عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى وقال إمام وخطيب المسجد الحرام ": إن أخطر ما تعانيه المجتمعات محاولة إسقاط الرموز والنيل من القدوات وهز الثقة بالأُسوات ، وإن لمواقع التواصل الاجتماعي في ذلك أثرا خطيرا على الناشئة والشباب والأجيال في بث الشائعات ضد رموز الأمة وقدواتها ، ومن أراد القدوة فليقتدي بسيد الأولين والصحابة الميامين وسلف الأمة من العلماء الربانين والأئمة الصالحين والقدوة لا ولن تتحقق إلا باتباع السلف الصالح لأنهم تأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم " . وأكد معاليه أن ديننا دين الوسطية والاعتدال لا إفراط فيه ولا تفريط ، أمة الإسلام وهذه دعوة حانية من مهد الإسلام للتأسي بسيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ظاهرا وباطنا والاقتداء بالصحابة رضى الله عنهم أجمعين والبعد عن البدع والمحدثات ومخالفة أهل الأهواء والضلالات لتتحقق القدوة وتسلم القدوات، وينال الأجر والتوفيق ، داعيا إلى تعاون أفراد المجتمع وأبنائه ومؤسساته وهيئاته؛ البيت والأسرة والمسجد والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام ومواقع التواصل كل مسئول في مجاله لتحقيق القدوة والتغلب على معوقاتها ، بل ومحاربة كل ما من شأنه أن يقف حائلا بين تعزيز وتوطيد أركانها وتحقيق شروطها كالجهل والعنف والغلو والتطرف والتعصب والتحزب ومفارقة الجماعة والإرهاب والطائفية والانحلال والانهزامية وهز القيم والثوابت والنيل من محكمات الشريعة ومسلماتها في الأفكار والرؤى والأطروحات وغيرها من الأفكار المنحرفة المخالفة لمنهج الوسطية والاعتدال التي لا تأتي إلا بالانحلال على الأفراد والمجتمعات. // يتبع // 14:49ت م
عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي/ إضافة ثانية واخيرة وفي المدينةالمنورة أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور عبدالله بن سليمان البعيجان أن الإنسان لم يخلق عبثا ولم يترك سدى، فإنه مكلف وسيحاسب قال تعالى "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " ، وقد أكرم الله عز وجل الأمة بالإسلام وخصها بأفضل الرسل والكتب وجعلها خير أمة، فلله الحمد وله الشكر والمنة . وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي : لقد فضل الله عز وجل بعض الأوقات وبعض الأيام وبعض الشهور على بعض وهذا الفضل يقتضي لها حرمة وتقديرا ، وقد يقتضي لها تخصيصا ببعض العبادات لكن ذلك كله مقيد بالشرع وبالاتباع دون الابتداع ، وقد استقر في الشرع فضل وعظمة الأشهر الحرم على غيرها من الشهور إذ قال تعالى ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال في خطبته " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذوالقعدة وذوالحجة ومحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " ، وقد حرمت هذه الأشهر الأربعة لأجل التمكن من الحج والعمرة . وأضاف الشيخ البعيجان قائلا " نحن في ظل شهر رجب وهو من الأشهر الحرم التي نتعبد الله بحرمتها ونعرف لها فضلها وشرفها ، فعظموا ما عظم الله ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه )، مؤكدا أن أصل الدين وقاعدته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ومقتضى هاتين الشهادتين الإخلاص والمتابعة فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا له موافقا لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز لأحد أن يخصص عبادة بزمان أو مكان لم يخصصها الله ورسوله بها لأننا متعبدون بشريعة الله لا بأهوائنا وعواطفنا فالواجب علينا أن نقول سمعنا وأطعنا ونفعل ما أمرنا الله به . وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن شهر رجب شهر مبارك بوصفه من الأشهر الحرم ؛ ولكن لا يعني ذلك أن يخص بعبادة لم يأذن بها الشرع فلا يخص بصلاة مخصوصة ولا بإحياء ليلة معينة فيه أو الاحتفال بها فهو كغيره من الأشهر الحرم وكل الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة لا يبنى عليها حكم شرعي , داعيا إلى التمسك بالسنة واجتناب البدع والتناصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .