انطلقت اليوم ، أولى جلسات الندوة العملية التي تنظمها جامعة الملك خالد بمدينة أبها خلال الفترة من 14 إلى 15 ربيع أول 1438ه، بعنوان " دور الجامعات في تعزيز حوار الحضارات"، وذلك في المدرجات المركزية بالمدينة الجامعية بأبها. وقدم المشاركون في الجلسة الأولى التي أدارها أستاذ التاريخ الإسلامي المشارك بالجامعة الدكتور سعد بن عثمان، أوراقهم العلمية ، والتي ناقشوا خلالها موضوع حوار الحضارات وحوار المصالح والتكتلات (مقاربة فكرية لمصطلحات متداخلة)، والتي قدمها وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد الربيع، وتناول خلالها مجموعة من المصطلحات المضطربة والمفاهيم المتداخلة التي لابد من وقفة متأنية معها لتحديدها وضبطها، ووضع القواعد السليمة للتعامل معها بشكل عام. وناقش الدكتور إبراهيم التركي في ثاني أوراق الجلسة موضوع حوار الحضارات والمضادات الفكرية، والتي شخص فيها الحالة التي يبلغها الإنسان المثقف حين يصبح قادراً على المحاكمة والحكم والتحليل والتعليل والتدليل، مستبعدا التعريف القديم المتمحور حول حفظ المعلومات واستدعائها وتنوعها، موضحا أن حوار الحضارات يأتي في موقع توازني يسعى لتلافي تأثير المضادات الفكرية التي تنشأ في المجتمع، لإعاقة التنوع والتفاهم والتكامل، دون أن يطلب منه إلغاء هويته وفق ما يضمنه الحوار. وفي الورقة الثالثة التي قدمها الدكتور عبدالله الغامدي من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بحث موضوع التعايش الديني والاجتماعي بين الحضارات في ضوء تعاليم الإسلام، وناقش من خلالها مفهوم التعايش الديني والحضاري بين الأمم في عصرنا الحاضر. بعد ذلك قدم الدكتور يوسف الثقفي من جامعة أم القرى الورقة الرابعة في الجلسة، والتي جاءت تحت عنوان "أهمية علم التاريخ في تعزيز الهوية الوطنية" ، مؤكداً خلالها على أهمية علم التاريخ في صناعة مستقبل الأمم، ومشيرا إلى أن من أهم وسائل تدمير الشعوب في وقتنا الحاضر هو سلخ الهوية الوطنية والقضاء عليها لأي شعب من الشعوب. واختتمت الجلسة الأولى بورقة علمية قدمتها عضو الجمعية التاريخية السعودية الأستاذة فاطمة المصعبي، بعنوان "التعايش الديني والثقافي بين أتباع الحضارات"، وناقشت خلالها تجربة الإسلام في التعايش السلمي وامتدادها من مجيء الإسلام حتى وقتنا الحاضر.