جسد عدد من شباب المنطقة الشرقية النقلة النوعية في مستوى الثقافة لدى الشباب واستطاعوا أن يكسبوا الرهان على تحقيق إنجاز على مستوى المملكة في إدارتهم لأول منتدى للتربية الإعلامية، حيث ثمن عدد من المثقفين ورؤساء تحرير صحف ثقافة هذا الجيل وقدرته على ترجمة أحاسيسه ومشاعره إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع. وبجهود وعمل احترافي ل200 شاب من أعضاء المجالس الشورية الطلابية التي تنظمها الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية ممثلة في قسم النشاط الثقافي، نظم أول منتدى للتربية الإعلامية مؤخرا، والذي يهدف إلى رفع مستوى الثقافة الإعلامية للطلاب وإكسابهم مهارات الحوار والاتصال، وهو عبارة عن تجمع طلابي وعدد من المختصين في الجانب الإعلامي ينفذ من خلاله منتدى يطرح مجموعة من المحاور الفعالة في رفع مستوى التعاطي مع القضايا الإعلامية التي تمس وبشكل مباشر فئة الشباب لتلمس حاجة الإعلام للشباب في سوق العمل ومدى تأثير العولمة على ثقافة شبابنا. التأثير على المجتمع وأوضح مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس، أنه في ظل التوسع المتزايد لدور وسائل الإعلام في التأثير على المجتمع بشكل عام والطلاب بشكل خاص أصبح من الضروري أن تقوم المدرسة بدور فاعل من خلال المنهج الدراسي لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للتعامل مع وسائل الإعلام، مبينا أنه من غير الممكن في عصر الثورة المعلوماتية والزخم الإعلامي أن تحدد المدرسة للطلاب ما هو مقبول وما هو غير مقبول في ما يتلقونه من رسائل إعلامية متواصلة، فصار السبيل الوحيد والممكن هو تزويد الطلاب بالمعلومات والمهارات التي تمكنهم من فحص تلك الرسائل الإعلامية وإكسابهم استراتيجيات تحليل المحتوى المعلوماتي الموجود فيها بما يساعدهم ويمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة وواعية حيالها. وأضاف المديرس«أثبتت الدراسات أن ثلثي المعلومات التي يتلقاها الفرد من وسائل الإعلام المختلفة تؤثر في تشكل وقتنا أو اكتشاف معرفتنا وهي المحددات للسلوك، و ما نريد أن نصل إليه هو جعل الطالب يحقق ما يسمى بالجودة الشخصية والتي هي أساس جودة العمل، ولذلك نتطلع الآن من خلال الاستفادة من هذا الإعلام المنفتح واختيار الأنسب والأنفع لتتحول شخصية الطالب إلى ثقافة وسلوك وممارسة وتطبيق تؤثر في سلوكنا وتؤثر في ثقافتنا، حتى يتحول هذا السلوك إلى ممارسة وتطبيق»، مؤكدا «ولا شك أن الإعلام يشكل شخصية هذا الطالب والجودة الشخصية التي تكتسب من خلال المعارف والمهارات والاتجاهات، والاستثمار في أبنائنا الطلاب هو الاستثمار الأمثل لأنهم الجيل المقبل والأمل، ولذلك أتى هذا المنتدى الطلابي الذي تنظمه إدارة النشاط الطلابي الثقافي ويقوم عليه إعدادا و تنفيذا وتخطيطا نخبة من الطلاب من المجالس الشورية الطلابية والذين أثبتوا أن طلابنا على قدر عال من الكفاءة والمهنية اللتين نعول عليهما، ولا شك أن التدريب الذي تلقوه وسيتلقونه سيستمر بتقديم البرامج النوعية حتى نصل بطلابنا إلى مراتب متقدمة وأسعدتني المشاركة الطلابية والطرح المميز لأبنائنا الطلاب». واستطرد الدكتور المديرس «نحن الآن أمام انفتاح إعلامي كبير من خلال الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة وهذه البرامج الحوارية الهادفة تجعل الطلاب قادرين على التعامل بحنكة وبحكمة مع الإعلام المنتشر الكبير، ولا شك أن تعويدهم على اختيار هذه البرامج والرسائل الإعلامية المصانة بشكل كبير تعلم الطلاب كيفية قدرتهم على الحوار». صناعة طلابية خالصة من جهته، قال رئيس قسم النشاط الثقافي بتعليم الشرقية سامي بالطيور، «إن المنتدى الثقافي الإعلامي هو صناعة طلابية 100 في المائة وهو الأول من نوعه على مستوى المملكة حيث سيعمم على كافة المناطق التعليمية بعد نجاح التجربة»، مشيرا إلى أن فعاليات المنتدى ستشهد تحولا في الثقافة الإعلامية الطلابية سواء في الطرح أو النقد أو الاستنتاج، حيث يطرح المنتدى خمسة محاور هي التربية الإعلامية وسيلة لتحقيق مجتمع