تقرير / سوق "هروب".. تجمّع تجاري وشعبي تغطيه سماء جازان/ إضافة أولى واخيرة وفي حدى أركان السوق، يُمارس أحمد بن سالم الغزواني مهنة الحدادة على مدى 60 عامًا متنقلا بين الأسواق الشعبية في كل من صبيا والعارضة وبيش، فيما يكون يوم الأحد موعده الأسبوعي في سوق هروب، وبذات المهنة يجاوره الحداد محمد بن أحمد غماري الذي ظل وفيًا لمهنته التي ورثها من والده ، وهو يفتخر بمشاركاته على مدى 20 عامًا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية إلى جانب مشاركات أخرى في دبي وسوق عكاظ ومهرجان جازان الشتوي ، مؤكدا أن مهنة الحدادة مصدر قوت يومه. وينتظم باعة الحلويات المحلية في السوق الشعبي مع نظرائهم من باعة النباتات العطرية التي تفوح بروائحها الذكية حيث تجد رواجا واسعًا وإقبالًا كبيرًا من المتسوقين ، فلا يكاد باعة تلك النباتات أن يوافوا الطلب المتزايد عليها . ويجد الزائر لسوق "هروب" الفرصة سانحة لمعرفة تاريخ المحافظة وتراثها وماضيها التليد من خلال تلك المعروضات التي تقف شاهدًا حيًّا ورمزًا لثقافة الإنسان وحضارته قديمًا ، حيث تبرز أدوات الزراعة التقليدية وغيرها من الأدوات التي استخدمها الإنسان في حياته قديما . وتشارك المرأة المنتجة في سوق هروب الأسبوعي بفاعلية من خلال ركن خاص تعرض من خلاله البائعات أنواعًا من المشغولات اليدوية والأعمال الفنية وأدوات الزينة والعطورات المصنوعة محليا ، فيما أكد المتسوق علي بن يحيى هروبي أهمية إعداد مكان مناسب للبائعات ضمن السوق الأسبوعي في هروب . يُذكر أن محافظة هروب تقع إلى الشرق من منطقة جازان ، ويبلغ عدد سكانها 65 ألف نسمة، وتضم أكثر من 87 قرية وهجرة، ووفقا لمحافظ هروب أحمد بن حسن الفيفي فإن المحافظة تضم كذلك خمسة مراكز إدارية هي منجد، والرزان، وحجن، والجوين، ووساع، ويتوفر بها فروع لمعظم الإدارات الحكومية إلى جانب 79 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية منها 44 مدرسة للبنين يدرس بها 4176 طالبًا إلى جانب 35 مدرسة للبنات تدرس بها 3408 طالبات، كما تضم المحافظة أربعة مراكز للرعاية الصحية الأولية، مشيرًا إلى ما تمتاز به المحافظة من طبيعة وتضاريس سياحية تشمل المرتفعات والأودية والغابات . ويعوّل الاقتصاديون كثيرًا على محافظة هروب، إذ وصفوها بالمستقبل الواعد للاستثمار السياحي والعقاري والتجاري، خاصة مع النمو السكاني المتواصل الذي تشهده ، والتطور العمراني ، فضلا عن المشروعات التنموية المزدهرة فيها.