أعلن ل «عكاظ» مدير عام الزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني زهران النية لإنشاء 50 محطة جديدة للرصد الزلزالي في المرحلة المقبلة تغطي كافة مناطق المملكة بجانب 150 محطة قائمة حاليا. واعتبر الجزيرة العربية بشكل عام والمملكة بشكل خاص من المناطق التي تتميز بنشاط زلزالي متوسط، مستبعدا أي تخوفات بركانية، حيث إن كل الدلالات العلمية الحالية تشير إلى أن النشاط البركاني والزلزالي بحرة الشاقة في الوقت الحالي في وضع مستقر، مع تسجيل عدد من الزلازل يوميا ولكنها ضعيفة القوة. وأشار إلى أن هناك ضرورة لوضع خطة مستقبلية لتبني استراتيجية متكاملة والبحث عن عدة مصادر بديلة للنفط مثل الطاقة الحرارية المتواجد بالحرات البركانية والطاقة الشمسية والنووية وطاقة الرياح وغيرها لحماية المخزون النفطي من النضوب وللحفاظ على البيئة. شائعات الزلازل ? تنتشر حاليا الكثير من الشائعات حول حدوث زلازل في المدن الواقعة على السواحل، ما صحة ذلك؟ ?? للأسف الشديد مثل هذه الشائعات تنتشر بين حين وآخر، وكل هذه أحاديث مبالغ فيها ولا تستند إلى توثيق علمي، وانتهز الفرصة لطمأنه الأهالي والمقيمين وادعوهم بعدم تصديق مثل هذه الشائعات لعدم صحتها، والاعتماد فقط على ما يصدر من الهيئة من تصريحات في هذا الخصوص، أو ما هو معلن عنه على موقع الهيئة. ? ولكن بين حين وآخر تشهد بعض دول الجزيرة العربية وقوع زلازل متوسطة، فهل نحن في مأمن من هذه الزلازل وخصوصا المدن الساحلية؟ ?? الجزيرة العربية بشكل عام والمملكة بشكل خاص تعتبر من المناطق التي تتميز بنشاط زلزالي متوسط، ولكن نظرا للوضع التكتوني الحركي لشبه الجزيرة العربية تحدث زلازل قوية على فترات غير متباعدة وكان آخرها زلزال حقل عام 1995 الذي أثر تأثيراً مباشراً على العديد من المدن الواقعة على ساحل البحر الأحمر ومنها مدينة حقل، وبالتالي فنحن لسنا في مأمن تام عن الزلازل وأضرارها لأننا عرضة لحدوث مثل هذه الزلازل على فترات ليست بالبعيدة وخاصة المدن الساحلية. زلازل عابرة ? وما تفسير ما تشهده بعض مناطق المملكة وتحديدا المدينةالمنورة من زلازل عابرة، وهل هناك مؤشرات علمية تشير إلى احتمالية حدوث ثوران بركاني في حرة الشاقة «العيص» بشكل دائم ومتكرر؟ ?? يرجع النشاط الزلزالي في المدينةالمنورة وخاصة في حرة رهاط والمناطق البركانية بشكل عام إلى حركة الصهارة تحت هذه الحرات البركانية، ويقوم المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية بجدة بمراقبة النشاط الزلزالي والبركاني على مدار الساعة في كافة أنحاء المملكة، وتشير كل الدلالات العلمية الحالية إلى أن النشاط البركاني والزلزالي في الوقت الحالي في وضع مستقر بحرة الشاقة مع تسجيل عدد من الزلازل يوميا ولكنها ضعيفة القوة، علما بأن آخر ثوران بركاني حدث في حرة الشاقة حدث منذ حوالي ألف عام. شبكة الرصد ? وماذا عن محطات شبكة الرصد، وهل هناك توجه لرفع أعدادها ؟ ?? تتكون الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي حالياً من 150 محطة رصد زلزالي، ووضعنا في خطتنا المستقبلية زيادة 50 محطة جديدة ليصبح الإجمالي 200 محطة رصد زلزالي تنتشر لتغطي كافة المملكة. كود البناء ? ما رأيكم في عدم الالتزام بكود البناء الزلزالي أثناء تصميم المباني، خاصة في المدن الواقعة على امتداد الخليج العربي؟ ?? فيما يخص تطبيق كود البناء السعودي، نوصي بضرورة تطبيق كود البناء السعودي على كافة المشاريع والاستثمارات التي يتم تنفيذها في المملكة وليس فقط على تلك المشاريع التي يتم تنفيذها على امتداد الخليج العربي، ولكن أيضاً على طول امتداد ساحل البحر الأحمر وفي المناطق القريبة من الحرات البركانية. المركز الوطني ? ما أبرز مهام المركز الوطني للزلازل الذي تحتضنه هيئة المساحة الجيولوجية ؟ ?? فيما يخص مهام المركز فهي متعددة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، التخفيف من المخاطر الزلزالية والتقليل من آثارها حفاظا على الأرواح والممتلكات من خلال إجراء دراسات وبحوث زلزالية متخصصة لتحديد ودراسة مصادر الخطر الزلزالي من خلال بيانات شبكات الرصد الزلزالي، توعية المواطنين من حيث كيفية التعامل مع الحدث في كل مرحلة من مراحله، إجراء تقييم الخسائر المتوقعة في الأرواح والمباني في المدن والقرى المعرضة للزلازل والبراكين، المشاركة في وضع الخطة الوطنية للطوارئ من خلال تحديد المكامن الأكثر خطورة زلزالية وتحديد أقصى قيمة زلزالية متوقعة عند كل نطاق زلزالي، تحديد أماكن الإيواء السريع طبقاً لمعايير فنية، المساهمة في تحديث كود البناء السعودي من خلال تحديد قيم عجلة التسارع الأرضية وتحديث خريطة النطق الزلزالية وإنشاء خريطة التمنطق الزلزالي الدقيق للمدن الاستراتيجية الهامة، إجراء الدراسات الزلزالية القديمة للصدوع الحديثة والمعالم الجيولوجية القديمة لاستخدامها في تقدير الأحداث الزلزالية المحتملة وتأثيراتها، كما يقوم المركز بمراقبة النشاط البركاني حول الحرات بالمملكة لإمكانية التنبؤ بالبراكين قبل ثورانها لا قدّر الله وذلك من خلال مراقبة النشاط الزلزالي حول الحرات، إجراء قياسات النشاط الحراري، كما يتعاون المركز مع الجهات الحكومية ذات الصلة مثل وزارة الداخلية، المديرية العامة للدفاع المدني، الشؤون البلدية والقروية، الجامعات السعودية والهيئات العلمية ذات الصلة، هذا بالإضافة إلى المشاريع التي يقوم المركز بتنفيذها مثل التوسع في إنشاء الشبكة الوطنية السعودية للرصد الزلزالي، إنشاء شبكة عجلة التسارع الأرضية في المملكة، مشروع مراقبة النشاط الزلزالي والبركاني في الحرات البركانية في المملكة، إنشاء وتحديث وتجهيز ودمج محطات ومباني الرصد الزلزالي في المملكة، تحديث خريطة النطق الزلزالية، كما يقوم المركز بإجراء دراسات وبحوث زلزالية في المناطق النشطة زلزالياً. الأبحاث العلمية ? هناك حلقة مفقودة بين مركز الزلازل والجامعات السعودية في جانب الأبحاث العلمية المتعلقة بالزلازل والبراكين، ما تعليقكم؟ ?? لا أعتقد أن هناك حلقة مفقودة في التعاون العلمي بين هيئة المساحة الجيولوجية والجامعات السعودية، فهناك اتفاقية تعاون علمي بين الهيئة وجامعة الملك عبدالعزيز وكذلك جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ويتم من خلال هذه الاتفاقيات إجراء بحوث مشتركة، كما يتم التعاون من خلال تنظيم ورش العمل والمؤتمرات العلمية، كما تقوم الهيئة بتوفير البيانات الزلزالية للجامعات الوطنية لاستخدامها في إجراء البحوث المتعلقة بالزلازل والبراكين. البراكين والكهرباء ? تدرس بعض الدول الاستفادة من البراكين في إنتاج الكهرباء، إلى أي مدى يمكن للمملكة الاستفادة من تلك الخطوة؟ ?? أصبح الاتجاه السائد بين الدول هو الاعتماد على الطاقة البديلة لتخفيف الاستهلاك المحلي من النفط حيث أن المخزون النفطي محدود وفي تناقص بمرور الوقت، كما أن معدل النمو السكاني بالمملكة في زيادة مستمرة، وبالتالي هناك ضرورة لوضع خطة مستقبلية لتبني استراتيجية متكاملة والبحث عن عدة مصادر بديلة للنفط من الآن مثل الطاقة الحرارية المتواجد بالحرات البركانية والطاقة الشمسية والنووية وطاقة الرياح وغيرها لحماية المخزون النفطي من النضوب وللحفاظ على البيئة، وبخصوص الطاقة الحرارية فإنه توجد مؤشرات جيولوجية تدل على وجود نشاط حراري عال في بعض الحرات البركانية تبشر بإمكانية استخدام الطاقة الحرارية للحصول على طاقة كهربائية، وقد قامت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بإعداد مقترح دراسة للاستفادة من النشاط الحراري الأرضي المتواجد بالحرات البركانية التي تغطي مساحة حوالي 90 ألف كيلومتر مربع لإنتاج طاقة كهربائية في بعض الأماكن بالمملكة.