المعرفة، يقدمه مدير عام التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس، والمحور الثاني الإعلام وبناء الشخصية يقدمه رئيس تحرير جريدة اليوم محمد الوعيل، والمحور الثالث، الإعلام وتحقيق الأمن الفكري يقدمه الناطق الإعلامي لشرطة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، والمحور الرابع الإعلام وسوق العمل يقدمه عبدالرحمن الوابل أمين عام غرفة الشرقية، والمحور الخامس السياحة الفكرية بوسائل إعلامية ويقدمه الطالب منصور القاضي ومشرف النشاط الثقافي في وزارة التربية بندر عسيري». الصحف بحاجة إلى كوادر كذلك أشار رئيس تحرير جريدة اليوم محمد الوعيل، إلى أن الطالب السعودي لم يعد ينقصه شيء للتعامل مع وسائل الإعلام بحكم اطلاعه الواسع وثقافته العالية، وطالب باستمرارية مثل هذه المنتديات الثقافية الإعلامية، مبينا «المنتج هو خلق أو صناعة شباب يمتهنون الإعلام لحاجة صحفنا لهذه الكوادر، ونحن بدورنا سنسهل طريقهم بالتعاون مع أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للتدريب والتأهيل وتنمية المواهب». رفع الحس الإعلامي من جهته، تحدث رئيس تحرير جريدة الشرق قينان الغامدي عن أهمية الإعلام في الوقت الراهن وحاجة الوطن لسواعد أبنائه في البناء والفكر وإيصال المعلومة الصحيحة الهادفة بعيدا عن التحيز والمجاملة، مبينا أن المواقع الإلكترونية أسهمت في رفع الحس الإعلامي للطلاب، وأكد أن «المادة الإعلامية في الوقت الراهن أصبحت أسهل من الماضي إذ ساهمت التقنية الحديثة في إيصال الرسالة الإعلامية بسرعة عالية». كما طالب الشاب منصور القاضي بإيجاد برامج تحمل طابع الأصالة في مجتمعنا من خلال المحافظة على الدين والأخلاق، وتأسيس شركات إنتاج خاصة تسهم في بناء الشخصية الإسلامية وتكثيف البرامج الفكرية والحوارية التي تساهم في بناء العقل الرشيد. وطالب أيضا بتصميم رسوم متحركة تساهم في بناء المبادئ والقيم السليمة لدى الطفل والعناية بتأليف الكتب والقصص والروايات وإصدار المجلات التي تخاطب الطفل بشكل واع ومنضبط، وتكثيف البرامج التي تنمي لدى الشخص حب الوطن والانتماء الروحي. حماية الأبناء أما العميد الدكتور بندر المخلف مدير إدارة العمليات المشتركة في إمارة الشرقية، فأكد على أهمية تعاون المؤسسات التعليمية والتربوية مع المؤسسات الحكومية الأخرى «في حماية أبنائنا مما يتطرقهم من أخطار سواء على مستوى الفكر أو خطر المخدرات وحوادث السير أو خطورة المواقع الإباحية التي تعاني المملكة من هجمة شرسة عليها من قبل مروجيها واستهدافهم للشباب السعودي من خلال أرقام التواصل»، مشيرا إلى أن «مثل هذه المنتديات الثقافية ستسهم في رفع مستوى الوعي والتوعية لأبنائنا الطلاب». وفي ختام فعاليات الملتقى أكد المشاركون على أهمية إيجاد برامج مشتركة بين المؤسسات الإعلامية والتربوية، وإعطاء الأسرة والمدرسة الدور التربوي ليتعاملوا مع المؤثرات الخارجية لوسائل الإعلام، وتعزيز مصادر الثقافة التربوية وتطويرها ودعمها، وطرح البدائل للإعلام المنفتح من خلال إعلام يقدم الخدمة الإعلامية الراقية ويحافظ على القيمة التربوية، وكذلك تحسين البيئة التعليمية لتكون بيئة جاذبة، والتركيز على نشر وتعزيز الجودة في كافة المجالات، والاستفادة التربوية من وسائل الإعلام وتسخير التقنية الحديثة لخدمة العملية التربوية التعليمية، كما أوصوا بإنشاء مشروع يهتم بتنمية مواهب الشباب في مجالات الإعلام الحديث، وكذلك إنتاج أعمال مشرفة للمنافسة العالمية، وإنشاء بوابة رقمية لتبني وعرض المواهب المحلية، والاستفادة من معاهد التدريب لإعداد وتدريب الكوادر الإعلامية العاملة في ميدان الإعلام التربوي، وتركيز اهتمام الإعلام التربوي بالأطفال، ونقل الصورة الواقعية لأبناء الوطن بشكل خاص ولأحوال المجتمع بشكل عام بلا تصرف أو تحريف، وإقامة برامج في المدارس لتساعد الطلاب على اختيار وظائفهم وإثرائهم بمعلومات عنها، بالإضافة إلى إدراج برامج الإرشاد والتوعية بثقافة وقيم العمل ضمن الأهداف التربوية، والاستفادة من التجارب الناجحة للسعوديين في المجال الإعلامي.