قدّم المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي بن عبد الخالق القرني عرضًا عن الثقافة الإعلامية، ضمن فعاليات الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الأنترنت الذي انعقد أمس الأول في مدينة الرياض برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، تناول فيه مهارات الاستهلاك الواعي للإعلام، في ظل ما يزدحم به الفضاء الإعلامي من رسائل يتعرض لها الأطفال والشباب. وأشار إلى الدور المتناقص للمدرسة والأسرة في التأثير على الأبناء في الوقت الذي أصبح للإعلام سطوته وتأثيراته المتعددة ، التي يمكن أن تكون مفيدة في عملية بناء المفاهيم الصحيحة وترسيخها لدى الناشئة ، كما يمكن أن تنتج عنها آثار سيئة مدمرة تنحرف بالأطفال والشباب بعيدًا عن جادة الصواب، متطرقا إلى كيفية تعريض النشء لإيجابيات الإعلام والاستفادة منها ، وحمايته من سلبياته ودرء أخطارها، بما يمكن من التعامل الإيجابي مع الإعلام ، وحسن اختيار المفيد من هذا المدّ الإعلامي الذي يمثِّل سيلاً جارفًا بحسناته وسيّئاته، ولا يمكن العيش في عزلة عن منتجاته التي جعلت الأطفال والشباب اليوم في امتحان كبير وفي مدرسة جديدة أشدّ وأكثر تأثيرًا من المدرسة التقليدية ، وبخاصة مع ازدياد عداد الساعات التي يقضيها الأفراد من وقتهم تحت تأثير وسائل الإعلام . ولفت الدكتور القرني في عرضه الانتباه إلى المخاطر والمحاذير التي تحيط بالأفراد خلال تعرضهم للرسائل الإعلامية، بخاصة التي تستهدف الأطفال والمراهقين، والإغراءات المتعددة التي تحملها والجوانب الخفية التي تستتر في مضامينها ، ولا يقوى المستقبِل على فهمها أو معرفة من يقف وراءها علاوة على ما تسببه بعض الرسائل من تهديد للهوية الثقافية والانتماء الوطني ، وهذا يضاعف من أهمية الثقافة الإعلامية، وقيام المدرسة بدورها في هذا المجال لتنمية قدرة الأبناء على قراءة الرسائل الإعلامية، وفهم ما يصل إليهم عبر مختلف وسائل الاتصال والتعامل معها بفكرٍ واعٍ وناقدٍ ومستنير . واستعرض مدير عام مكتب التربية العربي مشروع الثقافة الإعلامية الذي نفذه المكتب ، ويعدُّ مرجعًا في هذا المجال لِما نتج عنه من تأطيرٍ مفاهيمي وعلمي للثقافة الإعلامية، وأبرز التجارب الدولية المتميزة، إضافة لوثيقة كفايات تعليم الثقافة الإعلامية ، وأدلة تدريسها للطلبة في مختلف مراحل التعليم العام ، بجانب الحقائب التدريبية اللازمة ، علاوة على الرسائل الإعلامية المتنوعة ما بين أفلام كرتونية ورسائل نصية، ورسائل درامية، تفيد في غرس مفاهيم الثقافة الإعلامية، وتنمية مهارات التعامل الواعي مع معطيات المدّ الإعلامي المعاصر . وقام معالي رئيس ديوان المظالم الدكتور خالد اليوسف بتقديم الدكتور القرني في هذا اللقاء الذي حضره جمع من المسؤولين والباحثين والمهتمين المشاركين من 12 دولة و 15 جهة والعديد من المنظمات المجتمعية والهيئات الدولية والجمعيات الوطنية والإقليمية المتخصصة.