حذّرت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي من استغلال تدابير "مكافحة الإرهاب "، واستخدامها وسائل لانتهاك حقوق الإنسان الأساسية ، مثل استهداف الأقليات أو العمل باسم الأمن على قمع الحق في حرية التعبير وفي تكوين الجمعيات وفي التجمع السلمي . وأضافت أنه في الوقت الذي يستهدف فيه الإرهاب المدنيين الأبرياء ، يصبح العديد من المدنيين الأبرياء ضحايا لحملات مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم ، إذ لا يمكن أن تبرر محاربتها باستخدام وسائل غير سليمة لمحاربته. وأعتبرت الهيئة أن مكافحة الإرهاب التي تنتهك حقوق الإنسان مخالفة للقانون الدولي ، فضلاً عن أنها تسفر عن نتائج عكسية يمكن أن تؤدي إلى إعادة إنتاج الأسباب الجذرية لها ، وهي بذلك ترسخ البيئة الحاضنة للتطرف ، وتعمق الفجوة بين الحكومات وشعوبها في مجال المحاربة المشتركة للإرهاب . وعن الوضع في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي ، ذكر مشروع تقرير الأمن البشري ، وهو عبارة عن مركز أبحاث مستقل ينتمي لجامعة سايمون فرازر في فانكوفر بكندا ، أنه خلال الفترة بين عامي 1946م ، و2005م ، أمضت 53 دولة عضواً في منظمة التعاون الإسلامي ما مجموعه 621 عاماً في النزاعات ، أو ما معدله 11.7 عام للبلد الواحد . وأضاف التقريرأنه خلال تلك الصراعات ، قُتل ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص في مختلف دول المنظمة ، ووفقاً لقاعدة بيانات أوبسالا للنزاعات ، بمقر جامعة أوبسالا في السويد ، ازداد العدد الإجمالي للصراعات في الدول الأعضاء في المنظمة من 12 في العام 1975م إلى 30 في العام 1999م ، ثم انخفض إلى 16 في 2003م ، وارتفع نسبة الى ذلك الحين 24 اعتبارا من العام 2011م . وفي هذا السياق أعلنت الهيئة أن جلسة النقاش المواضيعي للدورة العادية الحادية عشرة التي ستعقد في مقرها بمدينة جدة ، خلال الفترة من 7 11 مايو 2017م ، ستكون بعنوان "حماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب ، مشيرةً إلى أن النقاش سيكون مفتوحا لأعضاء الهيئة والدول الأعضاء ، فيما يفتتح الجلسة رئيس الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان ، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. ويهدف النقاش المواضيعي في هذه الدورة إلى تحليل السياق العام للمبادرات الدولية والإقليمية وتلك الخاصة بمنظمة التعاون الإسلامي والمتعلقة بمكافحة الإرهاب ، وتأثيرها على التمتع بجميع حقوق الإنسان ، وتعزيزالروابط بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وغيرها من هيئات حقوق الإنسان التي تتعامل مع مكافحة الإرهاب لتبادل التجارب ، والخبرات ، وأفضل السياسات وبرامج بناء القدرات ، إضافة إلى بيان التحديات المحددة في مجال حقوق الإنسان ، وتوفير التوجيه والأدوات العملية للممارسين ، وتدابير مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان ، وذلك لضمان الامتثال للضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان عند مكافحة الإرهاب. ويبحث المشاركون أيضا السبل وتحليل الوسائل الكفيلة بتعزيز التشريعات الوطنية وخطط العمل التي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان ، إلى جانب إبراز دور المجتمعات المحلية والمجتمع المدني والإعلام في مكافحة الإرهاب ، بما في ذلك تعزيز حقوق الإنسان .