أثنت التوصيات الصادرة عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في اختتام أعمال المؤتمر العربي ال 29 لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات المنعقد مؤخراً في تونس ، على الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة من أجل محاربة المخدرات، ودور الأجهزة الأمنية من خلال الضربات الاستباقية، كما نالت التجربة السعودية في مكافحة المخدرات وعلاج المدمنين المتمثلة في المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) التقدير والاستحسان، حيث دعت التوصيات الدول الأعضاء إلى الاستفادة من مشروع "نبراس" في المملكة العربية السعودية واستثماره في التوعية بخطورة المخدرات، ما يعد تثمينا للجهود المبذولة في مجال الوقاية من المخدرات وتميز القائمين عليها. وعبر أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات رئيس مجلس إدارة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" عبد الإله بن محمد الشريف عن سعادته بصدى نجاح المشروع الوطني الذي أصبح نموذجا يحتذى ، مبيناً أن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات تنفذ توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ، بضرورة الاهتمام بقضية المخدرات ومكافحتها والوقاية منها، عبر المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس"، في كافة مناطق المملكة. وأشار الشريف إلى أن مشروع "نبراس"، بدأ تفعيل برنامجه منذ إطلاق سمو ولي العهد - حفظه الله - له قبل عام الذي يهدف إلى توحيد كافة الجهود لمؤسسات الدولة والقطاعات الخاصة ومشاركة رجال الأعمال وكافة شرائح المجتمع السعودي في برامج وأنشطة متنوعة ومتعددة قائمة على أسس علمية لمحاور أساسية اجتماعية، عبر مشروع وطني موحد وهو مشروع "نبراس". الجدير ذكره أن المؤتمر قد شهد حضور ممثلين عن وزارات الداخلية في الدول العربية فضلا عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومركز "حماية" الدولي للتدريب ومن المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمملكة. وقد افتتح أعمال المؤتمر الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية محمد بن علي كومان بكلمة أشار فيها إلى أن الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية ألقت بظلالها القاتمة على الأوضاع المعيشية مما يدفع الكثيرين إلى الانغماس في الجريمة، خاصة ترويج المخدرات طمعا في مكاسب مادية تخفف قساوة الواقع المرير. وشدد في كلمته على وضع استراتيجية عربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية في صيغتها المحدثة، ومشروع صندوق عربي لتمويل أنشاء مراكز العلاج والرعاية اللاحقة للمدمنين في الوطن العربي. وقد أصدر المؤتمر العربي التاسع والعشرين لرؤساء أجهزة مكافحة عددا من التوصيات المهمة الرامية إلى تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الدول العربية في المجالات ذات الصلة بعمل هذه الأجهزة. كما أوصى المؤتمر بإنشاء جهاز متخصص بالرقابة الإلكترونية المتطورة لعمليات تهريب المخدرات والاتجار غير المشروع بها عن طريق الإنترنت وتشديد الرقابة على المنافذ البحرية ومراقبة التهريب عبر السفن والحاويات وتطوير الإمكانيات الفنية والتقنية والبشرية لأجهزتها في مجال مكافحة جرائم المخدرات وفق أحدث التطورات العلمية. كما دعا المؤتمر الدول الأعضاء إلى تعزيز الرعاية الموجهة للشباب وتمكينهم من الحصول على التعليم المناسب وفرص العمل الملائمة وأساليب الترويح عن النفس بالطرق المشروعة، بما يقلص من فرص انجرافهم وراء الإدمان. واستعرض المؤتمر تجارب الدول الأعضاء في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وخططها الوطنية في هذا المجال، وبحث مشروع صندوق عربي لتمويل إنشاء مراكز العلاج والرعاية اللاحقة للمدمنين في الوطن العربي.