لفت معرض الصقور أنظار زوار سوق عكاظ، مبدين اهتماماً كبيراً بمختلف الفصائل التي نالت شهرةً كبيرة لدى العرب، وحضرت في سيرهم وقصائدهم وفي رحلاتهم، لاسيما رحلات الصيد، التي تميزت فيها فصائل عن أخرى، استناداً لما تملكه من صفات، إلى جانب أساليب التدريب التي خضعت لها، ومدى جودتها ومناسبتها للفصيلة المدربة. وأوضح المشرف على معرض الصقور علي سعيد القحطاني أن المعرض فعالية تنطلق للمرة الأولى في سوق عكاظ، وينتظر أن تسجل حضوراً بارزاً، يزيد من فرص تكرار تجربتها في الأعوام القادمة، مع مراعاة التطوير المستمر الذي يضمن للمعرض حضوراً أكثر فعالية وجذباً للزوار. وأكد أن الإقبال الكبير الذي يشهده المعرض، يدعو للتفاؤل بنشاطٍ اقتصادي جيد، لاسيما وأن اللجنة المنظمة ارتأت أن يلبي المعرض الجانب التثقيفي، المعني بالتعريف بالصقر وأنواعه المختلفة، وما يميز نوع عن آخر، والأساليب التدريبية التي تتفاوت وتتعدد، بناءً على نوع الصقر ومميزاته وإمكاناته، بينما يمثل الجانب الاقتصادي إستراتيجية مهمة للجنة المنظمة عندما أقرت إقامته ضمن الفعاليات، من خلال عقد صفقات لبيع الصقور، التي من المتوقع أن تشهد أرقاماً كبيرة، عطفاً على جودة أنواع الصقور المعروضة، وتمتعها بمواصفات جاذبة للمهتمين والراغبين في امتلاكها وتربيتها للاستفادة منها في الأغراض المتعارف عليها لدى العرب. وأستعرض القحطاني بعض المواصفات التي يفاضل بها محبي الصقور وتربيها بين الأنواع والفصائل، مبيناً أن العرب منذ القدم كانوا يحرصون على اقتناء الصقور النادرة، التي تمتاز بألوانها وقوّتها وسرعتها وتقنياتها خلال الصيد، ويعملون على تربيتها ورعايتها في أماكن مخصصة لحمايتها من درجات الحرارة العالية، لافتاً النظر إلى أن الصقر العربي بمختلف أنواعه يصنف الأغلى والأشهر على مستوى العالم. من جهته نوه مدير التسويق بالمعرض عبدالرزاق كمال، بارتفاع أسعار الصقور مقارنة بالطيور أو الحيوانات التي اعتاد الإنسان على تربيتها واستئناسها، حيث تتراوح أسعارها بشكلٍ عام بين 50.000ريال و 100.000 ريال، لافتاً الانتباه إلى أنها قد تتجاوز ذلك المبلغ، عندما تتوفر في الصقر مواصفات خاصة أو نادرة أو تميزه بالقوة لأكثر من صفة، مشيراً إلى أن أبرز الأنواع التي تواترت الأخبار عند العرب منذ القدم عنها، لمّا وظفوا أجمل صفاتها وأقواها في قصائدهم وقصصهم وأمثالهم ورحلاتهم، مثل (الحر، والوحش، والشاهين، والوكري، والجير). وأبان أن المعرض يقدم لزواره نماذج مختلفة من الأدوات والمعدات التي تستخدم مع الصقور، بهدف تثقيف الزوار، كالبرقع، والقفاز، والوكر، ومربط الحبل، إلى جانب حقيبة الأدوات التي تعرف ب"المخلاة"، مستعرضاً مقومات الجمال عند الصقور، والتي ترتكز على طول العنق، والساق، والعينين، بالإضافة لتناسق الريش، والسرعة.