تمكن فريق طبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، من زرع دعامات شريانية متطورة ذات أذرع لمريض سعودي يبلغ من العمر 68 عاماً كان يعاني من أم الدم الشريانية الأبهرية الصدرية والبطنية معا وهو ما منع انفجارها وتهديد حياة المريض. وأوضح استشاري ورئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بالمستشفى الدكتور سامر القصير أن الفحوصات السريرية أظهرت أن المريض مصاب بأم الدم الشريانية الأبهرية الصدرية والبطنية معاً وهي إنتفاخات شريانية في الشريان البهري الذي يخرج منه شرايين الكلى و الكبد والأمعاء، مبيناً أن هذه الإنتفاخات قد ينجم عنها انفجار في الشريان الأبهري الرئيسي يؤدي إلى حدوث الوفاة, وأن حالة المريض استدعت زرع دعامات شريانية متطورة ذات أذرع تعمل على تروية الأعضاء الحيوية في البطن كشرايين الكلى والكبد والأمعاء واستغرقت نحو 5 ساعات. وقال الدكتور القصير: " إن هذا الإجراء المتطور الذي تم من خلال شق جراحي صغير في منطقة الفخذ ( المطبق في مراكز متقدمة في أوروبا وأمريكا) مكَّن من تقليل خطر إصابة المريض بالشلل السفلي إلى 6% وفقدان الدم أثناء العملية إلى نسبة 60%، كما خفف من نسبة الإختلاطات الجراحية ونسبة الوفاة وهو ما أتاح خروج المريض من المستشفى بعد ثلاثة أيام من الإجراء الجراحي، بالمقارنة مع صعوبة وخطورة العلاج الجراحي المفتوح الذي يتطلب فتح الصدر والبطن بشق جراحي طويل وأحياناً وضع المريض على جهاز القلب المفتوح وهو ما لا يمكن إجراؤه خصوصاً عند المسنين والمرضى ذوو المشاكل القلبية والتنفسية". وأفاد أن هذا الإنجاز الطبي المتمثل في زرع دعامات شريانية متطورة ذات أذرع للمريض جاء بالتعاون مع قسم الأشعة التداخلية بالمستشفى, وقد أعطى مرضى الإنتفاخات الشريانية المعقدة أمل جديد في علاجها في المملكة بأحدث التقنيات المتوفرة في العالم, كما أبعدت عنهم مشقة السفر إلى الخارج للعلاج بهذا النوع من التقنيات, منوهاً بالدعم والمساندة الذي توليه إدارة المستشفى في استقطاب وتوفير أحدث التقنيات الطبية في العالم وفق أعلى معايير الجودة في سبيل تقديم رعاية طبية متميزة للمرضى.