يخفق قلب أبها كل مساء بمواويل مسائية في شارع الفن، ويتراقص على ألحانها الورد والألوان التي لا تجف ولا تذبل بتلاتها من الرذاذ وقطرات الندى، ليمتزج الفن بالطبيعة في أبها، فيزيدها بهاء وجمال، وأنصهر ذلك الجمال الطبيعي مع الجمال الفني، ليخلق صورة جمعت سجادة الزهور بشارع الفن الذي يفيض عبقاً وعطراً، وامتزجت جنبات سد وادي أبها بألوان الطيف الذي يشتعل كل مساء ليضيء سماء أبها ويرسم لوحة فنية تعبيرها الترحيب والبشاشة بالقادم إلى عسير. ويقول الكاتب الدكتور ماهر البردي " إن أبها نشرت بكل ما حملته من بهاء ثقافة الحياة بين الصغير والكبير، وزرعت بين أجيالنا ثقافة الحياة والعمل لمستقبل واعد طموح ، يهدف إلى رؤية مستقبلية طموحة 2030، ستسهم ليس في بناء وتطور المملكة العربية السعودية فحسب ، بل لحضارة إنسانية ذات ثقافة عريقة، وها هي بوادرها الثقافية التي ستجعل من الإنسان الذي يعيش في المملكة إنسان مختلفاً ، بل مختلفا في كل شيء ثقافياً واقتصاديا واجتماعياً وفكرياً". وأضاف " إن أي حضارة بشرية لا تقوم إلا على ثقافة حقيقية، والمملكة العربية السعودية لها عمق تاريخي وثقافي وحضاري كبير، ولا بد أن يعرفه العالم من خلال الوسائل المتعددة، والرسائل بمختلف طرقها، فعلينا جميعاً أن نخدم هذا التراث الحضاري وإبرازه محلياً ، وأن يعرف العالم بأسره حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا، وأن الإنسان السعودي سخر كل الموارد في خدمة الثقافة ورقي الحضارة البشرية ، حيث ما زال ماء الحياة يأتي ويتدفق من عمق حضاراته". ودعا الدكتور البردي إلى التنافس الشريف بين مدن المملكة والعمل على إبراز المدن السياحية والقرى التراثية ونشر ثقافة وحضارة المملكة، لكي تصبح رؤيتنا الثقافية 2030 هي تصدير للحضارة الإسلامية والنهضة التنموية التي تشهدها المملكة للعالم بأسره، والسعي لتصدر الحضارات على مستوى العالم .