كشف الباحث الإعلامي سيف بن سالم السويلم عن أن الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها بات يتفوق على حجم انتشاره عبر وسائل الإعلام التقليدية بمراحل، مشيراً إلى أن الكثير من الجهات التجارية على مستوى العالم توقفت تماماً عن توظيف تلك الوسائل، وأصبحت تعتمد على الوسائل التفاعلية الجديدة، نظراً لما تقدمه من فوائد ومزايا عدة تخدم الأطراف المعنية كافة بأقل التكاليف وأسرعها انتشارًا. وأوضح السويلم خلال ورقة بحثية بعنوان "أثر توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في بث الإعلانات - تويتر أنموذجاً" قدمها خلال أعمال مؤتمر الإعلام التفاعلي الذي اختتم فعاليته بجامعة الملك سعود أمس، أن مواقع التواصل الاجتماعي سهّلت على الحكومات ومختلف الجهات والمؤسسات الوصول إلى الجمهور بأسهل الطرق وأسرعها وأقلها كلفة مادية، مع الحفاظ على مزايا معينة كالآنية والتفاعلية وسرعة التعرّف على رجع الصدى تجاه كل ما يتم طرحه عبرها، منوّهاً إلى وجود عدد من الأشكال الإعلانية عبر "تويتر" وبقية مواقع وتطبيقات التواصل ك"فيسبوك وسناب شات وانستجرام"، يأتي بينها الإعلان المباشر عن طريق الحسابات الخاصة بالجهات ذاتها والعمل على استثمار بعض المناسبات والأحداث لتسجيل الحضور الإيجابي وتعزيز العلاقة مع الجمهور، أو عبر التعامل مع المواقع للقيام بمهام الترويج والتسويق، أو تفعيل بعض الحسابات التي تحظى بمستوى عالٍ من المتابعة والفاعلية. وأفاد أن التغريدات الإعلانية ليس بالضرورة أن تدعو إلى شراء واقتناء بعض المنتجات والسلع التجارية، وإنما أيضاً قد تسوّق لبعض الخدمات وتدعم بعض حسابات الأفراد أو تُعرّف ببعض المناسبات، فضلاً عن ترويجها لبعض الأفكار التي تخدم مصالح دول أو منظمات معينة، وذلك في مقابل مادي يصل إلى آلاف الريالات ويخضع لعدد المتابعين ومستوى تفاعلهم مع الشخصية. وأشار إلى أن ظهور الإعلانات التجارية على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي بات يزداد بشكل مستمر، إذ انفق العالم عام 2015 أكثر من 161 مليار دولار على الإعلانات الإلكترونية، وعام 2016 بلغ حجم الإنفاق فيها نحو 194.6 مليار دولار، فيما يتوقع أن يتجاوز حجم الانفاق على الإعلانات عام 2017 حاجز ال 229.25 مليار دولار أميركي. وأضاف أنه في المقابل تشهد هذه المواقع ارتفاعاً متواصلاً في عوائدها السنوية من الإعلانات، مبينًا أن شركة "جوجل" التي يندرج تحتها عدد من المواقع مثل "جوجل بلس" و"يوتيوب"، تجاوز إجمالي عوائدها من الإعلانات فقط عام 2016 حاجز ال 79.38 مليار دولار، أما "فيسبوك" فتجاوزت حاجز ال 26.885 مليار دولار أميركي في العام ذاته، في حين بلغ إجمالي عوائد موقع "تويتر" 2.61 مليار دولار أميركي، أما "الانستجرام" فقد بلغ 1.48 مليار دولار أميركي. وبين أن عوائد تطبيق "سناب شات" عام 2016م توقفت عند حاجز ال 366.7 مليون دولار، بينما يتوقع أن يعيش التطبيق مرحلة نمو ضخم خلال الأعوام المقبلة، إذ تشير الدراسات إلى احتمالية نمو عوائد الموقع من الإعلانات لتبلغ 1.760 مليار دولار أميركي في عام 2018". ولفت السويلم النظر إلى أن الإحصاءات العالمية تؤكد أن هناك انخفاضاً في الاتجاه للوسائل التقليدية المتمثّلة بالتلفاز والإذاعة والصحف الورقية لبثّ الإعلانات من خلالها، لافتاً إلى أن الانترنت يستحوذ على 33 في المئة من إجمالي الإعلانات في أمريكا لعام 2016، فيما كانت عام 2015 نحو 30 في المئة، في الوقت الذي استحوذت وسيلة التلفاز على 36.9 في المئة عام 2016 مسجلة انخفاضاً عن عام 2015 الذي بلغت نسبة الاعلانات خلاله 37.3 في المئة، أما عربياً فتعد الإمارات العربية المتحدة الأكثر إنفاقاً على الإعلانات الإلكترونية، تليها المملكة العربية السعودية، مع تعدد أنماط وأساليب الإعلان. وذكر أن توظيف بعض الشخصيات التي تحظى بملايين المتابعين لبث الإعلانات، يعد شكلاً معتاداً على مستوى أمريكا وبعض الدول العالم، مبيّناً أنه يمتاز بالوضوح والشفافية من خلال تذييل التغريدات بوسم يشير إلى كونها مدفوعة الثمن، على عكس ما يحدث لدى بعض حسابات السعوديين والعرب الذين يواجهون حرجاً في الوضوح مع متابعيهم، الأمر الذي قد يدفعهم إلى محاولة إيهامهم بأن التغريدات عفوية ولا تستهدف خدمة أي جهة، لافتاً إلى أن المجتمع المحلي أصبح يدرك اليوم ماهيّة التغريدة المدفوعة وغير المدفوعة، ويتضح ذلك من خلال الردود، إلا أنه لا يزال منقسماً بين قبولها انطلاقاً من كون الاعلان حق مشروع لتلك الشخصيات، ورفضها على اعتبار أن ذلك يمثّل استغلالاً للمتابعين. وحول مفهوم "قادة الرأي" ومدى دورهم في بث الاعلانات، قال سيف السويلم : إن مفهوم "قادة الرأي" اختلف عمّا كان عليه في مسار الاعلام التقليدي، ولم يعد المفكرين والأكاديميين وغيرهم من النخب المثقفة قادة رأي، بل أصبح هناك فئات أخرى لا تقدم القيمة العالية للمجتمع لكن لهم تأثيرهم وجمهورهم، وتعتمد عليهم الشركات لغرض التسويق والإعلان.