نظّم معهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية للتدريب التابع لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أمس الأول أمسية ثقافية بعنوان " الأنشطة الإنسانية في الجزيرة العربية عبر التاريخ والثقافة السعودية المحلية ". وأوضح أستاذ الآثار في جامعة الملك سعود الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب خلال الأمسية أن سكّان وقبائل شبه الجزيرة العربية هم أصحاب تاريخ طويل حقّقوا خلاله إنجازات كثيرة، وأن شبه الجزيرة العربية قديماً كانت مختلفةً عن الحاضر, مشيراً إلى أن الدراسات المسحية في المملكة بدأت قبل 35 عاما، وكشفت عن وجود بشري كثيف في شبه الجزيرة العربية، لكن تغيّر المناخ ونقص المياه دفعا السكان إلى الهجرة، حيث كانت الهجرة الأولى إلى العراق، وكوّنوا هناك أولى الممالك، بينما كانت الهجرة الثانية إلى الآشوريين والنبطيين، وهاجر الآكاديون إلى شرق الجزيرة ووسطها، قبل أن يُعيد ظهور الإسلام مكانة وثقل شبه الجزيرة العربية. وبين الذييب وجود آلاف المواقع في المملكة من العصر الحجري، الذي أعقبه بدء عصر التاريخ والكتابة، مؤكّداً أن وجود اللغات السبئية والنبطية والثمودية والآرامية هو أحد منجزات شبه الجزيرة العربية، وأن هناك كثير من الممالك التي تأسّست في وسط المملكة وشمالها، منها " مملكة ديدان، وتيماء التي اشتهرت عام 600 قبل الميلاد, مضيفاً أن علم الآثار في المملكة العربية السعودية بدأ في عهد الملك فيصل "رحمه الله "، وبدأ المستشرقون مرحلة دراسة التاريخ العربي في شبه الجزيرة في بداية القرن العشرين من خلال عالمين فرنسيين جاءا إلى المنطقة وكتبا خمسة مجلدات عن رحلتهم من فلسطين إلى مدينة الحجر في مدائن صالح، ثم توالت البعثات، وحالياً يوجد أكثر من 30 بعثة علمية من عدة دول تعمل في المملكة على دراسة تاريخها بالتعاون مع علماء وباحثين سعوديين . وبين أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور سعد الصويان، أن شبه الجزيرة العربية كانت تمثّل تقاطع الطرق بين الحضارات القديمة كمصر وبلاد الرافدين، وأنها كانت قبل مليوني سنة خضراء يانعة وماطرة ومملوءة بالغابات ومأهولة بالسكان. مشيراً إلى أن الفنّ حاضر في المشهد التاريخي والثقافي لشبه الجزيرة, داعياً إلى ضرورة الاهتمام بتوثيق تاريخ وحضارة المملكة وشبه الجزيرة العربية، وتضمينه في المناهج التعليمية، لرفع مستوى ثقافة المواطن والاهتمام بتوثيق تراث وآثار المملكة.