عام / خطبة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض/ إضافة أولى واخيرة وأضاف الشيخ عبدالله آل الشيخ قائلا " أيها المسلمون، إن صنائع المعروف تنفع حتى الابناء من بعد الآباء، حينما أسرت ابنة حاتم الطائي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد إني أرى أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويكرم الضيف ويطعم الجائع ويكسو العاري ولا يرد أحد، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا جارية إن هذه أعمال المؤمنين ولو كان أبوك مؤمنا لترضينا عنه فكوا عنها فإن أباها كان يحب المعروف والله يحب المعروف، أيها المسلمون إن صنائع المعروف هو كل أمر فيه خير لأخيك المسلم كأن تقضي عنه ديناً أو تفرج عنه كربة أو تتبع جنازته أو تسعفه إذا انقطع أو تعوده إذا مرض " . وأوضح الدكتور آل الشيخ أن من أعظم صنائع المعروف الشفاعة لأخيك المسلم، مستشهداً بقوله تعالى (من يشفع شفاعة حسنة يكون له نصيبا منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا ) ، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا رفعت له شفاعة يقول اشفعوا تأجروا، وليقضي الله على لسان نبيه ما شاء ، وإن الشفاعة الحسنة التي لا يجد فيها ضرر على الغير ولو أن إنسانا شفع لآخر في أمر فيه ضرر للغير أو انتزاع لحق يخص غيره، فإن هذه شفاعة سيئة، وإن من أعظم الشفاعة الشفاعة عند افتراق الزوجين . وبين أن من أحق الناس بصنائع المعروف الوالدين والأولاد والزوجة ثم الأدنى فلأدنى، كما أن طلاقة اللسان وحسن الكلام وطلاقة الوجه وطيب الكلام من أعظم صنائع المعروف، وأن الصلح بين المسلمين، وإماطة الأذى عن الطريق من أعظم صنائع المعروف. وحذر إمام وخطيب جامع الإمام تركي بن عبدالله من المن بعد أداء المعروف، عملاً بقوله تعالى ( قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ، وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) ، مشددا على ضرورة مكافأة من صنع إليك معروفا ، كما قال صلى الله عليه وسلم ( مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ) . وحث على التوكل على الله قبل كل شيء والإكثار من أعمال المعروف ، مشيدا بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وقال :" إن هذا المركز من أعظم أعمال الخير ، وهو مركز مبارك له أيادي بيضاء في أكثر من 30 دولة،ولا غرابة في ذلك فإن خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - له أيادي بيضاء يسير على نهج والده ونهج إخوانه من قبله نسأل الله لهم التوفيق والسداد وأن يعينه على ذلك إنه سميع مجيب " .