- تحدَّث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان عن مرور الأزمان وانقضائها عاماً بعد عام وعن الأشهر الحرم وفضل وعظمة شهر المحرم. وقال فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي اليوم إن الزمان سيار وقد أدبر عامه واستدار وما مضى فلن يعود وكل لحظة تمر تزفك عبدالله إلى يومك الموعود وشاهداً ومشهود وإلى فراق ولحود فاغتنم الفرصة وحاسب نفسك قبل أن تحاسب، مشيراً إلى أن من حاسب نفسه في الدنيا خفف عنه الحساب يوم القيامة، قال تعالى (( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً )). وأوضح أن الأمة الإسلامية قد دخلت في عام جديد بدايته شهر حرام ونهايته شهر حرام طابت غرته وبورك في سائر أيامه وأوقاته وأزمانه فشهر المحرم من الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها (( إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ الله اثْنَا عَشَرَ شهراً فِي كِتَابِ الله يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ )). وقال الشيخ البعيجان: إن على المسلم أن يحرص على استقبال عامه الجديد بطاعة الله عز وجل والانقياد لأوامره والاستعداد للقائه وأن يستشعر ويعرف الأشهر المحرمة، حرمتها، وفضلها، ومكانتها، وتلك طاعة يلتمس ثوابها ويحذر من عقابها. وأضاف أن الله عز وجل افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان ولا أعظم عند الله من المحرم، مشيراً إلى أن شهر المحرم كان يسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه، وقد رغب الشارع سبحانه في صيامه تطوعاً فعلى المسلم أن يحرص أن يكون له أكثر نصيب من فضله، مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرّم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل). ودعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الله سبحانه وتعالى أن يمن على المسلمين في هذا العام الجديد بعز وتمكين ونصر مبين وأن يؤلف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم ويوحد صفهم.