افتتح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بالعاصمة التونسية اليوم ، المؤتمر الأول لوزراء التربية بالدول الإسلامية , الذي تعقده المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " الإيسيسكو " بالتعاون مع وزارة التربية التونسية . ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى المؤتمر الذي يستمر يومين معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى . وشدد الرئيس التونسي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على ضرورة تعزيز العمل التربوي الإسلامي المشترك وتفعيله ، خاصة في ظل الظروف الدقيقة والمخاطر الجمة التي يمر بها العالم الإسلامي التي تجعله أحوج ما يكون لتربية العقول والضمائر على التسامح والانفتاح ورفض الغلوّ والتطرف والجهل والتزمتّ وثقافة الموت واستعداء العالم جميعاً . ودعا السبسي منظمة " الإيسيسكو " إلى رسم الخطط ووضع التصورات لتطوير السياسات التربوية والثقافية والعلمية والاتصالية والمعلوماتية والانخراط بصفة جادّة في مجتمع المعرفة بما يؤهل الشباب وشعوب الدول الأعضاء بها للمشاركة الإيجابية في الحضارة الإنسانية . من جانبه أبرز معالي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو " الدكتور عبدالعزيز التويجري دور المنظمات العربية والإسلامية والمؤسسات التربوية في تطوير المنظومة التربوية والتعليمية ، مشيراً إلى أن المؤتمر ينعقد في مرحلة حرجة يمر بها العالم تكتنفها كثير من المخاطر التي تهدد الأمن والسلم الدوليين . بدوره أكد معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني أهمية المؤتمر كون ميدان التربية والتعليم في العالم العربي والإسلامي بات يتطلب وقفة حقيقة من أجل النهوض بالمجتمعات الإسلامية التي باتت تعاني من الصراعات والحروب الداخلية والخارجية ، مشيراً إلى أن ازدهار الأمم مرتبط بازدهار المنظومة التعليمية . إلى ذلك نقل معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى إلى المجتمعين تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وتمنياته للمؤتمر بالتوفيق والسداد , مؤكداً معاليه مساندة المملكة لتطلعات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الرامية لبلورة رؤية جديدة مشتركة في التربية والتعليم للدول الأعضاء تدفع باتجاه مجتمع المعرفة والإبداع والابتكار . وعبر معاليه عن ترحيب المملكة بالمبادرات التي تستهدف تعزيز السياسات المتعلقة بالشباب والاهتمام بهم والبرامج التربوية والتعليمية الموجهة لاستثمار طاقاتهم وتنمية قدراتهم فيما يعود بالخير على مجتمعاتهم ، وترحيبها كذلك بالمبادرات الجادة لتعزيز القيم النبيلة لتربية النشء المسلم وتعزيز استخدام لغة القران الكريم في المدارس والجامعات والأروقة العلمية والتقنية كجزء من مكونات الهوية المسلمة والتراث العلمي للحضارة الإسلامية . ويستعرض المؤتمر خلال اجتماعاته تقرير معالي مدير عام المنظمة حول عمل المنظمة لفائدة الدول الأعضاء ، والمقاربات الإستراتيجية لتطوير التربية وتعزيز دورها في تحقيق التنمية والعيش المشترك , وعرض جهود ونتائج إصلاح المنظومة التربوية في العالم الإسلامي . ومن المنتظر أن يتم في ختام المؤتمر الإعلان عن إنشاء مجلس استشاري مكلف بمتابعة تنفيذ إستراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي وانتخاب أعضائه .