استحوذت 20 طالبة من ذوي الإعاقة على اهتمام وإعجاب زوار ركن "فتيات المستقبل " في جناح وزارة التعليم المشارك بالجنادرية 31، عبر عروضهن الفنية المباشرة كالرسم والطباعة على الملابس والأواني والمشغولات اليدوية، إلى جانب صناعة الإكسسوارات، والتطريز على المفارش، والنقش على الخشب، والتصوير . واستوقفت لوحة تشكيلية للطالبة بيان العنزي (معاقة سمعية)، الزوار الذين تابعوها باهتمام لحظة إمساكها بريشتها لرسم لوحتها الفنية الثامنة، التي عبرت فيها عن أفكارها بالألوان وقلم الرصاص تارة وبالفحم والقهوة تارة أخرى. وأرجعت الطالبة العنزي الفضل في وصولها لهذه المرحلة المتقدمة فنياً وتشكيلياً إلى التشجيع والدعم الذي حظيت به من أسرتها، بعد أن لمسوا اهتمامها بهذا المجال الفني، وآمنوا بامتلاكها الموهبة للذهاب بعيداً نحو التميز بالفن التشكيلي، لافتةً الانتباه إلى دور المعارض التشكيلية التي تداوم على حضورها، والاستفادة من الفنانين المشاركين فيها، بالإضافة إلى متابعة ذوي الخبرة من التشكيليين عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب حرصها على اقتناء الكتب ذات العلاقة بالفن التشكيلي، ومتابعة أشهر ما توصل إليه فن الرسم. من جهتها أكدت الطالبة فاطمة محمد (معاقة حركياً) استمتاعها بقضاء ساعات طويلة لرسم المناظر الطبيعية على بعض الأواني والزجاج، معتمدة لتكوين أفكارها على الصور الفوتوغرافية التي تلتقطها أختها، مبينةً أنها تميل إلى استخدام الألوان الزيتية بتقنية ثلاثية الأبعاد، لذا تتفوق أعمالها المعتمدة فيها على هذه التقنية على أخرى في مشاركتها العديدة في المعارض المنظمة من قبل إدارة تعليم منطقة الرياض. ونوهت المشرفة بمعهد الأمل للصم التابع لإدارة التربية الخاصة بتعليم الرياض بركة الموسى، بدور وزارة التعليم في هذا الخصوص، واهتمامها بهذا النشاط، حيث خصصت الوزارة ركناً لطالبات التربية الخاصة في مشاركتها بالجنادرية أطلقت عليه (قوة الإرادة)، وحظي بمشاركات طالبات من برنامج دمج العوق العقلي والسمعي والبصري ومعهد التربية الفكرية ومعهد الأمل ومعهد النور وذوي التوحد، مبينةً أن الوزارة تهدف من خلال ذلك إلى إظهار قوة إرادة هذه الفئة في التغلب على إعاقتهم متى أتيحت الفرصة لهن للمشاركة في تحقيق الذات والاعتماد على النفس وعرض منتجاتهن المتنوعة وصقل مواهبهن وتشجيعهن على الإبداع والإنجاز والدخول في سوق العمل ودمجهن مع المجتمع، إلى جانب مساعدتهن على تطوير قدراتهن وتنميتها في سبيل التخفيف من معاناتهن الصحية والنفسية. وبيّنت الموسى أن الطالبات المشاركات في هذا الركن ملتحقات بمدارس الدمج العام، الموجهة للأسر والقائمين على تربية الأشخاص ذوي الإعاقة، والساعية للبحث عن نقاط التميز في الطفل والتدخل المبكر للحيلولة دون تفاقم الإعاقة، وللوصول به لأقصى درجات الاستفادة من قدراته، لاسيما في المجالات المتوافقة مع ميوله، متمنية أن تلقى المشاركات الدعم والتشجيع من زوار الجنادرية .