رحب أصحاب المعالي وزراء الخارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المشاركون في ختام أعمال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، في العاصمة الأوزبكية طشقند بمبادرة جمهورية أوزبكستان لعقد الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية تحت شعار "التعليم والتنوير – طريق إلى السلام والإبداع" ، مقرين بأنه في سياق تزايد حدة التوتر وعدم الاستقرار في مناطق عدة من العالم، واستفحال الأزمات القائمة، والمحاولات المتعمدة لتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف، وإيجاد جو من الصدام بين العالم الإسلامي وبقية الثقافات وأتباع الديانات، تزداد الحاجة إلى تعزيز وعي المجتمع الدولي بأكمله بالجوهر الإنساني الحقّ للإسلام وسماحته وريادته في مجال التنوير الروحي . وشدد الوزارء على ضرورة الأخذ في الحسبان أهمية الإرث العلمي التَّليد الذي خلفه كبار العلماء والمفكرين من العالم الإسلامي، والدور القيِّم الذي أدّوه والدرجة الرفيعة التي بلغوها في تاريخ الحضارة المعاصرة خاصة وفي تاريخ الإنسانية جمعاء، واسهاماتهم القيمة في تحقيق النهضة العلمية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية عبر العالم، وأعرب وزراء الخارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عن بالغ تقديرهم للاهتمام الكبير الذي توليه قيادة جمهورية أوزبكستان للحفاظ على الإرث العلمي والثقافي والروحي وتعزيزه، وقيم الإسلام الأصيلة، ومنها الحق في العيش في جو يسوده السلام والطمأنينة والتسامح بين الناس على اختلاف أعراقهم وأديانهم وفي إطار الاحترام المتبادل والوئام، وكذلك تطوير النظام التعليمي وتحسين جودته، وتنشئة الجيل الصاعد على الجمع بين استيعاب القيم الإسلامية الإنسانية وامتلاك ناصية التطور العلمي، وجدد الوزراء التأكيد على الالتزام الكامل بأهداف ومبادئ منظمة التعاون الإسلامي، بما يحقق مصلحة الدول الأعضاء ويدعم السلم والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة ويسهم في تطوير العلوم والتربية وفي التنوير في البلدان الإسلامية، وذلك في إطار التضامن الإسلامي وتنسيق العمل المشترك، وأعربت منظمة التعاون الإسلامي والعالم الإسلامي أجمع عن عميق الأسى لرحيل الرئيس الأول لجمهورية أوزبكستان، فخامة الرئيس إسلام كريموف،السياسي المرموق المتشبع بروح الحداثة وأحد عظماء الأُمة الأوزبكية معربة عن تقديرها الكبير للإسهامات العظيمة التي قدمها الرئيس الراحل إسلام كريموف في حياته لضمان وحدة صف الأمة الإسلامية، وصون وتدعيم السلم والاستقرار في منطقة آسيا الوسطى والعالم بأسره، إلى جانب جهوده في الاعتناء بالإرث الذي خلفه علماء ومفكرون أجلاَّء في العالم الإسلامي، والذود عن حياض الإسلام في المحافل الدولية بوصفه دين سلام وإبداع، فضلاً عن مساعيه في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على نحو متواصل ومستدام، وتربية النشىء على احترام القيم الحقَّة للدين الإسلامي الحنيف، وتطوير نظام تدريب الكوادر، وتكوين جيل من الشباب زاده التعليم الجيد والتوازن الفكري، وتقوية التفاهم والاحترام المتبادلين بين بلدان منظمة التعاون الإسلامي من خلال تعزيز مستوى التعاون الثقافي والإنساني في ما بينها. وأكد الوزاء أن منظمة التعاون الإسلامي استطاعت منذ إنشائها أن تتموقع بجدارة بين مصاف المنظمات الدولية المرموقة والمؤثرة، وأضحت أحد المنابر الأساسية للحوار للحفاظ على السلم الدولي والتصدي للتحديات والتهديدات التي تواجهها الدول الأعضاء في وقتنا المعاصر. وفي هذا السياق، حثوا الأمين العام على تكثيف الجهود من أجل الارتقاء بمستوى الأنشطة التي تنفذها المنظمة من أجل صون وحدة الأمة الإسلامية، وترسيخ أركان السلم والأمن على نحو دائم، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في الدول الأعضاء. وأكدوا مجدداً أهمية ضمان أمن الدول الأعضاء وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها واحترام حقوقها، وضرورة حل المشكلات والنزاعات القائمة أو الناشئة عبر المفاوضات السلمية، مع استخدام الآليات الدولية السياسية والدبلوماسية والقانونية القائمة على المبادئ والمعايير المعترف بها عالمياً في إطار القانون الدولي. وفي هذا الصدد، أعلنوا دعمهم للهيكل الجديد الذي أحدثته منظمة التعاون الإسلامي في مجال السلم والأمن، كما أعلنوا دعمهم للجهود التي يبذلها الأمين العام في هذا الاتجاه. واشار وزراء الخارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الى أنه في ظل الظروف الحالية للقرن الحادي والعشرين الذي بات يُطلقُ عليه عصر العولمة وتقنية المعلومات والاتصال والإنترنت، المتَّسم بتزا��د وتيرة المنافسة بين دول العالم واتساع السوق العالمية، أصبح من اللازم إيلاء الأهمية القصوى للرفع من حجم الاستثمارات والمدخلات في تطوير رأس المال البشري، وبناء جيل متعلم ومثقف، لما يشكله هذا الأمر من قيمة مهمة وقوة حاسمة في بلوغ أهداف التنمية الديموقراطية والتحديث والتجديد ،داعين الدول الأعضاء والمؤسسات المعنية في منظمة التعاون الإسلامي، في ضوء شعار هذه الدورة " التعليم والتنوير – طريق إلى السلام والإبداع"، إلى مواصلة وزيادة توسيع نطاق برامجها وأنشطتها في مجال التعليم العالي، ولا سيما في إطار برنامج التبادل التربوي، وبذل الجهود لتحسين مستوى البرامج والدورات التدريبية، وتقوية الروابط بين مؤسسات التعليم العالي، وتعزيز المشاريع العلمية والبحثية المشتركة، وتوفير منح دراسية وبرامج للتدريب المهني. // يتبع //