أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ , المسلمين بتقوى الله تعالى حق التقوى . وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض : إن الله فرض على العباد فرائض واوجب عليهم واجبات ونهاهم عن منهيات كلفهم بها , فطالبهم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي وأعظم تجمع خصال الخير والأمر بها وخصال الشر والنهي عنها هي قول الله جل وعلا (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) , فهذه الآية هي أوامر ثلاثة ونواهي ثلاثة , أوامر أمر الله بأدائها وهي العدل والإحسان وايتاء ذي القربى , ونواهي نهى عنها وهي الفحشاء والمنكر والبغي , فأعظم ذلك العدل فان العدل أعظم هذه الأمور لأن بالعدل يشيع الأمن والأمان والاستقرار وتحقن الدماء وتحفظ حقوق العباد , والعدل والإنصاف وعدم إتباع الهوى , فبالعدل يشيع الأمن والاستقرار والطما نية وتحفظ به الدماء والأعراض وتصان حقوق العباد من التعدي عليها . وأضاف : أما الإحسان فهو إتقان العمل وإصلاحه والقيام به حق القيام فيما بينك وبين الله أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فتحسن العمل لله , وتخلصه لله ومن الإحسان أن تقابل السوء بالإحسان في الأقوال والأعمال قال الله جل وعلا ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)) . وتابع يقول : وأمر بإيتاء ذي القربى وهم أرحامك من أمك وأبيك في المال أو في أنواع المعروف والإصلاح بين الأقارب والتوفيق بينهم والصبر على ما يصدر منهم ومعاملتهم بالإحسان وإن أساؤوا وبالعفو وإن ظلموا لأن هذا من كمال صلة الرحم , قال صلى الله عليه وسلم // ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطِعَت رحمه وصلها // , ثم نهى عن ثلاث أمور هي سبب فساد المجتمع وتنخر في بنيانه الأول منها قوله جل وعلا (( وينهى عن الفحشاء )) والفحشاء كل ما اشتملت عليه النفوس الشريعة الإسلامية سليمة من الشرك بالله والقتل والسرقة والزنى والرياء واحتقار الناس وإذلالهم . واستطرد سماحته بقوله : أما المنكر في قوله جل وعلا (( وينهاكم عن الفحشاء والمنكر )) فالمنكر كل معصية بينك وبين الله لارتكاب أي نهي نهاك الله عنه أو ترك واجب أوجب الله عليك , هذا لاشك انه من المنكرات , وأما البغي فهو الظلم والعدوان والتعدي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم . // يتبع // 17:50 ت م تغريد