عقدت اللجنة البرلمانية الخليجية المشتركة برئاسة معالي الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد آلِ عمرو اجتماعاً في بروكسل أمس مع وفد البرلمان الأوروبي لشؤون العلاقات مع شبه الجزيرة العربية بهدف تعزيز التعاون والحوار بين الجانبين . ورحبت رئيسة وفد البرلمان الأوروبي لشؤون العلاقات مع شبه الجزيرة العربية ميشيل اليوت ماري في بداية كلمتها بالبرلمانيين الخليجيين , وقالت : إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية "شريك استراتيجي مهم للاتحاد الأوروبي" , مشيراً إلى الاجتماع يهدف إلى بحث كيفية مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب الذي تعاني منه أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي. وأعربت عن سعادتها لتشكيل لجنة برلمانية مشتركة مع المجالس التشريعية بدول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الحوار بين الجانبين , وقالت : إن هذا سيساعد على بناء الثقة المشتركة . وعبرت عن أملها أن يتبع هذا الاجتماع الأول اجتماعات أخرى , مشيدة بالجهود التي تبذلها رئيسة بعثة مجلس التعاون الخليجي لدى الاتحاد الأوروبي أمل الحمد في تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون الخليجي من جهة والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي من جهة أخرى. من جانبه قال معالي الأمين العام لمجلس الشورى ورئيس وفد اللجنة البرلمانية الخليجية المشتركة الدكتور محمد عبدالله ال عمرو : " إننا نسعى إلى تعزيز العلاقات معكم على أساس من الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة لمصلحة شعوبنا وتحقيق الاستقرار في المنطقة". وأشار إلى القانون الصادر من قبل البرلمان الأوروبي في عام 2011 الذي يدعو إلى تحقيق شراكة استراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي , متطلعاً إلى تنشيط هذه البنود والمبادئ الموجودة في القانون لمصلحة الجانبين . وقال "نحن كبرلمانيين نحتاج إلى ممارسة وتطبيق العدالة والقانون والموضوعية ونسعى للحصول على المعلومات بحيث نقوم باتخاذ قراراتنا اعتمادا على مصادر برلمانية يعتمد عليها لا سيما أننا نعيش في زمن الثورة المعلوماتية والاتصالات المفتوحة بحيث يسهل تمرير الأكاذيب والاشاعات". وأوضح أن الشعب الفلسطيني عانى أكثر من 70 عاما حيث واجه القتل والنزوح والظلم والاضطهاد واستمرار سلطات الاضطهاد الإسرائيلي في سياساتها الاستيطانية الإرهابية غير عابئة بالفلسطينيين. ودعا إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967. وتطرق آل عمرو في كلمته للتطورات في سوريا واليمن والعراق وعلاقات دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران وجهود الدول الخليجية في محاربة الإرهاب. أما رئيسة بعثة مجلس التعاون الخليجي إلى الاتحاد الأوروبي أمل الحمد فرحبت في كلمتها بالتطورات الايجابية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بعد عقد العديد من الاجتماعات الثنائية كاشفة عن عقد المزيد من الاجتماعات بين الجانبين في المستقبل القريب لتعزيز العلاقات الأوروبية - الخليجية. بدوره دعا عضو مجلس الأمة الكويتي عبدالله المعيوف في كلمته إلى تطبيق القانون والعدالة كقاعدة لتعزيز الروابط بين الجانبين. وقال : "نحن نشعر كمسلمين بأن هناك ازدواجية في المعايير بالتعامل مع القضية الفلسطينية وفي تطبيق حقوق الإنسان". وتطرق إلى إسهام وجهود دول مجلس التعاون الخليجي للتعامل مع مشكلة اللاجئين , مؤكداً انه يتم التعامل معهم في الدول الخليجية كأخوة واخوات. ودعت عضو مجلس الشورى السعودي هدى عبدالرحمن الحليسي في كلمتها إلى احترام الثقافات والقيم الأخرى والهوية مشددة على تطبيق مبدأ التسامح وعدم التشدد مع الاختلافات في الآراء والقيم. وقالت :" إن القيم الإسلامية هويتنا ولا أحد يريد أن يفقد هويته ونحن نريد أن نعززها وننقلها إلى الأجيال الجديدة". كما دعا العديد من النواب الخليجيين خلال كلمات لهم في الاجتماع إلى تعزيز التعاون بين الجانبين. وعقب الاجتماع أوضح الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد عبدالله آل عمرو أن الاجتماع خرج بنتائج طيبة وأن المشاركين فيه أكدوا أهمية عقد المزيد من الاجتماعات وتعزيز التعاون الثنائي. وقال آلِ عمرو في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية : "اننا اتفقنا أيضا على إنشاء آلية لتعزيز الحوار حول القضايا المهمة لتحقيق النتائج" .