لمشعر منى مكانة تاريخية ودينية في قلوب المسلمين فعلى صعيد هذا المكان الطاهر يستشعر الحجاج الأحداث الإسلامية زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها بيعتي العقبة الأولى والثانية، وكانت الأولى في السنة ال 12 من الهجرة عندما جاءت وفود من قبيلتى الأوس والخزرج أكبر القبائل فى المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة لتسمع دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم، عن الاسلام فأمنوا وصدقوا بها وعادوا لأهلهم في المدينة وقد أرسل معهم الرسول صلى الله عليه وسلم ،مصعب بن عمير رضي الله عنه ليعلمهم القرآن الكريم وسمي بأول سفير في الإسلام، واسلمت في ذلك العام قبيلة دوس وسيدها الطفيل بن عمرو رضي الله عنه، كما أسلم عدد كثير من الناس. أما بيعة العقبة الثانية فكانت في سنة 13 هجرية، حيث أتى وقتها 73 رجلاً وامرأتان من قبيلتي الأوس والخزرج عند رسول صلى الله عليه وسلم وأتفقوا معه عليه الصلاة والسلام على تأييده ونصرته وأن لهم الجنة . وجاء في الأثر أن سورة المرسلات نزلت على رسول الله ونبيه صلى الله عليه وسلم وهو مع بعض الصحابة في "غارٍ" بمنى، وقيل أنه يقع على مقربة من جنوب مسجد الخيف على سفح جبل الصحائف، وعرف بعدها بغار المرسلات، كما ورد أنه قد بني مسجداً في موضع النزول السورة سمي تأسياً بها بمسجد المرسلات، وموقعه بين مسجد الخيف وجبل الضباع المشرف على الخيف من الجنوب الغربي . وفي هذه الأحداث والأخبار التي قدرها الله بعلمه، صورًا عظيمة يستلهم منها الحجاج خلال تواجدهم في حدود المشعر وبدء تأديتهم لمناسك الحج، وعامة المسلمين الدروس والمواعض في الصبر على المشقة والعناء، والتحلي بالإيمان في القلوب والصدور، والأمتثال لأمره تعالى في كل موضع، مثلهم الصالح في ذلك ما وجده أنبيائه ورسله في دعوتهم إلى عبادته سبحانه وتعالى .