يتوقع أن يصل إنتاج مزارع الورد بمحافظة الطائف للعام الحالي إلى أكثر من 350 مليون وردة في ظل الأجواء الزراعية الملائمة لعملية القطاف هذه الأيام. وكانت معامل تقطير ماء الورد الطائفي قد استقبلت خلال العام المنصرم حوالي 500 مليون وردة أنتجت قرابة 40 ألف توله من الدهن العطري الشهير للورد الطائفي، وتشير التوقعات إلى إنتاج أكثر من 35 ألف توله من دهن الورد العطري خلال الموسم الحالي بإذن الله . وأوضح عبدالرحمن الهذلي أحد أقدم العاملين في مصنعي عطر وماء الورد في الطائف أن زراعة الورد تتميز بالحساسية العالية للعوامل الطبيعية من برودة ورطوبة . وبين أن زراعة الورد تبدأ بزراعة الشتلات في نوء الطرف ، ويبدأ بعد ذلك التشذيب أو التهذيب والمتمثل في قص الفروع حتى يتسنى للشجيرة تفريعاً أفضل في الموسم ويمكن للمزارع جني محصول أوفر ، وتستمر عملية الري في فصل الربيع إلى نهاية فصل الصيف، فيما يبدأ موسم قطف الورد مع بداية دخول فصل الصيف ، ويستمر القطف مدة تتراوح بين 40 – 45 يوماً ، وتتم عملية جني الورد بالطريقة التقليدية ( يدوياً ) في الصباح الباكر أثناء عملية تفتح الورد حيث يتم نقل الورد فور قطفه في سلال خاصة إلى المصانع التقليدية حتى لا يفقد الورد خصائصه المميزة . وأبان كمال أن الحصول على توله واحدة من دهن الورد يتطلب غلي ما بين 13 - 18 ألف وردة في قدور تقليدية خاصة بطبخ الورد وتقطير البخار المتصاعد الذي يحمل رذاذ عطر الورد عبر أنبوب يصل غطاء القدر بإناء ، ويتم تبريد البخار إلى أن يتكثف ومن ثم تخرج قطرات الماء إلى قارورة زجاجية ضخمة تتراوح سعتها مابين 20 - 30 لتراً ويتم نزع الدهن العطري الطافي من أعلى ماء الورد بإبرة دقيقة تنتهي بأنبوب يصل طوله إلى 20 سم ، ويتم بعد ذلك تجميع الدهن العطري في آنية زجاجية متوسطة الحجم ريثما يتم توزيعه على القوارير الزجاجية الصغيرة والمعروفة بالتوله وأجزائها . يذكر أن 36 معاملا للورد الطائفي تستخدم وسائل التقطير التقليدية في الهدا والشفا من خلال القدور النحاسية التي درج أصحاب المعامل القدماء على استخدامها خلال العقود الماضية ، إلا انه خلال السنوات الأخيرة انتشرت أواني ( الإستلستيل ) الصقيلة في عملية الطبخ للورد .