أظهر مسح ميداني بحري حدائق مرجانية غاية في الروعة ومجموعة كبيرة من الإسفنج وأكثر من 200 نوعًا من الحيوانات البحرية كان يعتقد بأنها غير موجودة في البحر الأبيض المتوسط في المياة الإقليمية اللبنانية. وأعلن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية محمد المشنوق في تصريح له اليوم أن الساحل اللبناني يحتوي على تنوع بيولوجي بحري ويستضيف ميزات بحرية فريدة تستحق الحماية. وتحدث المشنوق عن قيام خبراء من منظمة Oceana العالمية التي تعنى بالمحافظة على المحيطات عالميًا بإجراء عملية المسح بناء على طلب من الحكومة اللبنانية, مشيرًا إلى أن خبراءها قد أعجبوا بحزام رائع من الحدائق المرجانية اكتشفت على عمق 80 مترًا وبالشعاب المرجانية الجميلة وبمجموعة كبيرة من الاسفنج, وقد شكل بعض أنواع الاسماك مفاجأة أيضًا وخصوصا عند مشاهدة خبراؤها longnosed skate (DipturusOxyrinchus) لأول مرة في المنطقة البحرية في الشرق وسجل قرش Lantern الوجود الأول لهذا النوع في المتوسط. وأشار أن علماء المنظمة الدولية ركزوا خلال عملية المسح وخصوصًا في سبر الساحل اللبناني بعمق 1050 مترًا على نظام الأخاديد البحرية الذي يعتقد أنه الأكثر تعقيدًا في البحر المتوسط كما في غيره من أعماق البحار, مبينًا أنه سيتم استخدام نتائج هذا المسح لوضع خريطة المناطق المحتمل إعلانها كمناطق محمية بحرية ولوضع خطوط توجيهية لإستخدامها من قبل وزارة البيئة اللبنانية حول إدارة هذه النظم الايكولوجية القيمة والموائل. وعد المدير التنفيذي لمنظمة Oceana في أوروبا في تصريح مماثل أن لبنان يشكل مثالاً ممتازًا لحماية الكائنات البحرية في جنوب شرق المتوسط مع التزامه بدراسة الحياة البحرية وحمايتها وأن العمل المشترك بين الحكومة اللبنانية والعلماء المحليين والمنظمات الدولية أحرز تقدمًا هائلاً نحو حماية هذه البيئة الحساسة. ويأتي هذا المسح لأعماق البحار في لبنان بعد أن اصدرت الحكومة اللبنانية "الاستراتيجية اللبنانية الخاصة بالمحميات البحرية" في العام 2012م التي اقترحت أربعة مواقع في عمق البحار ليتم اعلانها كمناطق محمية بحرية نظرًا لأهميتها من ناحية الانظمة الايكولوجية والتنوع البيولوجي.