نظم النادي الأدبي الثقافي بالحدود الشمالية أمس، محاضرة بلاغية بعنوان "قراءة في إعجاز أسماء السور القرآنية "، قدمها عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية بدر بن طاهر العنزي . وبدأ العنزي محاضرته بالحديث عن أهمية العنوان في النصوص الإبداعية, والتأكيد على أنَّ شعرية العنوان بدأت موازية لشعرية النص عند بعض النقاد المعاصرين ؛ لقيام العنوان بدور فاعل في تجسيد شعرية النص وتكثيفها . واستعرض المحاضر العنزي تاريخ العنونة في الشعر العربي القديم , والمؤلفات في التراث البلاغي والنقدي, وصولًا إلى استقراره كعلم مستقل ( علم العنونة )، في الدرس النقدي الحديث . ووقف عند أبرز المساهمين في صياغة العلم في النقد الحديث كجيرار جينيت , وليو هوك , وغولدمان , وغيرهم . وأكّد أن دراسة العتبات لجيرار جينيت أهم دراسة علمية ممنهجة في مقاربة العتبات بصفة عامة , والعنوان بصفة خاصة, ثمّ تحدث عن وظائف العنوان بين الدرسين : القديم والحديث . وقام بإجراء مقاربة بين الأسماء والعنونة ؛ ليؤكد أن الأسماء عنونة لمسمياتها, وحول هذه القضية استعرض في التطبيق حول أسماء القرآن الكريم , وأسماء سوره , مؤكدًا العلاقة الوطيدة بينهما منطلقًا من نصوص تراثية لابن القيم والجاحظ والبقاعي . وأفرد محورًا لزمنية العنونة , وأساليبها غير المباشرة في الشعر العربي القديم كالعنونة بالمطالع , وبحرف الروي مع إضافة النص لقائله , وغيرهما من الطرق التي هي أقرب للوصف العام . ووقف عند مراحل مبكرة للعنونة كديوان أبي العلاء المعري ( سقط الزند ) الذي يراه بعض الباحثين يمثل شيئًا من مفهوم العنونة المعاصرة . وختم العنزي محاضرته بتطبيق مطول على سورتي .. الكهف والنور عبر الحقول الاشتقاقية والدلالية والوظيفية ؛ ليربط اسم السورتين بمقصدهما العام , وموضوعاتهما المتنوعة , وبعض خصائص الاسم البلاغية والموضوعية .