نظمت الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة اليوم, ندوة بعنوان (العمل الحر خيار لمستقبلي)، بالشراكة مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وذلك بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي، ونائب محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة فايز الفايز، وبمشاركة عدد من المسؤولين والمستشارين والخبراء في مجال ريادة الأعمال على مستوى المملكة، ضمن الجهود التي تقوم بها الجامعة للتعريف بمفهوم ريادة الأعمال وتشجيع طلابها الخريجين على الالتحاق بمجال العمل الريادي عن طريق الابداع والابتكار . وتناولت الندوة أربعة محاور شملت بحث مفهوم ريادة الأعمال كمنهج تفكير، وأثر العمل الحر على العلم والدعوة، والموازنة بين الشهادة والريادة، وتوليد الأفكار ووضع الخطط مع استقطاب رأس المال والتشغيل، وأخيراً دور برامج ريادة الأعمال في تمكين طلاب الجامعة من مهارات العمل . وافتتحت الندوة بكلمة لمعالي مدير الجامعة, رحب فيها بالمتحدثين والمشاركين، وأكد سعي الجامعة للمشاركة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وبرامج التحول الوطني 2020 من خلال دعم مبادرات ريادة الأعمال، ومعالجة الصعوبات التي قد تواجه المبدع والمبتكر في بداياته، مشيرًا إلى أن الجامعة استحدثت مؤخراً ضمن الهيكل التنظيمي الجديد قسماً مختصاً بريادة الأعمال يتبع لإدارة قطاع الأعمال ، لتلبية حاجات ومتطلبات السوق ولمساعدة طلابها على تحقيق أهدافهم المستقبلية والمشاركة في صنع جيل من الرواد من خلال تنمية فكر التحول إلى العمل الحر وتحفيز فكر الريادة والعمل الخاص . بعدها تحدث المستشار خالد بن محمد الزامل, في ورقة عمل خلال الجلسة الأولى عن المنطلقات والتبعات في مجال العمل الحر، موضحاً أن مفهوم ريادة الأعمال مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصطلح التفكير، ومشيراً إلى أن رائد الأعمال يحتاج إلى الكثير من المهارات مثل التحلي بالتفكير المتوازي والقدرة على تقمص شخصيات متعددة والمناوبة بينها وفق الموقف الذي يواجهه في حياته العملية. وفي الجلسة الثانية قدم رائدا الأعمال المهندس عبدالله بن خالد الزامل, والدكتور محمد الركيان, ورقتي عمل تضمنت نشأة ريادة الأعمال على مستوى العالم وحاجة العصر الحاضر للمزيد من الابتكارات والابداعات التي تخدم البشرية واستغلال وسائل التقنية الحديثة في هذا المجال، وتسليط الضوء على مبادئ العمل الريادي, لافتين الانتباه إلى أن كثير من أصحاب التخصصات النظرية يعتقدون بأن مجال دراستهم لا تتفق مع أفكار العمل الحر، وأن تخصصاتهم تقف أمامهم مقابل خوض مجال الاستثمار والتجارة ، مما يجعلهم يظنون أن العمل الحر حاجز عن تطوير الذات علمياً أو ثقافياً. فيما تناول الباحثان فواز بن محمد المنصور , وريان الطعيمي في الجلسة الثالثة موضوع الموازنة لطالب الجامعة بين الشهادة والريادة، مؤكدين بأن هذه الموازنة باتت تحول دون جني ثمار حاضنات ريادة الأعمال، رغم أن الشهادة هي ورقة تشهد لحاملها بأنه تمكن من اكتساب المعرفة في مجال تخصصه، والريادة تعني الاستفادة القصوى من تلك المعرفة لتطبيقها بشكل عملي، مما يدل على التكامل بينهما . وبحث المشاركون في الجلسة الثالثة فتح آفاق مستقبلية واسعة لطلاب الجامعة وخريجيها عن طريق الخروج من مجال التفكير في مجالات عمل محدودة، مشيرين إلى أن الكثير من الخريجين يصطدمون بالواقع الذي يجبرهم على تغيير مسارهم والبحث عن مجالات أخرى لا يعرفونها ولم يسمعون بها قبل بسبب بعدها عن تخصصاتهم . وشهدت الجلسة الرابعة حوارا مفتوحا مع نائب محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة عن دور برامج ريادة الأعمال في تمكين طلاب الجامعة بمهارات العمل، حيث أكد على أن ريادة الأعمال لا تنحصر في المبادرة بتأسيس منشأة جديدة لغرض الاستثمار بالجهد الذاتي بل تتعداه لتنمية قدرات المرء ليصبح رياديا في إطار منشأة قائمة سواء كانت تلك المنشأة خاصة أو عامة وسواء هدفت إلى الربح المالي أم لتحقيق مكاسب أخرى اجتماعية . وعرضت الندوة مبادرة الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة لدعم قطاع ريادة الأعمال قدمها رئيس فريق مبادرة ريادة الأعمال،الدكتور تركي الغامدي مبينا مبادرة الجامعة لريادة الأعمال والخطة التي وضعتها الجامعة للبرنامج . وأوضح الدكتور الغامدي أن البرنامج ضمن برنامج التحول الوطني وهي مبادرة تدعم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس نحو ريادة الأعمال. وتهدف المبادرة إلى تحسين البيئة التعليمية عبر ثلاث أهداف الأول نشر ثقافة الإبداع والابتكار بين الطلاب والثاني إقامة دورات وورش عمل متخصصة في ريادة الأعمال والثالث دعم الأفكار المميزة وتحويلها إلى منتج يمكن تسويقه.