد أهمية استخدام جميع الوسائل ومنها الحوار بين مكونات المجتمع لتعزيز المشترك بينهم وبناء الثقة للإسهام في ترسيخ الأمن والسلام وتعزيز قيم التعايش. كما أكد جلالته أهمية عضوية مملكة أسبانيا في تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات مع المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا والفاتيكان، مشيراً إلى أهمية رسالته وبرامجه الهادفة إلى تعزيز مساهمة الأديان في بناء السلام والتعايش. وبهذه المناسبة عبر معالي الأستاذ فيصل بن معمر عن شكره وتقديره لجلالة ملك أسبانيا وللحكومة الأسبانية مقدرًا تلك الجهود الكبيرة التي بذلت، وتقدير مساهمة أسبانيا في المركز وفي تنظيم اللقاءات العالمية ومنها هذا اللقاء. كما قدم الشكر لمعالي وزير الخارجية الأسباني الذي أكد إعتزاز أسبانيا ودعمها لنشاطات المركز وبرامجه خصوصاً برامجه المتعلقة في تعزيز التفاهم والتعاون بين القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية تحت مظلة المواطنة المشتركة وبرامجه الموجهة للشباب لإعداد قيادات شبابية في المؤسسات الدينية للإسهام في بناء السلام ومكافحة العنف والتطرف من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وبرامجه المتعلقة في بناء جسور من التعاون بين الكليات والمؤسسات الدينية المتنوعة لترسيخ قيم الحوار والتعايش. وألقى معالي الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن معمر كلمة المؤتمر أكد فيها أهمية بناء جسور من التواصل وتجويد العلاقة بين الأفراد والمؤسسات وصانعي القرار السياسي، وتنسيق الجهود لمكافحة العنف والتطرف وترسيخ التعايش والتفاهم لتحقيق الأمن والسلام. كما أكد أهمية المؤتمر العالمي الذي عقد في المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ومشاركة الرئيس الأمريكي وأكثر من 55 دولة إسلامية، لتأسيس تحالف إسلامي عالمي لمواجهة التطرف والإرهاب، حيث كان عنوان المؤتمر "قمة السلام والتعايش المشترك"، ونتج عنه تأسيس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، الذي سيكون أكبر مشروع عالمي لمكافحة الفكر المتطرف. وأكد ابن معمر أن لقاء مدريد حقق قفزة نوعية في الجمع بين قيادات دينية وبين صانعي القرار السياسي من خلال الدول أو من خلال المؤسسات الدولية والمدنية العاملة في مناطق الصراعات. وتحدث عن جهود المركز وقال: إن مهمتنا الأساسية هي جمع القيادات الدينية وصناع القرارات في العمل الحواري لإيجاد حلول يستطيع كلا الطرفين القيام بدعمها من خلال مساندة صناع القرار السياسي وإيجاد الحلول التي تناسب المجتمعات بناءً على معتقداتها وتقاليدها وتوحيد الجهود لمكافحة التطرف والتعصب والكراهية واستغلال التعاليم الدينية لتبرير العنف، مشيرًا إلى أن القيادات الدينية وصناع القرار بحاجة إلى بناء مناعة مجتمعية ضد فيروس الكراهية والعنف والتطرف. وأشار إلى المؤتمر الذي سينظمه المركز في شهر فبراير لعام 2018م، موضحًا أنه سيتم تدشين أول منصة مشتركة لأتباع الأديان في العالم العربي لمساندة برامج التعايش وبناء السلام، بهدف تأسيس وتعزيز قيم المواطنة المشتركة، واحترام التنوع، وأنه بإمكان المنصة أيضاً ان تقوم بدور إنذار مبكر للأزمات المسببة للتطرف والتعصب. وقال : نحن في مركز الحوار العالمي لدينا قناعة تامة بأن أي حل لأزمة العنف العرقي والديني في الشرق الأوسط يجب أن يكون حلاً شاملاً لجميع أتباع الأديان، على أساس المواطنة المشتركة وحماية التنوع والحريات، ونحن نساعد القيادات الدينية وصناع القرارات في إيجاد أسس للثقة التي تؤدي إلى التعاون في صنع وتنفيذ القرارات. ولفت الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات النظر إلى أن سبب تركيزهم على الحوار بين الأفراد والمؤسسات الدينية والمؤسسات المدنية والسياسية هو لسبب جوهري، حيث ينتمي حوالي ال 80% من سكان العالم إلى ديانات متنوعة وبمجرد توفير ومنح حلول شاملة فإننا نسهم في تمكّين القيادات الدينية لمساندة صناع القرارات لمواجهة التطرف الديني والإيديولوجي، ومكافحة التطرف والكراهية.