نظم قسم الدراسات البحرية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقسم حماية البيئة بشركة أرامكو السعودية مؤخراً، ورشة عمل بعنوان "مشروع منيفة .. التحديات البيئية والإنجازات "، بمعهد البحوث في مقر الجامعة بالظهران. واستعرضت الورشة في برنامجها , مشروع منيفة، الذي يعد الأكبر من نوعه في صناعة النفط وإنجازات المشروع البيئية من خلال التعاون بين الشركة ووحدة الدراسات البحرية الذي استمر عشر سنوات، تتضمن إجراء دراسات التقويم البيئي الخاصة بتأثير بناء جسر منيفة، الذي يبلغ مجموع أطواله 41 كيلو متراً، على البيئة البحرية في المنطقة. ونوه مدير قسم الدراسات البحرية الدكتور بالجامعة محمد قربان خلال الورشة, بدور أرامكو السعودية التي راعت في إنشاء الجسر جميع المعايير البيئية المتعارف عليها، مضيفاً أن نتائج الدراسة التي تم إجراؤها على ثلاث مراحل أكدت نجاح المشروع في تحسين البيئة البحرية المحيطة وتعزيز ثرائها وتنوعها، مشيراً إلى أن أرامكو السعودية تعد من الشركات الرائدة في مجال الاهتمام بالبيئة في أي مشروع تقوم به. وأفاد أن نتائج الدراسة خلال الفترة من 2006 إلى 2016 أكدت أن 11 يوما هو معدل تجدد التيارات المائية حول منطقة منيفة، واعتبره معدلاً مثالياً لنمو البيئات البحرية خاصة المرجان البحري، مؤكداً نجاح المشروع في المحافظة على محاضن الحياة البحرية والبيئية الطبيعية ودورة الحياة في المنطقة البحرية للحقل بنسب أعلى من المتوقع، مبيناً أن حجم الشعاب المرجانية المنتشرة على الصخور الموجودة بقاع الحقل قد تضاعف ليكون مجتمعات جديدة من المرجان البحري، فيما تزايدت مروج الأعشاب البحرية لتغطي حيزاً كبيراً من صخور أساسات الجسر, فيما يمكن تسميته بالحيد الاصطناعي، إضافة إلى وجود أنواع من الأسماك بعضها تجاري, إضافة إلى كائنات متعددة مثل قنفذ البحر والإسفنج وغيرها من الكائنات البحرية. وبين أن الدراسة هي جزء من التعاون بين مركز البيئة والمياه و قسم الإنتاج بمنيفة وقسم حماية البيئة بأرامكو السعودية، الذي يمثل بدوره جزءاً من الشراكة الاستراتيجية بين الجامعة وأرامكو السعودية، التي تمثل هي الأخرى نموذجاً عملياً للشراكة الناجحة بين الجامعات والقطاع الصناعي . وأشار إلى أن دراسات تقييم الآثار البيئية لمشروع جسر منيفة بدأت قبل أن يتم إنشاء الجسر من خلال دراسة أولية عن تأثيرات المشروع، حال إتمامه، على البيئة البحرية في المنطقة، التي تعد من أغنى البيئات البحرية في الخليج العربي، حيث تحتوي على الحشائش البحرية والمرجان وصغار الكائنات البحرية مثل الربيان، لافتاً إلى أنه تم خلال هذه الدراسة تقييم المشروع بالكامل ولعبت هذه الدراسة دوراً مهماً في تصميم الجسر من خلال إعداد دراسات نمذجة رياضية تقدم توقعات علمية على نوعية التأثيرات التي ستنتج عن بناء الجسر على التيارات المائية . و لفت إلى أنه تم وضع 10 سيناريوهات عن وضع الجسر، ووصف السيناريو العاشر الذي تم اختياره ب "الأقرب للوضع المثالي" ، مشيراً إلى قدرته على السماح بوجود تيارات مائية كافية لتجديد المياه تحت الجسر ، لافتاً إلى أن هذه الدراسة ساهمت في وضع طرق الحماية وتقليل الآثار البيئية الناتجة عن المشروع . وأفاد مدير قسم الدراسات البحرية أن الدراسة الثانية رافقت إنشاء المشروع وتمحورت حول مراقبة تأثيراته على البيئة البحرية وقياس درجة العكارة في الماء وتأثير زيادتها على المرجان البحري وكذلك مراقبة التيارات المائية وأهميتها لكمية الأكسجين المذاب في الماء ، مضيفاً أن أجهزة حديثة تم استخدامها لإعطاء قياس دقيق للعناصر الكيميائية والفيزيائية في الماء مثل درجة الأكسجين والحرارة والملوحة في الماء. و أوضح أن الدراسة الثالثة تمت بعد انتهاء المشروع حيث تم إعداد تقييم شامل للبيئات البحرية في منطقة منيفة ومقارنتها مع الدراسات الأساسية والمعلومات المتوافرة في دراسات تقييم الأثر البيئي قبل المشروع وثبت أن ارتفاع نسب الأكسجين المذاب في الماء ساعد على إنعاش جميع أشكال الحياة البحرية الموجودة بنسب أعلى من المتوقع.