استنكر مجمع الفقه الإسلامي الدولي, التفجير الإرهابي الذي وقع الخميس الماضي في مسجد مقر قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير وأسفر عن استشهاد وإصابة عدد من منسوبي القوات أثناء تأديتهم للصلاة دون أي التفات واحترام لحرمة بيوت الله المساجد, ولا للمصلين الركع السجود في تعبدهم لله رب العالمين ولا لحرمة الدماء المسلمة . وأكد المجمع في بيان صدر اليوم, أن ما أتى به هذا العمل الإرهابي من فظائع هو مبارزة لله وللإسلام والمسلمين بالحرب والبغي والعدوان , ويتنافى يقيناً مع ثوابت الإسلام وبدهياته ومن ذلك: قول الحق سبحانه وتعالى ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )، وقوله سبحانه وتعالى (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )، وما ورد في الهدي النبوي الشريف من تعظيم العدوان على المسلم, ومنه ما رواه مسلم والنسائي والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم, وقوله صلى الله عليه وسلم: لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار رواه الترمذي, وقال: حسن غريب, وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله سائل, فقال: يا أبا العباس هل للقاتل من توبة ؟ فقال ابن عباس كالمُعَجِّب من شأنه: ماذا تقول: فأعاد عليه مسألته, فقال: ماذا تقول: مرتين أو ثلاثا، قال ابن عباس: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: " يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلبِّبا قاتِلَهُ باليد الأخرى تشخُبُ أوداجُهُ دما حتى يأتي به العرشَ, فيقولُ المقتولُ لربِّ العالمين: هذا قتلني, فيقول الله عز وجل للقاتِلِ: تَعَستَ, ويُذهَبُ به إلى النار" رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط, قال المنذري: ورواته رواة الصحيح . وشدد البيان على أن هذا الإرهاب يكشف بعدوانه المقيت هذا على أنه واجهة ضلال وإضلال, ويد لقوى خارجية تستهدف بخططها المملكة العربية السعودية وأمنها واستقرارها ووحدتها, والمنطقة, والأمة الإسلامية في قلبها, وأن الخونة المنفذين له قد رضوا بتصورات دينية متطرفة, وتأويلات باطلة, وأراء فاسدة عشعشت في عقولهم الضيقة وفكرهم الفاسد الشاذ, ونفوسهم المريضة, وببغيهم وعدوانهم الأعمى أن يكونوا أداة ماكرة دموية تدميرية تفتيتية حربا على الإسلام وأهله وبلاده وقلبه, يقتلون بلا رحمة, ويسعون لإحداث البلبلة وإثارة القلاقل بين المسلمين, و يعملون على بث الرعب فيهم خدمة للأعداء الحاقدين والمجرمين المتربصين. وطالب مجمع الفقه الإسلامي الدولي, أصحاب الفضيلة الفقهاء والعلماء والمفكرين والدعاة المخلصين بضرورة تكثيف الجهود في كل الأحوال وخاصة في هذه الظروف لحماية الشباب من الفكر الإرهابي وإبطال شبهه ودحض تأويلاته المنحرفة الشاذة, والانفتاح اللطيف المباشر على الشباب والأخذ بأيديهم حتى يكونوا في مأمن من شراك مصائد الإرهابيّن الخادعة, وضرورة العمل الفردي والجماعي بأيد متشابكة متكاملة على اجتثاث الإرهاب من منابته. كما ناشد جميع أبناء الأمة في مختلف مواقعهم للوقوف صفا واحدا لمواجهة الإرهاب بكشف مخططاته وأشخاصه والأخذ على أيدي الإرهابيين بحزم وعزم حماية للبلاد ووحدتها واستقرارها ونهضتها ومكتسباتها, وللإنسان وأمنه وحماية حقوقه, ويحض الجميع للتعاون مع كل الجهات لمحاصرة الإرهابيين وإبطال مكرهم وسوء صنيعهم. وتقدم المجمع بأحر التعازي في هذا المصاب الجلل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, ولسمو نائب خادم الحرمين, ولسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-, ولقوات الطوارئ, ولذوي الشهداء سائلاً المولى عز وجل أن يتقبلهم شهداء ويتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته, كما سأل الله أن يحفظ على المملكة أمنها واستقرارها ووحدتها ونهضتها, وللمسلمين وحدتهم وأمنهم واستقرارهم, ويبطل كيد الأعداء والإرهابيين ويردهم على أعقابهم خائبين.